إسرائيل تُدخل الجيش اللبناني في دائرة غاراتها    الاتحاد يعتلي صدارة الدوري السعودي للمحترفين عقب فوزه على الفتح    محافظ جدة يواسي آل كامل وآل يماني في فقيدتهما    حرفيون سعوديون يشكلون تاريخ وحكايات المدن على الجبس    وزير الثقافة يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثالثة    دمتم مترابطين مثل الجسد الواحد    السلفية والسلفية المعاصرة    الرياض يتعادل سلبياً مع الاتفاق في دوري روشن للمحترفين    أمير الرياض يفتتح المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع في نسخته الثالثة    جناح رقمي للتمور السعودية على منصة علي بابا    برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة يقيم لقاءً علميًا عن مناسك العمرة    نائب وزير الخارجية يستقبل المبعوث الأمريكي الخاص للسودان    صلاح يقلب تأخر ليفربول أمام ساوثهامبتون ويقوده للتحليق في قمة الدوري الإنجليزي    بيولي: اعتدنا على ضغط المباريات وهذه الحالة الوحيدة لمشاركة رونالدو    موجة نزوح جديدة في غزة.. إسرائيل تهجر سكان «الشجاعية»    شتوية عبور" تجمع 300 طفل بأجواء ترفيهية وتعليمية بمناسبة اليوم العالمي للطفل    حلبة كورنيش جدة تستضيف برنامج فتيات    بعد أداء مميز في قطر والقصيم.. معاذ حريري يتأهب للمشاركة في رالي دبي    أمير الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    انطلاق معسكر "إخاء الشتوي" تحت شعار "فنجال وعلوم رجال" في منطقة حائل    شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    شركة سناب تعزز حضورها في السعودية بافتتاح مكتب جديد وإطلاق «مجلس سناب لصناع المحتوى»    وكالة الفضاء السعودية تدشن "مركز مستقبل الفضاء"    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُقيم فعالية "اليوم العالمي للإلتهاب الرئوي"    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    هل تؤثر ملاحقة نتنياهو على الحرب في غزة ولبنان؟    برنامج الغذاء العالمي: وصول قافلة مساعدات غذائية إلى مخيم زمزم للنازحين في دارفور    الجوال يتسبب في أكثر الحوادث المرورية بعسير    أمير القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعماله بحضور أكثر من 6 آلاف زائر وتوقيع 44 اتفاقية    أمير الرياض يفتتح المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    موقف توني من مواجهة الأهلي والعين    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    «هيئة الإحصاء»: ارتفاع الصادرات غير النفطية 22.8 % في سبتمبر 2024    "السجل العقاري" يبدأ تسجيل 90,804 قطع عقارية بمدينة الرياض والمدينة المنورة    التدريب التقني والمهني بجازان يفتح باب القبول الإلكتروني للفصل الثاني    تحت رعاية ولي العهد.. السعودية تستضيف غداً مؤتمر الاستثمار العالمي لعام 2024م في الرياض    أمر ملكي بتعيين 125 «مُلازم تحقيق» على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    التعليم تعلن عن تطوير إجراءات نقل المعلمين من خلال برنامج فرص    اقتصادي / الهيئة العامة للأمن الغذائي تسمح لشركات المطاحن المرخصة بتصدير الدقيق    الأرصاد: أمطار غزيرة على عدد من المناطق    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    القِبلة    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    المدى السعودي بلا مدى    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    «سلمان للإغاثة» ينظم زيارة للتوائم الملتصقة وذويهم لمعرض ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مثقفون ومثقفات ل «الرياض» : الأندية الأدبية لم تعد كافية وتكاد أن تكون جزءاً من التراث الفكري رغم الجهود المبذولة لعصرنتها
نشر في الرياض يوم 01 - 12 - 2011

عندما نشأت فكرة الأندية الأدبية في المملكة كان النشاط الأدبي المحض هو الأبرز والأنسب لما كانت عليه اهتمامات كافة الشرائح المثقفة آنذاك باعتبار أن المجالات الأدبية المحددة كانت هي الوحيدة التي توفر لها كافة الإمكانات والفرص، وكان رواد المسيرة الثقافية من الأدباء والمفكرين آنذاك هم ممن حملوا على عواتقهم ريادة هذه المسيرة في المملكة، إلا أنه ومع التغيرات والتطور الفكري والثقافي ومع تعدد المؤسسات العلمية والثقافية والفكرية ومع الانفجار المعلوماتي الذي رافق ظهور وسائل الاتصال الحديثة والمعاصرة لابد من إعادة النظر في الحالة الثقافية الراهنة التي يعيشها أبناء هذا اليوم من مثقفين ومثقفات التي تتعدد احتياجاتهم الفكرية وتتنوع بطريقة فسيفسائية واسعة جدا، إذ لم يعد المنتج الفكري لؤلاء مقتصرا على الشعر والنثر، أو مجرد كتابة صحفية، أو أدبية، بل أصبح مثقفو اليوم يبحثون عن مؤسسات أخرى غير الأندية الأدبية التي لم تعد كافية وتكاد تكون جزءا من الثرات الفكري برغم الجهود المبذولة لعصرنتها، وهو ما أكده عدد من مثقفي ومثقفات المملكة في تصريحاتهم ل "الرياض" مؤكدين أيضا أنه إذا كان كذلك فلابد من أن تتحول الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية وتتوسع مفاهيمها وتتغير الصورة الحالية لها، مشيرين: إلى أنها يجب أن تحمل مجالات فكرية وثقافية أخرى وأرجعو ذلك إلى أن مثقفي ومثقفات اليوم لهم توجهاتهم العلمية المتعددة ولديهم من القدرات والإبداعات الثقافية ما ليس له علاقة بالصورة التقليدية للفكر والثقافة.
العبدلي: دور الأندية الأدبية غير واضح المعالم في الوسط الثقافي وتحتاج إلى إعادة غربلة كاملة حتى لا تشكل عبئاً يعرقل مسيرة الثقافة
وقال الأديب والكاتب عمر الفوزان إن الأندية الأدبية تعتمد على توفر عدة عوامل من أجل تطورها ونهوضها بشكل يحقق الرضا لجميع المثقفين بالمملكة وهذا التطور الحاصل للأندية الأدبية في المملكة يتفاوت من ناد إلى ناد أدبي آخر وفق توفر نخبوية أعضاء مجلس الإدارة والعاملين باللجان بالنادي الأدبي ونضوج عقليتهم الفكرية وسعة إطلاعهم وهاجسهم الوطني وصلادة ضميرهم وقبولهم الاختلاف الأيدولوجي وفق تحقيق رضا جميع شرائح المثقفين ورغباتهم باختلاف أيدلوجيتهم الثقافية، كذلك توفر المبالغ المالية من أجل غزارة الإنتاج وفق الكيف لا الكم، مشيرا إلى أن هناك أندية أدبية في الماضي تحققت فيها تلك العوامل وبالتالي أدت دورها بشكل مميز ومشهود له من قبل النخب الثقافية بالمملكة، وكذلك وسائل الإعلام بينما هناك أندية أدبية لم تتوفر فيها هذه العوامل بشكل متكامل وبالتالي قل عطائها ولم تؤد دورها بشكل فاعل ولم تحقق طموحات ورغبات المثقفين بتلك المناطق، مؤكدا أن هناك كثيرا من العوامل التي تنقص الأندية الأدبية كانعدام النخبوية الثقافية لأعضاء مجلس الإدارة وضحالة ثقافة كثير منهم واستخدامهم سياسة التهميش والإقصاء للمثقفين والمثقفات من أدباء، ومفكرين، وكتاب، وفنانين، وغياب الرؤى واستراتيجيات التخطيط وضعف البرامج الإنتاجية التي ترقى بالثقافة وتحقق رغبات المثقفين وغياب محاسبة أعضاء مجلس الإدارة في حالة التقصير أو الفساد المالي والإداري، وعدم وجود مبادئ نموذجية أسوة بالدوائر الحكومية الأخرى كالمدارس والجامعات وعدم الاستفادة من وسائل الاتصال والإعلام الحديثة.
اليحيا: المقاهي والصالونات الأدبية رغم كونها جهوداً فردية إلا أنها ساهمت في مد جسور التواصل بين المثقفين والأدباء
وأكد أن الملتقيات الأدبية غالبيتها فارغ من حيث الفكرة والمضمون وحتى المحتوى، مرجعا ذلك إلى القصور الثقافي لدى الأفراد المكلفين بالتخطيط لها ومن ثم تنفيذها كذلك وجود أندية أدبية ذات طابع بيوقراطي ومركزي ودكتاتوري ويتمثل ذلك برئيس مجلس إدارة النادي وبعض أعضائه بحيث يهيمن الرئيس على جميع فاعليات النادي وفق عقلية قاصرة ومتغطرسة، وعلى الرغم من أن غالبية أعضاء مجلس الإدارة بالأندية الأدبية منتخبون إلا أنهم لم يفهموا ولم يتقيدوا باللائحة الأساسية للأندية الأدبية.
وقال: هناك بعض الملتقيات خدمت الأندية الأدبية وخاصة الأندية التي يتكون أعضاؤها من نخب ثقافية راقية بحيث إنها حققت الأهداف المنشودة من أجل النهوض بالأدب والفكر والفن وفق أسس وأساليب أكاديمية مدروسة ووفق الاستفادة من تجارب وخبرات الأدباء والمفكرين بالمملكة.
وأشار الفوزان إلى أن هناك ثمة عقبات تواجه الأندية الأدبية كضحالة ثقافة أعضاء المجلس والنقص المادي و بيوقراطية بعض إمارات المناطق قد يتطلب السماح لإلقاء محاضرة شهر كامل، فضلا عن المباني المستأجرة حاليا للأندية الأدبية، وضعف الرقابة على عمل أعضاء مجلس الإدارة نتيجة قصور اللائحة السياسية للأندية الأدبية وخاصة فيما يتعلق بمحاسبة أعضاء مجلس الإدارة نتيجة التقصير في عملهم أو بتجاوزهم اللائحة المالية.
الزيدان: الأندية الأدبية تحتضر إذا لم يقم عليها مخلصون يهبونها قبلة الحياة لتنتعش
وبالرغم من ذلك قال الفوزان إن هناك أندية أدبية حققت في السابق والحاضر رضا النخب الثقافية بالوطن منها على سبيل المثال: نادي حائل الأدبي إبان إدارة محمد الحمد، ونادي الرياض الأدبي بوجود الدكتور عبدالله الوشمي، ونادي الشرقية الأدبي أبان إدارة جبير المليحان، وللأسف الشديد يوجد من أعضاء مجلس الإدارة في بعض الأندية الأدبية من عمل على تهميش وإقصاء الأدباء أو بالأحرى المثقفين بالمنطقة، نتيجة الغيرة العمياء والخوف على مناصبهم عندما يدلف هؤلاء الأدباء النادي الأدبي، وذلك بسبب تدني المستوى الثقافي لهؤلاء الأعضاء ولكونهم فقط تخصص لغة عربية فهم بعيدين كل البعد عن الأدب والفكر والفن العربي، واستطرد الفوزان أن هناك أندية أدبية قدمت الكثير للأدباء وحققت لهم كثير عن طريق إلقاء المحاضرات وطباعة الكتب "الإصدارات" وإقامة الندوات والملتقيات والدورات التدريبية والمعارض... ألخ.
الفوزان: توجد عقبات تواجه الأندية الأدبية كضحالة ثقافة أعضاء المجلس والنقص المادي
وقال إن هذا يعتمد على رقي فكر أعضاء هذه الأندية وتقبلهم للرأي الآخر المخالف وفق قبول الاختلاف.
وحول المخاطر التي تهدد الأندية الأدبية قال إن ذلك ناتج عن ضعف شرط اختيار عضو الأندية الأدبية فقط تخصص لغة عربية وهذا الشرط لا يكفي بل لابد أن يكون هذا العضو أديبا أو مفكرا أو فنانا على مستوى الوطن لكون رقي النادي يعتمد على ثقافة الناخب وبالتالي الاختيار وفق العقل لا العاطفة، فكلما قل رقي الناخب كان اختياره للأفراد لا يخضع لمقاييس رقي المرشح من الجانب الأدبي والفكري والفني، بل يخضع للعاطفة التي تسوقه للجانب القبلي أو الطائفي أو المناطقي.
واستطرد الفوزان أن شرط اللغة العربية فقط لعضوية مجلس إدارة النادي لا يكفي بل يجب أن يكون أديبا أو مفكرا أو فنانا وله إنتاج أدبي أو فكري أو فني وهذا شرط أساسي كي ترقى الأندية الأدبية ويكون أعضاؤها على قدر من المسئولية والعطاء، وقبول الاختلاف، واحترام وجهات النظر، وتحقيق رغبات الجميع بمختلف أيدلوجيتهم، كذاك عدم فرض الوصاية على الفكر والأدب والفن بالأندية الأدبية لذا يجب أن تمنح حرية الفكر.
المهيلب: المرحلة التي نعيشها الآن ستشهد وهجاً ثقافياً واجتماعياً للأندية الأدبية وذلك من خلال التجديدات في اللوائح والأنظمة ودخول ثقافة الانتخاب
وقال إن اختيار مجلس إدارة وفق عمومية جميع أعضائها أدباء ومفكرين كفيل بأن تخرج هذه الأندية الأدبية من البيروقراطية والمركزية والثيوقراطية أحادية التفكير والإقصاء والتهميش، مشيرا إلى أن ذلك كفيل بالمستقبل بظهور العديد من الصالونات والمقاهي والمراكز الأدبية الخاصة وذلك بشكل لافت للنظر نتيجة أن أعضاء مجلس إدارة هذه الأندية لا يتقبلون الأدباء الذين لا يتوافقون مع أيدلوجيتهم نتيجة ضحالة ثقافة أعضاء هذه الأندية الأدبية.
واختتم أن قصور الثقافة على الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون لا يفي بتحقيق رغبات المثقف والمثقفة بالوطن بشكل كامل لذا لابد من افتتاح عدد من مؤسسات المجتمع المدني الثقافية التي تحقق رغبات جميع الشرائح الثقافية في المملكة.
المطلق: يجب أن تخرج الأندية عن النهج البيروقراطي لأنها تقيد الإبداع إن لم تقتله
فيما أشار رئيس النادي الأدبي بالحدود الشمالية (عرعر) ماجد المطلق إلى أن أداء الأندية الأدبية تطور بشكل ملحوظ في الوسط الثقافي وإن كان لم يصل إلى طموح القائمين عليها سواء بالوزارة أو الأندية الأدبية نفسها، مؤكدا أن مثقفي ومثقفات هذا اليوم بحاجة إلى مراكز علمية وثقافية تتناسب واحتياجاتهم والأندية الأدبية تحتاج إلى توسيع دورها الثقافي وفق المعاصرة والحداثة التي نعيشها الآن، ولعل دعم خادم الحرمين الشريفين للأندية الأدبية والمؤتمرات والملتقيات الثقافية يشكل بإذن الله انطلاقة كبرى لذلك.
كما أشاد المطلق بضرورة خروج الأندية الأدبية في المملكة عن طابعها الرسمي ونهجها البيوقراطي وقال: يجب أن تخرج الأندية عن النهج البيروقراطي لأن (البرقطة) تقيد الإبداع إن لم تقتله. وقال المطلق: لاشك إن للصالونات الأدبية أثر كبير في الساحة الثقافية والاجتماعية أيضا انطلاقا من صالون العقاد ومي زيادة، فقد كان لصالونيهما أثر كبير في الحراك الثقافي ليس في مصر فقط بل على العالم العربي أجمع، وحسب رأيه أكد أن هناك ليس من مخاطر تهدد الأندية الأدبية، خاصة أن الأندية الأدبية مستقلة ماليا وإداريا ولها مطلق الصلاحية في العمل في إطار الوطن، مشيرا إلى أن الأندية الأدبية ليست وحدها هي الحاضن والجامع للحراك الثقافي فهناك شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات أصبح لها أثرها الكبير في الحراك الثقافي.
رئيس النادي الأدبي بحائل الأستاذ نايف المهيلب
وحول ما إذا كانت الملتقيات الأدبية خدمت الثقافة بشكل لافت قال إن لم تحظ هذه الملتقيات بتغطية إعلامية جيدة من وسائل الإعلام والخروج إلى المجتمع ككل وليس للأدباء والمثقفين فقط وان يتبع المتلقيات الأدبية تفعيل للتوصيات التي تنتج عن هذه الملتقيات فإنها ستكون شكلية، مشيرا إلى أن الأندية الأدبية كمؤسسات ثقافية وبعد أن تم تمكين الأدباء والمثقفين من انتخاب مجلس إدارة وتمكين أعضاء الجمعية العمومية من محاسبة أعضاء هذه المجالس والمشاركة في رسم سياسات النادي ونشاطه وتوفر الدعم الكبير من لدن خادم الحرمين الشريفين فإنه لا ينقصها شيء إلا توفيق الله.
كما أشار المطلق إلى أنه وبالرغم من حداثة نشوء النادي الأدبي في الحدود الشمالية الذي كما يشير، بدأنا العمل فيه 1429ه، إلا أننا لا نجد أية معوقات تقف أمام طريق النادي في تحقيق رسالته وتفعيل أنشطته، ولو قدمت إحصائية بنشاط الأندية الأدبية خلال الخمس السنوات الماضية لوجدناها توازي نشاط نفس الأندية خلال العشرين سنة السابقة لها، مؤكدا أن الأندية الأدبية تحتاج لأعضاء عاملين فاعلين يشاركون مجلس الإدارة أعماله ونشاطه كما أنه يحتاج لتفاعل الجمهور مع أنشطة النادي وتفاعل الشريك الأهم بل التوأم وهو الإعلام.
فيما أكد رئيس النادي الأدبي بحائل نايف المهيلب أن الأندية الأدبية مازالت تبحث عن العطاء المتجدد ومواكبة المتغيرات وفق مكانتها المادية والبشرية المتاحة، وتفعيل الدور الثقافي يتطلب المزيد من تضافر الجهود بين إدارة الأندية والمجتمع المحلي من خلال بناء الثقة والتفاعل الإيجابي.
رئيس النادي الأدبي بمنطقة الحدود الشمالية ماجد المطلق
وأشار إلى أنه يمكن الحكم عن آداء الأدوار من خلال الإطلاع على أهداف الأندية الثقافية، وأوضح المهيلب في حديثة" للرياض": أن الأندية الأدبية هي الحاضن الرئيسي للمثقفين والمثقفات من خلال الخبرات الطويلة المتراكمة والدعم الكبير الذي تلقاه من حكومتنا الرشيدة، والأبواب مفتوحة ومشرعة لجميع المشارب والأذواق الأدبية والثقافية دون استثناء، ويتفق المهيلب في رأيه في مسئولية الأندية الأدبية نحو ضرورة توسيع دوائرها الثقافية.
وقال: الأندية عليها مسئولية كبيرة تجاه هذا المجال وذلك من خلال الوسائل الالكترونية الحديثة لتشمل أكبر شريحة ممكنة، مشيرا إلى أن الصالونات الأدبية والملتقيات الثقافية والأهلية تعتبر رافدا للحراك الثقافي والمشهد الأدبي ولكن ما ينقصها هو التنسيق المتكامل فيما بينها من جهة وبين الأندية الأدبية من جهة أخرى.
ويرى المهيلب أن المرحلة التي نعيشها الآن ستشهد وهجا ثقافيا واجتماعيا للأندية الأدبية وذلك من خلال التجديدات في اللوائح والأنظمة ودخول ثقافة الانتخاب والجمعيات العمومية وما يتلوها من قرارات وكل ذلك سيعزز موقع الأندية الأدبية ومكانتها العلمية شريطة أن تتفاعل إدارتها مع المتغيرات الثقافية وان تستوعب التحولات التقنية والانفجار المعرفي المعلوماتي الهائل، وقال إن هذه الأندية تحتاج للانتقال إلى ثقافة الاستراتيجيات وعقد الشراكات وإعداد الخطط الإستراتيجية بعيدا عن الاجتهادات الفردية والرؤى العابرة والنزول إلى ثقافة المجتمع وتشخيص مشكلاته الثقافية والمساهمة في تقديم الحلول والبدائل المناسبة والاستعانة بذوي الاختصاص والخبرة وتدعيم ذلك بمراكز للبحوث الثقافية والأدبية، وشدد المهيلب: على ضرورة أنشاء أكاديمية للمثقفين باسم "الأكاديمية الثقافية" تعنى بالبحث والتدريب والتطوير.
كما أشارت الكاتبة والمترجمة منى العبدلي إلى أن الأندية الأدبية لم تشهد تطورا يمكن ملاحظته خلال السنوات الماضية، وقالت في رأيها ل "الرياض": لا أتصور أنها بوضعها الحالي يمكن أن تشهد تطورا مهما خاصة وأنها لا تملك كلمتها الفصل في كثير من قراراتها، ودورها غير واضح المعالم في الوسط الثقافي، فما تقدمه لا يخرج عن الأمسيات والندوات التي يحضرها قلة من المهتمين وفي عزلة تامة عن هموم المجتمع وتطلعاته، مؤكدة أن الأندية لا تخدم المثقف الحقيقي ولا تقدم له الدعم الذي هو بحاجته بل هي في كثير من الأحيان تهمش هذا المثقف الجاد مما يقطع الصلة بينها وبينه وهذا مؤشر خطير ينعكس على المثقف والأندية الأدبية بشكل سلبي، وما حدث في الانتخابات مؤخرا ودخول شخصيات لا تمت للوسط الثقافي بصلة زاد من شعور الإحباط لدى المثقفين، وانتقدت العبدلي وضع الأندية الأدبية مشيرة إلى أن المسألة أصبحت مسألة محسوبيات وأصوات انتخبت ورشحت وهي لا تعرف ما هو النادي الأدبي مطلقا، وترى العبدلي أن مثقفي ومثقفات هذا اليوم بحاجة إلى مراكز علمية وثقافية تتناسب واحتياجاتهم وتحقق تطلعاتهم وتساهم في نشر فكرهم و أدبهم على أن تكون مراكز ثقافية حقيقة فاعلة ونشطة تواكب التطور السريع في كل نواحي الحياة وتدعم المثقف في كل ما يحتاجه للوصول إلى العالمية وأن تكون بعيدة عن التقليدية والجمود وذكرت: أن الأندية الأدبية لا تحتاج إلى توسيع دورها بل إلى إعادة غربلة كاملة مرجعة ذلك لكونها في شكلها الحالي تشكل عبئا يعرقل مسيرة الثقافة والمثقف على حد سواء، وقالت: أتصور أنه حان الوقت لخروج الأندية الأدبية في المملكة عن طابعها الرسمي وأن تتحول إلى مؤسسات مجتمعية ثقافية تتاح فيها حرية أكثر ومرونة أكثر وهذا لا يكون إلا بالتخلص تماما من هذه البيروقراطية التي تعيدها إلى الوراء، وهذا هو الحل الذي يساعد على إنقاذ الندية الأدبية من عزلتها وفشلها الذي تسبب في تأخرنا ثقافيا.
أضافت العبدلي أن المقاهي والصالونات التي تدار من قبل مثقفين أحرار هي التي يعول عليها أكثر من الأندية الرسمية لان مساحة الحرية فيها أكثر ومن يديرها يحمل الهم الثقافي، كما أن السماح بوجود هذه الصالونات والمقاهي الثقافية تساهم في تنافسية ثقافية حقيقية وتنوع وإثراء للوسط الثقافي، لأن البيئة التي تساعد على التنافس تكون بيئة غنية وحية وسريعة التطور، وأكدت العبدلي: أن هذه الأندية تواجه اغترابا حقيقيا ومع أنها في وسط المجتمع إلا أنها بعيدة عنه تماما وكثير من الناس لا يعرف عنها أي شيء، وكذلك الشباب المثقف ابتعد عنها لأنه مدرك أنها وبشكلها الحالي لا تحقق تطلعاته ولا تشاركه همومه وطموحاته.
وقالت: أخشى أن تكون الملتقيات الأدبية بيئة خصبة لأشباه المثقفين الدخلاء الذين لا علاقة تربطهم بها سوى حب الظهور والبريستيج الإعلامي الفارغ، مشيرة: شهدت الشرقية مؤخرا ملتقى يعول عليه كثيرا إلا أنه خرج بصورة اقل ما يمكن أن يقال عنها انه لقاء وجاهه وترزز إعلامي ولم تكن الأوراق المقدمة ذات قيمه حقيقة في المشهد الثقافي.
وحول ما ينقص الأندية الأدبية أشارت العبدلي: إلى أنه ينقصها كثير بدء من المباني ثم وصولا إلى التقنية الحديثة وليس انتهاء بحضور فاعل وحقيقي للمرأة التي لا تزال مهمشة ومبعدة عن الأندية بفعل الإقصاء الذكوري المتعمد.
وتتفق في الرأي القاصة ورئيسة اللجنة النسائية بنادي حائل الأدبي سابقا فاطمة اليحيا - حسب رأيها - في الحقيقة أنني مازلت أنتظر أن تؤدي الأندية الأدبية دورها الحقيقي وأن يعمل المنسوبون إليها من دون إثارة لبلبة لا حاجة لها فنحن الآن في زمن الإنجاز ولا عذر لأي نادي أدبي لا يؤدي دوره على أكمل وجه، مؤكدة أن هذه الأندية بحاجة إلى أن يوسع دورها لتتجاوز الطابع الأدبي البحت إلى الثقافي والتنموي لتخدم شرائح اكبر من المجتمع، وقالت: يجب عليها كذلك أن تتابع التغيرات المتتابعة التي تعيشها مختلف مناطق المملكة وان يكون أعضاؤها وإدارتها قادرين على الوصول للمجتمع بنشطة تتوافق والعصر الحديث.
واستطردت اليحيا: أن تجربة المقاهي والصالونات الأدبية خدمت الثقافة على الرغم من كونها جهود فردية إلا أنها ساهمت في مد جسور التواصل بين المثقفين والأدباء وأخرجتهم من الطابع الرسمي وقيود الأنظمة للتعامل بأريحية أكبر مع الأدب والثقافة، مشيرة إلى أن المشكلة التي تواجه أغلب الأندية الأدبية هي اتساع الفجوة بينها وبين المجتمع المحلي ولكون المجتمع لا يشعر بأن هذا النوع من الثقافة تمثله أو حتى لها علاقة به وبهمومه ومشاكله.
وأكدت القاصة والمثقفة نوال الزيدان أن الأندية الأدبية أدت ما أعتقد أنه يسمى بفرض الكفاية، وكان العمل واجبا يفترض أن يؤدى بكامل أركانه وواجباته، وقالت: المثقف الحق ليس بحاجة لمثل هذه الأماكن ليمارس ثقافته؛ إذ هي ليست حكرا على زمان أو مكان معين لكن بحاجة إلى مراكز تصنع مفكرين ومثقفين؛ لأن الأندية في ظل تقوقعها وتقليص مهامها لم تعد المكان الأمثل لذلك. وترى الزيدان أن الصالونات إنما هي وجاهات اجتماعية لا أكثر، وإن كان المثقف يبحث عن سقف حرية عالٍ فقد قدمته له الشبكة العنكبوتية على طبق من ذهب، مشيرة إلى أن الأندية تحتضر إذا لم يقم عليها مخلصون يهبونها قبلة الحياة لتنتعش. وانتقدت الزيدان الملتقيات الأدبية معللة ذلك أنها مازالت شكليات وللمطلع عليها فيها قول ونظر، مشيرة إلى أن الأندية ينقصها سقف حرية مرتفع يتسع لكل الفنون والأطياف، وإخلاص في العمل لا اعتباره تكميل وتجميل اجتماعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.