للأدب الشعبي دور فاعل في نقل الموروث والحفاظ عليه ولو لا بعض القصائد لاندثر تاريخ بعض الأماكن ولوقف الحديث عن قصة مهمة ومجريات تاريخية حتى أن المؤرخين والجغرافيين سواء من العرب أو المستشرقين لم يجدوا ما يساعدهم على توثيق معلوماتهم سواء للمسميات أو الأحداث إلا الشعر الشعبي، ولم يتأخر معظمهم عن وضع البيت الشعبي وسط مقولته التاريخية والجغرافية، ويعود ذلك الى غياب الكتابة في الأدب العربي في فترة ما عن قلب الجزيرة العربية. يقول خالد الفرج مؤلف ديوان الشاعر عبد الله الفرج: ولسوء حظ الأدب العربي انه لم يقيض له من يكتب عنه من أبناء قلب الجزير العربية، أعني نجداً، فكل من كتب عنه هم أدباء وعلماء الأقطار العربية الأخرى الذين قل ان يعرفوا عن الجزيرة العربية شيئاً صحيحاً وأكثرهم مترجمون لما كتبه المستشرقون الذين حرفوا وتصرفوا بنيات لا تخلو من جهل. ولقد كتب الكثير ممن يؤمنون برسالة الأدب الشعبي عن هذا الموروث الجميل الكثير لإدراكهم بأن الأدب الشعبي واقع اجتماعي وثقافي لن يؤثر فيه اختلاف اللهجه مادام أنها تصب في قالب العربية ومصدرها هم أحفاد أهل اللغة الأصل. يقول عبدالله بن خميس: أنت يا من تعشق الشعر الشعبي ويا من تتذوقه حسبي منك قراءة هذا الأثر والوقوف على الصور والمعالم ولعلي بعدئذ أحظى منك بلفتة ثناء أو نفحة دعاء. ولم يقف شعراء الشعر الشعبي عند حد طرح القصيدة أو مناقشة قضية اجتماعية أو المشاركة في وجدانيات ومعاناة الإنسان، بل حدود نمط وأطر لفاعلية هذا الشعر فوق وزنه وقافيته ومن ذلك عدم مساسه بكرامة الآخرين يقول الشاعر راشد الخلاوي: من قال شعر فيه مايسخط الملا فالشين ياصاحي له النفس شاربه وقد قلت أشعار الملاهي ثلاثه من رأي فكر حل قلبي وجالبه شعر يموت وصاحبه حي مافنى وشعر يعيش بحد ماعاش صاحبه ترى الناس من فج عميق تجيله وتجري مدامعهم والأرواح هائبه وحول الاستفادة أيضاً من الشعر في مجال النصح وإعطاء الحكمة من واقع التجربة، يقول الشاعر عبد الله الزامل. النفس تلقى به مرام ترومه من حكمة تجري وتاريخ اذكار ويقول الشاعر على متحدثاً عن النقد الشعري لطرح القصيدة وحث الشاعر على انتقاء الجيد منها والحرص على المعاني وادخال الهدف والفائدة في القصيدة: احسب حساب محللين المواضيع اللي بتنقيح المعاني طماميع ترى الجواب اللى ظهر تقل للبيع ناس تواربه وناس تخليه والقصيدة الجيدة هي ميزان الشاعر وقوة شاعريته، فهو من خبرته وممارسته لظروف الحياة يعطي تجربته وحكمته، ومن خلال مهمه لحل الأمور وعواقب الأخطاء يوجه نصائحه وإرشاده، وكذلك من واقع معاناته يصف حالته ويقارنها بالحالات المشابهة وهذا يؤكد أهمية الشاعر إجتماعياً وثقافياً فرسالته محبوبة ونصيحته مقبولة.