تعيش الادارات المتعاقبة على نادي الاتحاد وهماً كبيراً يعتقدون من خلاله ان اي اخفاق يتعرض له الفريق يتحمله الاجهزة الفنية التي تتعاقب على الفريق على الرغم من الاستعانة باسماء تدريبية لها باع طويل في مجال التدريب من ضمنها البلجيكي ديمتري الذي يحتفظ الاتحاديون معه بذكريات جميلة لا تنسى من ابرزها (ثلاثية القرن الشهيرة) ومع هذا اخفق في تحقيق امال وطموحات الاتحاديين باحراز اللقب الاسيوي للمرة الثالثة في تاريخهم. ومع كل اخفاق يتجاهل الاتحاديون الاسباب الحقيقية التي باتت واضحة وضوح الشمس من خلال اعمار لاعبي الاتحاد التي تجاوزت الثلاثين عاما وبالتالي انخفاض معدل عطائهم داخل الملعب ولهذا اصبحوا عاجزين عن مجاراة حيوية اللاعبين الصغار في الاندية الاخرى، ولذلك فإن ادارة اللواء محمد بن داخل مطالبة بأن تكون واقعية في التعامل مع الاخفاق الآسيوي، فقرار الاعفاء الذي صدر بحق الثنائي الوطني حسن خليفة وحمزة ادريس لن يكون الحل الوحيد لاعادة توازن الفريق، إذ بدا واضحا ان الهدف الاول والاخير من القرار هو امتصاص غضب الجماهير الاتحادية خصوصا الفئة التي كانت تطالب بإقالة حسن خليفة وحمزة ادريس منذ وقت مبكر، وطالما ان قرار الاقالة حقق امنية قائد الفريق محمد نور الذي سبق وان تحدث صراحة بتأثير حسن خليفة على النتائج السيئة التي حققها الفريق، فيجب ايضا ان يخرج شخص شجاع داخل نادي الاتحاد من خلال مجلس الادارة او اعضاء الشرف او الجماهير ويعترف بان قائمة الاسماء الحالية هي ايضا من يتحمل النصيب الاكبر من اخفاقات الفريق ويجب ان توجه خطابات شكر لهم طالما انهم لم يعودوا قادرين على تحقيق طموحات الجماهير الاتحادية. فحتى وان تحسنت نتائج الفريق وقتيا فهناك مؤشرات سابقة تؤكد بأن وضع الفريق يتحسن نوعيا ثم يعود لانتكاسته وفي ذلك دلالة ان الخلل الحقيقي لا يزال موجودا في اسماء لم تعد قادرة على العطاء ومنها قائد الفريق محمد نور ورضا تكر وصالح الصقري ومناف ابوشقير ومصطفى ملائكة فهذه الاسماء يجب ان تساهم في الحفاظ على توازن فريقهم بإعلانهم الرحيل مع نهاية الموسم. ولعل اكثر المقربين من البيت الاتحادي يدركون ان قرار الإقالة اولى به مدرب الفريق ديمتري فقد اتضح انه بات عاجزا عن مواجهة سطوة النجوم داخل الفريق وتأثيرهم القوي اعلاميا وجماهيريا فبات يخشى بعض الاسماء والنجوم حتى وان كانت مستوياتهم السيئة توثر بشكل واضح على الفريق وهو ما عجز حتى المشرف العام على الفريق من مواجهة ديمتري به فكان طبيعيا الفجوة الكبيرة التي نشأت بينهم. اعفاء حسن خليفة وحمزة ادريس سيصبح قرارا ايجابيا اذا كان من ضمن قرارات اصلاحية داخل الفريق، فلربما يحتاج الفريق الى منح الفرصة لوجوه تدريبية جديدة تستطيع تقديم شيء جديد للفريق ولكن الأهم ان تلك الوجوه التدريبية الجديدة تمنح الصلاحيات كاملة لتجديد دماء الفريق ايضا، فالبكاء على الاطلال والمديح المبالغ فيه بشأن اللاعبين الحاليين والتغني بإنجازات 2004م و2005م التي حققوها ربما يجعل الاتحاديون يكتفون بتلك المنجزات ويكتبون نهاية فريقهم البطل ولا عجب في ان تصعد فرق اقل منهم على حسابهم كما حدث في السنوات الاخيرة. فيا ترى هل يكون قرار الاعفاء بداية للتصحيح ام لامتصاص غضب الجماهير بقرارات اجتماع اخر الليل بل ويقود النادي الى ازمة حقيقية قد تعيد الصراع الداخلي في النادي!.