كان الله في عون الوزراء كل في موقعه، لكن للورزاء الجدد حماسة وهمة، يقولون في الأمثال العامية: بشروا المزرعة بفلاح جديد، أنتم الفلاحون الجدد، أحرثوا الأرض أروا الماء، قلموا الأشجار حركوا الماء الراكد، وبمناسبة الماء إياكم والتسرع في اتخاذ القرار تريثوا، تأملوا، استشيروا، اسمعوا كل الآراء قد يأتي الرأي الأصوب من أصغر الموظفين، وعند القدماء ستجدون الخبرة والدراية، قدماء الوزارة شهدوا قرارات خاطئة وعاصروا تجارب متنوعة وكما قيل تجارب الأولين مرايا للآخرين، خذوا مثلاً موضوع المياه وكيف قامت حملة ضد زراعة القمح واتخذوا الماء مطية لإيقافه: فظلموا الوطن والمواطن فتوقفت زراعة القمح وزاد استهلاك المياه حيث تحول المزارعون الكبار لزراعة الأعلاف وزادوا فأصبحنا كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، فالقمح المخزون الاستراتيجي توقف القمح الذي يزرع في الشتاء توقف، القمح الذي مدته أربعة شهور تقوف، القمح الذي يقتات من ورائه مئات المزارعين الصغار توقف، القمح الذي عمرت به قرى ومدن المملكة توقف، القمح الذي كان من وسائل توزيع الثروة الوطنية توقف. وفي المقابل خرج صغار المزارعين وهم كثرة فلا يستطيعون تشغيل المزارع طول السنة وتضرروا وتوسع الأقوياء في زراعة الأعلاف وكبروا، وزاد استهلاك المياه بأضعاف مضاعفة وتضرر الوطن وارتفعت أسعار اللحوم لارتفاع قيمة الأعلاف فالأعلاف الخضراء أكثر كلفة من حصائد القمح، تحتاج إلى دراسات تنير الطريق لاتخاذ القرارات المتوازنة تنظر للمياه وكيف نحافظ عليها وتنظر لصغار المزارعين وكيف نرعاهم، وتنظر للغذاء وكيف نوفره وتنظر للاقتصاد كيف ننوعه. أيها الوزراء الجدد كلكم له ارتباط بالاقتصاد حتى الحج لا يجوز الاعتماد على البترول، فكروا في البدائل، لدينا ثروة بشرية تتزايد، لدينا طاقة بترول وغاز لدينا مساحة من الأرض، لدينا المشاعر المقدسة، لدينا الاستقرار ولله الحمد. سابقوا الزمن وأجعلوا وزاراتكم خلال نحل عاملة، افتحوا أبوابكم لرجال الأعمال ولرجال الجامعات، إن في الوطن كفاءات بشرية تتوقد حماسة ووطنية استثمروه، افتحوا لهم الأبواب فالوقت أسرع والوطن أغلى.