بعد غياب دام طويلا، فسره البعض انه خصام مع الجيل الجديد وسينما 2000 التي أخذت السينما المصرية لطريق بعيد عن أحلام جيل الواقعية الذي ظهر في الثمانينات وحاول أن يقدم سينما مختلفة تقف ضد تيار أفلام المقاولات واحتكار النجوم، وكان هو واحد من فرسانها مع المخرجين عاطف الطيب وخيري بشارة وداود عبد السيد، إنه المخرج الكبير محمد خان صاحب قائمة طويلة من الأفلام الهامة والذي يعتبر بحق علامة مميزة لسينما مختلفة، صاحب (ضربة شمس، زوجة رجل مهم، خرج ولم يعد، عودة مواطن، سوبر ماركت، الحريف، موعد على العشاء، الرغبة، أحلام هند وكاميليا ) وغيرها من الأفلام التي استطاع من خلالها أن يرسم خريطة جديدة للسينما المصرية وأن يجعل لها حضورا قويا في المهرجانات الدولية. محمد خان قرر مؤخرا أن يخوض تجربة الديجيتال عن طريق فيلم (كليفتي) لكن التجربة لم تحقق ما كان يتمناه فهو يصنع الأفلام ليراها الجمهور وهذه التجربة لم تر النور، إلى أن جاءت الفرصة مع زوجته السيناريست وسام سليمان من خلال فيلم (بنات وسط البلد) وبالفعل أخذت التجربة حيز التنفيذ وبدأ التصوير ودارت كاميرا محمد خان وبدأ مرحلة جديدة من حياته الفنية، مرحلة يتعامل فيها ولأول مرة مع جيل 2000 حيث أسند البطولة لنجوم السينما الجديدة منة شلبي وهند صبري وخالد أبو النجا ومحمد نجاتي في فيلم يشبه عالم محمد خان وينتمي إلى نفس مواصفات السينما التي ظل يقدمها وهي سينما الحياة اليومية والشوارع الخلفية والمهمشين. وتدور أحداثه في قلب القاهرة من خلال فتاتين تعملان في وسط البلد واحدة تعمل بائعة في محل والثانية تعمل في محل كوافير ويرصد الفيلم حياة هاتين الفتاتين من خلال رحلتهما اليومية من وسط البلد حيث العمل إلى حلوان حيث السكن. ومعظم الأحداث تدور في محطة مترو الأنفاق ووسائل المواصلات الشعبية، فضلا عن شوارع وسط البلد المختلفة وشوارع حلوان، أي أن كاميرا محمد خان ما تزال تبحث عن تفاصيل الشوارع متمردا على الاستوديوهات المغلقة والديكور المصنوع ليظهر العمل بروح حقيقية ينبض بناس من لحم ودم فلا تملك إلا أن تصدقه. والسؤال المطروح حاليا هل هذه التجربة ستكون بداية مصالحة بين جيل الواقعية والأحلام الكثيرة وبين الجيل الجديد الذي لا ينتمي لأي تيارات سينمائية ويخضع خضوعا كاملا لشباك التذاكر وسياسة الاحتكار وتكتلات التوزيع!