قتل اكثر من اربعين شخصا وجرح اكثر من مئة آخرين في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين للامن في دمشق مع بدء البعثة التي يفترض ان تعد لعمل المراقبين العرب محادثاتها مع السلطات السورية. من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط ستة قتلى في حمص. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في موقع احد الهجومين "سقط اكثر من ثلاثين قتيلا واكثر من مئة جريح في اعتداءي اليوم"، معتبرا انها " اول هدية من الارهاب والقاعدة في اليوم الاول من وصول المراقبين العرب". واضاف "الارهاب اراد ان يكون اليوم الاول للمراقبين في دمشق يوما مأساويا لكن الشعب السوري سيواجه آلة القتل التي يدعمها الاوروبيون والاميركيون وبعض الاطراف العربية"، مؤكدا ان "السلطات السورية ستسهل الى ابعد حد مهمة الجامعة العربية". وكان التلفزيون السوري اعلن ان "عمليتين ارهابيتين وقعتا في دمشق احداهما تستهدف امن الدولة والاخرى احد الافرع الامنية والتحقيقات الاولية تشير الى انها من اعمال تنظيم القاعدة". واوضح ان "عددا من الشهداء المدنيين والعسكريين" سقطوا في التفجيرين. من جهته قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "انفجارين وقعا في العاصمة السورية تبعه صوت اطلاق رصاص كثيف في محيط مبنى ادارة المخابرات العامة" في كفرسوسة جنوبدمشق. صورة وزعتها وكالة الأنباء السورية(سانا) لسيارة محترقة وذكر شهود عيان ان التفجيرين وقعا في حي كفرسوسة. فقد حاولت سيارة اقتحام مقر جهاز امن الدولة بينما انفجرت سيارة اخرى امام مبنى المخابرات في الحي نفسه. وعرض التلفزيون لقطات لمدنيين ينقلون جثثا متفحمة او بترت اطرافها بينما تغطي الدماء والانقاض الارض. وبدت حفرة عميقة وطويلة بشكل واضح. وقالت صحافية من وكالة فرانس برس زارت الموقع ان زجاج نوافذ مباني امن الدولة تكسرت بينما سبب الانفجاران اضرارا لعدد من السيارات. وصرحت هيفاء نشار التي تبلغ من العمر 45 عاما امام الصحافيين "اين العرب؟ لا نريد ان نصبح مثل ليبيا والعراق". وجاء الهجومان غداة وصول طلائع بعثة المراقبين العرب الى سوريا برئاسة المسؤول في الجامعة العربية سمير سيف اليزل لتسوية المسائل اللوجستية والتنظيمية تمهيدا لوصول بين ثلاثين وخمسين مراقبا عربيا الاحد، بموجب البروتوكول الموقع بين سوريا والجامعة العربية. واكتفى احدهم بالقول لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته "سنجري اليوم وغدا محادثات مع مسؤولين سوريين". ووفد بعثة المراقبين المكون من عشرة اعضاء ويرئسه المسؤول في الجامعة العربية سمير سيف اليزل مكلف تسوية المسائل اللوجستية والتنظيمية تمهيدا لوصول مجموعة من 30 الى 50 مراقبا عربيا الاحد. ومن المفترض ان يرتفع عدد العناصر ليبلغ 150 الى 200 مراقب من المدنيين والعسكريين بقيادة رئيس المهمة الفريق اول ركن السوداني محمد احمد مصطفى الدابي. وتعتبر السلطات السورية انها حصلت على تعديلات على البروتوكول الاساسي الذي "لم يأخذ بالاعتبار بشكل كاف الامن القومي" للبلاد بحسب قولها. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "اربعة مواطنين استشهدوا في حي بابا عمرو صباح الجمعة احدهم متاثرا بجراح اصيب بها بعد منتصف ليل الخميس الجمعة" بينما "اسشهد مواطنان آخران اثر اطلاق رصاص من حاجز امني في حي ديربعلبة". واخيرا دعا ناشطو المعارضة السورية الى التظاهر الجمعة تحت شعار "بروتوكول الموت" للتنديد بمهمة مراقبي الجامعة العربية الذين بدأوا الانتشار في سوريا والتي يعتبرونها "مناورة" من النظام. الى ذلك دان الرئيس اللبناني ميشال سليمان في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الاسد انفجار دمشق الذي حصد اكثر من ثلاثين قتيلا اليوم الجمعة معتبرا انه يستهدف "خربطة الحل العربي"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية. وذكر البيان ان سليمان اجرى اتصالا بالرئيس السوري "دان في خلاله التفجير الارهابي الذي وقع في العاصمة السورية". واعتبر سليمان ان تزامن الانفجار "مع وصول طلائع المراقبين الى سوريا يهدف الى خربطة الحل العربي الذي تم الاتفاق عليه بين سوريا والجامعة العربية".