لم يعد البرد القارس في منطقة الباحة يشغل اهتمام الأهالي، حيث يفصل بين أجوائهم الباردة والدافئة (25) دقيقة تقريباً؛ ففي الوقت الذي تصل فيه درجات الحرارة في السراة إلى (9) درجات تقريباً تصل في تهامة إلى (25) درجة. وساهمت الأجواء المعتدلة التي تشهدها تهامة الباحة حالياً في خروج الأهالي إلى البر للاستمتاع بالأجواء الجميلة، والاجتماع في جلسات السمر مصطحبين معهم الذبائح وأدوات الطبخ البري، ويقومون بإشعال النار والطبخ على الحطب وشرب الشاي المعد على الجمر، والتسامر حتى منتصف الليل. وتشهد عقبة الباحة ازدحاماً في نهاية كل أسبوع، حيث أدى الإقبال المتزايد على الحدائق وملاعب الأطفال والمظلات والفنادق والشقق إلى نشاط الحركة التجارية في تهامة. ويقصد أهالي الباحة عدداً من الأودية والقرى الأثرية، ومنها وادي الاحسبة ووادي مليل، وقرية ذي عين، نظراً لما تشكله هذه الأماكن من لوحة جمالية جذبت العشرات من الزوار والتي تحكي تراث الآباء والأجداد. وأشار "أسامه عبدالله" -صاحب مطاعم واستراحات- إلى أنّه تم تجهيز المطاعم والاستراحات من وقت مبكر؛ لاستقبال زوارالموسم، الباحثين عن الدفء، هاربين من الضباب والأجواء الباردة بالسراة، حيث تم توفير كل ما يريده الزائر من طعام وجلسات عائلية وأكلات شعبية. سحب الضباب تغطي سماء الباحة وأبدى "عبدالله عسيري" استمتاعه بالأجواء الرائعة في بر تهامة بصحبة الأهل والأصدقاء، مضيفاً أن هذه الرحلات لا تخلو من المغامرات والمخاطر ولكنهم يحتاطون كثيراً من كل الأمور السلبية والايجابية. وطالب "سالم سعد" الشباب بضرورة المحافظة على الأودية، وعدم العبث بها وتقطيع أشجارها، نظراً لكونها من الممتلكات العامة، التي من المفترض أن يحافظ عليها الجميع، لا سيما وأن تلك الأودية باتت متنفساً لأغلب الأهالي، وضرورة تنظيف الأماكن قبل تركها، ليتمكن غيرهم الاستفادة من نفس المكان. دفء الشتاء في جازان يزيد مرتادي الشواطئ سهول وشواطئ جازان وتعيش سهول وشواطئ جازان هذه الأيام أجواءً معتدلة، ودفعت الكثير من سكان المناطق المجاورة، والمناطق الجبلية إلى الاستمتاع بالشواطئ الساحرة في جازان، وجزر فرسان، وشاطئ الشقيق، وبيش، والخوبة، والعارضة، وهروب، وضمد، والتخييم على رمالها الذهبية بعض الوقت لقضاء أجمل وأمتع الأوقات. ويحرص كثيرٌ من زوار جازان هذه الأيام على تناول سنابل الذرة، والتي تكتسي سهول المنطقة وتحولها إلى بساط أخضر، وكذلك زيارة أودية المنطقة والاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة، وأريج الفل، والكادي، والأشجار العطرية التي تشتهر بها هذه الأودية.وقال "رستم الكبيسي" -مدير جهاز السياحة بمنطقة جازان-: "إنّ المنطقة وخاصةً السهول والشواطئ تعيش هذه الأيام أجواء تجذب مئات الأسر في إجازة نهاية الأسبوع للتنزه في الأماكن الجميلة التي تكتنزها المنطقة من أودية غناء، وشواطئ عذراء دافئة، ومناظر طبيعية خلابة، وعيون حارة، ونباتات عطرية شهيرة، مضيفاً أنّ مهرجان جازان الشتوي، والذي سينطلق أواخر شهر صفر برعاية كريمة من أمير المنطقة، سيشكل هو الآخر إضافةً كبيرة للسياحة الشتوية، التي جذبت في السنوات الأخيرة أعداداً كبيرة من السياح كل عام لمشاهدة الفعاليات والكرنفالات ومهرجان التسوق بالقرية التراثية.