رشيد الزلامي.. من شعراء الوطن المخضرمين والمبدعين في مجال الشعر الشعبي فهو من الرجال الذين عركتهم الحياة فأصبح خبيراً بشؤونها ويعرف معادن الرجال ويتضح ذلك في أغلب أشعاره التي تصب في الحكمة فهو شاعر بارع يكتب الشعر بإحساس صادق وموهبة فذّة.. أشعاره بليغة، وقوافيه جميله، ومعانيه عميقة. سمعت منه هذا البيت في أحد اللقاءات التلفزيونية التي أجريت معه مؤخراً وكان هذا البيت ضمن قصيدة رائعة مملوءة بالحكمة والفائدة منها هذا البيت الحكيم الذي كتبه أبو جميل من واقع الحياة فهو إنسان اجتماعي بطيعة الحال وكثير الاحتكاك بالناس وقد عُرف عنه تواضعه، وحسن تعامله يقول شاعرنا: حياه التجارب علمتني وأنا حساس وخلتني أعرف نظرة العين وش تعني لا شك أن التجارب في مجال الحياة الفسيحة تمنح الإنسان حسن التصرف في كثير من المواقف خاصة المحرجة والحساسة فالحكمة لا تأتي من فراغ بل بعد التجربة والاستفادة من المواقف وما يتعرّض له الإنسان في حياته، وقد ذكر الشاعر في صدر البيت قوله (وأنا حساس) فالمقصود أنه إنسان شديد الحساسية في تلقي دروس الحياة والاستفادة منها، وليس المقصود الحساسية السلبية.. لذا يجب علينا أن نستفيد من تجارب حياتنا وما يحدث فيها من أحداث وتغيرات ومفاجآت وأن نعلّم أبناءنا الصبر والحكمة وعدم الاستعجال في الحكم على الناس. ففي عجز البيت أكد الشاعر أن من فوائد التجارب اتزان العقل ومعرفة عقول الناس ونظراتهم المختلفة وهذه المعارف من ثمار التجارب العظيمة التي يكتسبها في ميدان الحياة الفسيحة.