الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.. ذات مساء بارد كأماسي الرياض هذه الايام كتبت قصة قصيرة بعنوان " خطوط الحلم" كانت تدور حول امرأة تعلقت عيونها وشغاف قلبها بآلة اختبار الحمل المنزلي ترجو أن يعلن الخطان الاحمران عليها امومتها ويخبرانها للمرة الاولى منذ سنين أن حلمها تحقق و دعاءها استجيب، وفي فترة الانتظار القصيرة - التي لا تتعدى الدقائق - استرجعت عمرا كاملا حملت خلاله امنيتها على ظهرها وفي قلبها واسقطته دموعا مقهورة حين استعصت الخطوط على الظهور ربما للمرة المليون.. تلك المرأة كنتها ذات عمر .. سنين طويلة تعبت من عدها وتعبت من انتظاري، كنت ادعو الله خلالها أن أتذوق طعم الأمومة وأنعم بألذ تعب وأعيش أغلى حلم، لكن الله لم يشأ، مرارا و تكرارا، تجارب وعمليات، نصائح وخبرات، منحنى أمل خطر يقفز بي الى السماء حتى أظن أني لمست نجوم المحال ثم وبكل قسوة يرمي بي إلى الأرض حتى تتكسر عظام الأماني ولا أعود قادرة على التحليق.. وفقط حين أهز رأسي وأوشك أن اعلن هزيمة وأتلحف يأسا، يبزغ من حيث لا ادري دعاء زكريا عليه السلام " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين " أسمعه من نافذة سيارة عابرة، أو من أمام مسجد شارعنا، أو اسمعه في برنامج أو حتى يقفز قفزا بين همهمات دعائي اليومي دون قصد أو انتباه .. وذات أمسية ربيعية لا أنساها تحقق الحلم وتجمعت الخطوط على آلة الاختبار المنزلي، لتعلن أني حامل وأن الله على كل شيء قدير.. دموع.. فقط دموع هذا كل ما استطعت أن افعله، شكرت ربي دموعا وحمدته دموعا واندهشت دموعا وصرخت فرحا دموعا وسجدت شكرا دموعا ووالله لم أعرف في حياتي أبلغ من هذه الدموع حديثا وأكثر من صمتها ثرثرة.. وها أنا أيام معدودات تفصلني عن اليوم الموعود فتنتفض في عروقي الحياة وأعود شابة صغيرة يهتز قلبها طربا لأصغر اللفتات وترى في كل منعطف أملا وتضحك ملء شدقيها لأتفه اللمحات.. وحين يركل الصغير داخلها تتفتح ورود الدنيا وتتضاءل المحن وتهون الصعاب ويعظم الرجاء ولا يكف القلب عن الحمد للواحد المنان المعطي الوهاب.. فيا كل أمهات الدنيا اللواتي لم تصبحن أمهات بعد لا تيأسن من رحمة الله.. ولا تصدقن طبيبا يقطر لسانه يأسا ويملأ العبوس وجهه، فهو لا يملك أمر نفسه حتى يملك أمركن ولا تفترن عن دعاء زكريا عليه السلام ولسوف يعطيكن الله حتى ترضين .. ادعوا لي ..