سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفوزان ل «الرياض»: المعوقات التي تواجهها الثقافة هي وأد لحرية الفكر والتفكير من أفراد يعتبرون أن المنع هو أنجع الوسائل لماذا تعيش الأندية الأدبية بياتاً صيفياً؟
طفرة الثقافة ناتجة عن الاهتمام بها من قبل الجهات ذات العلاقة وفق السماح لحرية الفكر أن ترى بصيص النور نوعاً ما (أي أفضل من السابق) فعندما تتاح حرية الفكر والتفكير تذوب كل المعوقات التي تعترض طريق الثقافة فالوصاية على الثقافة هي أكبرعائق نحو ازدهار وتطور ورقي الأدب والفكر بأي وطن، ولعل في البداية قد لا يتناسب حجم الثقافة المطروحة مع عدد النقاد ولكن مع مرور الأيام ستبرز الساحة الثقافية نقادا كبارا يعملون على تقييم وتوجيه المثقفين نحو الكيف لا الكم، ووجود هذه الطفرة وخاصة في مجال كتابة الرواية ساعدت على أن يتربع الأدب السعودي الروائي في قمة الأدب العربي. الوصاية على الثقافة تعيق إزدهارها وتعترض الرقي بالأدب والفكر هذا ما أكده الأديب والناقد السعودي عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي سابقا الأستاذ عمر الفوزان في حديث خاص ل (الرياض) حول واقع الثقافة السعودية في الأندية الأدبية ومفهومها, وحول معوقات الثقافة وماتحتاجه الأندية الأدبية السعودية للوصول إلى ثقافة عالمية. وتحدث الفوزان بداية إلى أن الثقافة بمعناها تنقسم إلى شعبية، ورفيعة نخبوية كما هو حال المثقف فهناك الشعبي وآخر النخبوي,وقال إن توقف الأندية الأدبية عن تنفيذ أنشطتها في الصيف يعود بالدرجة الأولى إلى أن القائمين عليها غير جادين في عملهم فهم فقط يعتبرون الأندية الأدبية مجرد ضمان اجتماعي يتقاسمون التركة في الشتاء وينامون في الصيف وفق بيات صيفي، لذا وجب على وسائل الإعلام نقد هؤلاء كذلك لا بد من وجود جهاز رقابة على الأندية الأدبية غير الجمعية العمومية ,وللأسف الشديد معظم أعضاء مجلس الإدارة بالأندية الأدبية حالياً خدمهم تخصص لغة عربية فقط فمعظمهم ليسوا أدباء أو مفكرين كون معظمهم في السابق لم يدخل النادي الأدبي في منطقته إلا عندما رشح نفسه عضو مجلس إدارة, مرجعاً: أن الجمعية العمومية يستخدم أعضاؤها العاطفة لا العقل عند إقرار الخطط وميزانية الأندية، وتساءل:هل يدخل بالعقل أن ميزانية ملتقى حاتم الطائي( ثلاثة أيام )كما هو بنادي حائل الأدبي نصف مليون ريال؟وميزانية النادي السنوية الكاملة مليون ريال, مشيرا: نصف مليون تستطيع أن تنفذ بها مائة محاضرة بواقع خمسة آلاف ريال لكل محاضرة. وقال: نحتاج لزيادة عدد المراكز الثقافية بالمناطق والمحافظات والسماح للعديد من مؤسسات المجتمع المدني الثقافية بالظهور وفق المنتديات الثقافية,مؤكدا:أن أكثر من نصف الأندية الأدبية لا تؤدي دورها بالشكل الصحيح بسبب عقلية أغلب القائمين عليها والذي يغيب عنهم الهاجس الحقيقي للمثقف. ومضى الفوزان في حديثه مشيراً إلى أن الأندية الأدبية بشكل عام تحتاج إلى بناء مقرات لها ذات مواصفات، كذلك على أعضاء الجمعية العمومية بالأندية الأدبية فهم اللائحة الإدارية والمالية والفنية ومنع أعضاء مجلس إدارة الأندية الأدبية من تجاوز بنودها,وقال: تقاعس معظم القائمين على الأندية الأدبية في تأدية دورهم على الوجه الأكمل بما يحقق الهدف المنشود يعمل على تأصيل الجمود الثقافي بالوطن،واستطرد:أنه من أجل تكوين قاعدة ثقافية كبيرة مختلفة في الرأي ومتجانسة في الأداء نحتاج إلى وجود أعضاء يتميزون بنضج ورقي فكري وسعة إطلاع وهاجس وطني ويتقبلون النقد والاختلاف ويحترمون وجهات النظر المخالفة لرأيهم ولا يقصون أحداً، مشيرا: إلى أن أغلب الأندية الأدبية مقتصرة على فئة معينة ولا تستقطب إلا من نفس الفئة التي تتوافق معها والرأي وتحارب وفق منع دخول الفئة الأخرى التي تخالفهم بالرأي وتحرمهم من إبراز إبداعاتهم أيضا يحرمون من الدخول في اللجان والمشاركة في فعالياتها. ويرى الفوزان أن إزالة المعوقات تجعل الثقافة في بعض الأحيان في مرحلة جمود ويعتبر أن معوقاتها وأد حرية الفكر والتفكير من قبل أفراد يعتقدون أن المنع هو أنجع الوسائل, مضيفا أنه لابد من إنشاء وفتح العديد من مؤسسات المجتمع المدني الثقافية وفق مساهمة الدولة والقطاع الخاص,وإن وجود مراكز ثقافية مجهزة بمبانٍ حديثة وبوسائل تقنية حديثة ومنتشرة في كل المناطق والمحافظات سوف تسهم في رفد الثقافة بالوطن وفق نشر الوعي الثقافي من أجل الوصول إلى الأمن الثقافي بما يحقق الأهداف المرجوة. وعن الوسائل التربوية للثقافة أفاد الفوزان : نحن بأمس الحاجة إلى اعتماد وسائل تربوية وبرامج توجيهية لتربية أبنائنا على الاهتمام بالثقافة الأدبية والمعرفة،معللا:أنها تمكن الطفل من اكتساب مجموعة كبيرة من السلوكيات والأفكار والعادات والتقاليد والقيم والاتجاهات..الخ والتحكم فيها والتي لها علاقة كبيرة بهويته الشخصية وطرق اتصاله وتفاعله مع الآخرين وإقامة علاقات اجتماعية معهم داخل الثقافة الواحدة, لذا لابد من وجود قياديين تربويين لديهم الكفاءة والقدرة على التخطيط السليم في مجال ثقافة الطفل وذلك وفق التفكير الاستراتيجي. وعن دور الإعلام أشار: الإعلام سلطة رابعة إذا أدى دوره بكل شفافية وموضوعية وحرية وجرأة ومصداقية وهاجس وطني وفق ضمير صلد ورقي ثقافي وحضاري لمنتسبيه بعيداً كل البعد عن التملق والمجاملة وتغييب الحقيقة. وقال:للأسف أكثر من نصف الأندية الأدبية يديرها أفراد لم يصلوا إلى مستوى مثقف مؤهل أن يكون عضو مجلس إدارة نادي أدبي كون تخصص لغة عربية فقط خدمهم وكونهم فاقدين كل شيء يتعلق بالأدب والفكر والدليل إقصائهم لغيرهم كذلك البرامج الهابطة التي ينفذونها فهي أقل من الثقافة الشعبية لخلوها من الفكر والأدب الرفيع لافتا : إلى أنه لا فرق بين المتقاعد والمثقف السعودي وذلك لقلة المؤسسات التي تحتضنهم لتستفيد من تجاربهم وخبراتهم وإبداعاتهم.