أعلن التلفزيون الحكومي السوري الجمعة 23 ديسمبر 2011 ان انتحاريين في سيارتين مفخختين نفذا الهجومين اللذين استهدفا اليوم الجمعة مقرين امنيين في دمشق. وقال التلفزيون ان "انتحاريين نفذا الهجومين اللذين استهدفا مقري الامن في دمشق بسيارتين مفخختين". وذكر تلفزيون الدنيا السوري ان الانفجارين أوقعا حتى الآن في حصيلة أولية 40 قتيلا ونحو 100 جريح. وكان التلفزيون السوري اعلن ان "عمليتين ارهابيتين وقعتا في دمشق احداهما تستهدف امن الدولة والاخرى احد الافرع الامنية والتحقيقات الاولية تشير الى انها من اعمال تنظيم القاعدة". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السورية يوم الجمعة ان لبنان حذر سوريا قبل يومين من تسلل عناصر من تنظيم القاعدة الى داخل الاراضي السورية وذلك بعدما هز تفجيران العاصمة السورية دمشق مما أسفر عن مقتل 40 شخصا على الاقل. وقال المتحدث جهاد مقدسي لرويترز في رسالة بالبريد الالكتروني ان السلطات اللبنانية حذرت سوريا قبل يومين من أن مجموعة من مقاتلي القاعدة تسللت الى الاراضي السورية عبر بلدة عرسال اللبنانية الشمالية. وأضاف أن التفجيرين اللذين وقعا يوم الجمعة أديا الى مقتل نحو 40 شخضا واصابة أكثر من 150 اخرين من المدنيين وأفراد الجيش. وذكر مقدسي في رسالته أن المطالبين بالحرية يجب أن يعلموا أن هذا ليس هو السبيل لتحقيق الديمقراطية. من جهته قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "انفجارين وقعا في العاصمة السورية تبعه صوت اطلاق رصاص كثيف في محيط مبنى ادارة المخابرات العامة" في كفرسوسةجنوبدمشق. ويأتي الهجومان غداة وصول طلائع بعثة المراقبين العرب الى سوريا برئاسة المسؤول في الجامعة العربية سمير سيف اليزل لتسوية المسائل اللوجستية والتنظيمية تمهيدا لوصول بين ثلاثين وخمسين مراقبا عربيا الاحد، بموجب البروتوكول الموقع بين سوريا والجامعة العربية. ودعا ناشطو المعارضة السورية الى التظاهر الجمعة تحت شعار "بروتوكول الموت" للتنديد بمهمة مراقبي الجامعة العربية الذين بدأوا الانتشار في سوريا والتي يعتبرونها "مناورة" من النظام. ومن المتوقع زيادة عدد الضحايا، اذ رفع مصدر أمني سوري رفض ذكر اسمه حصيلة الضحايا الى 70 قتيلا و150 جريحا. ولم تصدر بعد حصيلة رسمية عن ضحايا الحادث. وقد تفقد السفير سمير سيف اليزل مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية رئيس وفد طلائع بعثة مراقبي الجامعة العربية مكان الإنفجار يرافقه فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري. وقال سيف اليزل ، قبل مغادرته موقع الانفجار، إن ما حدث لن يوقف عمل بعثة المراقبين. وأكد أن عمل البعثة سيتم بشكل عادي وكامل. وفي الوقت الذي حملت فيه الحكومة مسؤولية الانفجارات على "تنظيمات إرهابية" يتهم المعارضون والمحتجون الحكومة بتنفيذها "لإقناع المراقبين بوجود أعمال إرهابية في البلاد". وقال نائب وزير الخارجية السوري : "في اليوم الأول من وصول المراقبين العرب، إنها أول هدية من الإرهاب والقاعدة لكننا سنسهل إلى أبعد حد مهمة الجامعة العربية". وأضاف المقداد : "الإرهاب أراد أن يكون اليوم الأول للمراقبين في دمشق يوما مأساويا لكن الشعب السوري سيواجه آلة القتل التي يدعمها الأوروبيون والأميركيون وبعض الأطراف العربية". وقال التلفزيون السوري إن الإنفجارين استهدفا ، صباح الجمعة ، إدارة أمن الدولة وأحد الفروع الأمنية في منطقتي كفر سوسة والجمارك. واتهمت وسائل الإعلام السورية الرسمية تنظيم "القاعدة" بالمسؤولية عن الإنفجارين اللذين وصفا بالإرهابيين. و تعليقا على التفجيرين ، قال رئيس فرع المنطقة في إدارة المخابرات العسكرية اللواء رستم غزالة لبي بي سي إن "كل شيء متوقع من المجموعات الإرهابية". وأضاف في تصريحات خلال تفقده موقع تفجير إدارة الأمن أن "الاحتمالات ليست محصورة بتنظيم القاعدة بالوقوف وراء العمليتين وإنما تنظيمات إرهابية أخرى قد تكون خلف هذه العملية الأولى منذ سنوات داخل دمشق". من جانبه، وصف بسام جعارة ، الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا، الانفجارين بأنهما لعبة مكشوفة. واتهم جعارة المخابرات السورية بتدبير الانفجارين. وقال لبي بي سي : " النظام يريد أن يقول لمجلس الأمن الذي يعقد اجتماعات بشأن سوريا إن الحرب هي بين إرهابيين وبين النظام". واتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الاسد بتدبير الهجمات التي استهدفت الجمعة مقرات امنية في دمشق واوقعت بحسب السلطات السورية اربعين قتيلا وعشرات الجرحى. وقال المجلس في بيان على موقعه "ان النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين العرب بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة". واضاف البيان "إن التفجيرين حدثا في وقت متقارب، تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سوريا". كما اتهم المجلس الوطني النظام السوري "بنقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام" على حد ما جاء في البيان.