لن أكون ممن يطبل لفريق القدم بنادي الاتحاد بحجة انه يمثل الوطن حتى لا أكون شريكا في خروجه المر من بطولة آسيا بخمسة أهداف كورية ذهابا وإيابا فليس شرطا أن المحب هو فقط من يكيل المديح، بل ان الصادق في حبه هو من يُهدي لنا عيوبنا،ويتأكد ذلك ونحن نرى بعض محبي نادي الاتحاد الأصفر قد أشغلتهم صغائر الأمور بإصبع إيمانا أو تأجيل مباراة دورية أو غيرها مما يخص المنافسين مما جعلهم ينشغلون عن متابعة الاتحاد في مشواره الآسيوي فكانوا شركاء في الهزيمة، وحالهم تذكرنا بمقولة أطلقها أحد رؤساء الأندية على أحد الرياضيين تقول ( أن ... بهرته أضواء المنصة ) فنادي الاتحاد الذي عاش في السابق عقودا كان لا يستطيع أن يرى فيها المنصة بعينه المجردة نظرا لبُعد المسافة بينه وبينها وهو الفريق الوحيد الذي يصنف من الكبار وهو لم يحقق بطولة الدوري بنظام النقاط (البطولة الحقيقية) إلا مرة واحدة في تاريخه ؟؟ ثم يصعد بقيادة رئيسه طلعت لامي في بطولات ثلاثية ورباعية، هذا الصعود المفاجئ أحدث صدمة حضارية على الصعيد الرياضي لم يستوعبها بعض الاتحاديين، وهذه الصدمة سببت لدى بعضهم سوء فهم لمعنى التنافس الرياضي الشريف والذي سنتعرض لنماذج منه وأرجو ألا يسيئون فهم مقالي فإن صديقك من صَدَقك.. والفهم الصحيح للتنافس تجده عند البطل الحقيقي الذي يتزعم البطولات والذي يمتلك كاريزما خاصة تتكون وتقوى كلما تعددت بطولاته وتزدهر عنده ثقافة البطل التي يستطيع من خلالها التعامل مع جميع الأحداث بكل أريحية سواء داخل الملعب أو خارجه، بل ان هذه الثقافة تمتد لتشمل جميع من ينتمي لهذا النادي مهما كانت فئاتهم. أعود إلى أثر الصدمة التي حدثت للاتحاد في عقد الاعوام الأخيرة خصوصا على الإعلام المنتمي له إذ أساء بعضهم للأسف فهم التنافس الرياضي وذلك لفقدهم ثقافة البطل فأصبح هاجسهم التشكيك بكل منجزات الغير وذلك من خلال بعض البرامج المنفلتة في بعض القنوات الفضائية أو في المواقع الالكترونية غير المنضبطة، وبهذه الآلات الإعلامية أصبح بعض الإعلاميين يضربون في كل الاتجاهات حتى وصل بهم الحال إلى تقديم مصلحة لاعب اتحادي واحد على مصلحة المنتخب إذ فرضوه بصوتهم العالي مستغلين مساحة الحرية الإعلامية، وشملت الصدمة عشاق التصوير مع اللاعبين الذين أرسوا قاعدة تدمير المنافس والانشغال به، وتمتد الصدمة الحضارية لتشمل جمهور الاتحاد الذي يردد بعضه كلمات غير لائقة لأفضل لاعب سعودي والتي لم تكن موجودة في مجتمعنا من قبل. كل ذلك بسبب غياب ثقافة البطل عند البعض وهنا الفارق بين البطل الحقيق وغيره وليعذرني محبو (إتي الوطن) على هذه الصراحة المرة التي تشخص واقع فريقهم فلعلها تكون بداية التصحيح، فنحن نريد من الاتحاد أن يصعد المنصة صعود الأبطال الذين اعتادوا على البطولات فلا تؤثر فيهم الأضواء أو تُحدث لهم صدمة عكسية تُفقدهم التوازن فيكون السقوط سريعا، فهل يستفيد إعلام الاتحاد ممن يضع إصبعه على الجرح الاتحادي وينسون إصبع إيمانا، أم يصبح همه الأول والأخير صغائر أمور الاندية الاخرى.