نعود لاستكمال مقال سابق كما وعدناكم في موضوع (الادارة الناجحة) من وجهة نظر مجموعة من المديرين التنفيذيين في أمريكا عبروا عن أفكارهم من خلال رسائل مفتوحة إلى أي رئيس أمريكي ينتخب على اعتبار أن الحكومة الأمريكية بمؤسساتها وهيئاتها هي أكبر منظمة في العالم حسب رأي ناشر الكتاب الذي ضم تلك الأفكار الادارية وهو بعنوان (رسائل مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي) أجمع المشاركون من المديرين التنفيذيين في هذا الكتاب على أن القضايا الأساسية فيما يتعلق بمسؤوليات المدير التنفيذي تتلخص في النقاط التالية: تكوين رؤية منسجمة مع الظروف التي يفرضها الواقع. اتباع منهج ادارة متجدد. اختيار الموظفين والمحافطة عليهم وتنمية قدراتهم. تسخير التكنولوجيا لتحسين الأداء الداخلي وتوفير الخدمات للزبائن. سوف أحاول الآن أن ألتقط بعض الأفكار الواردة في تجارب هؤلاء القياديين لغرض الفائدة من تجارب الآخرين. من ذلك قضية العناية بالموظفين، في هذا الصدد يقول رئيس إحدى الشركات إن سلوك الموظفين وتصرفهم بوجه عام من الصعب التحكم به على النحو الذي تتوخاه لأن مديري الأقسام يحرصون على مناطق نفوذهم، بمعنى أنهم لا يستسيغون تدخل أطراف أخرى في إدارة ما يعتبرونه ضمن صلاحياتهم، لذا عمدت الشركة إلى تشجيع ومكافأة مديري الأقسام الذين يتعاونون وينسقون مع زملائهم وقد اختارت الشركة خمسة أنماط من السلوك الوظيفي ومنها المشاركة في الادارة، والاستماع للآخرين والاستفادة من خبرتهم. نلاحظ هنا أن المشاركة هي إحدى الحوافز المهمة في التشجيع والتقدير وزيادة الانتماء للمنظمة وهو ما ينعكس ايجابياً على الانتاجية. والمشاركة تعني الاستفادة من خبرات الجميع والاستماع إليهم. ولو أردنا تقييم أدائنا في مهارة الاستماع للآخرين فقد نكتشف أن درجتنا ضعيفة. هذا لا ينطبق على الجميع فهناك بالتأكيد من يحسن الاستماع ويصل به إلى ذروته وهي الإنصات ومن ينصت إليك فإنه يثق بما تريد أن تقول ويقدرك كإنسان قبل كل شيء. راجع معي القضايا الأساسية التي أشرنا إليها في بداية هذا المقال، فالفقرة الثالثة تشير إلى اختيار الموظفين والمحافظة عليهم وتنمية قدراتهم. أقول إنني كمدير أو رئيس إذا لم أنصت للموظف فلن أتعرف عليه ولن أكتشف قدراته، فكيف أعمل على تنميتها وأنا لم أكتشفها وبالنتيجة لن أستطيع المحافظة على هذا الموظف الذي قد اكتشف متأخراً أنني خسرته عندما أسمع خبر نجاحه في موقع آخر. أما تكوين الرؤية وهي في مقدمة القضايا الأساسية التي اجمع عليها المديرون التنفيذيون فهي التي تحدد الأهداف المراد تحقيقها وفق خطة زمنية محدودة. وقد أردت أن أتعرف على رؤية بعض الأجهزة فتجولت في مواقعها الالكترونية لكني وجدت أن كثيراً منها لم يحدد رؤية معينة وهذا يفسر لنا كيف أن بعض الأجهزة واقفة في موقع واحد في طريق التطوير غير راغبة في التقدم إلى الأمام لأنها بكل بساطة ليس لديها رؤية وبالتالي لا معنى للتقدم بدون وجود أهداف، وهذا أحد أسباب عدم تطور الأداء في بعض الأجهزة ومحافظتها على استقرارها ومقاومتها للتغيير.