سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأحيدب: الفكرة مشروع ناجح ويسجل ل«الرياض» الريادة في تبنيه «الرياض» في سوق الزل ترصد آراء التجار بعد تفاعل الأمير سلمان مع فكرة إنشاء ديوانية شعبية تعنى بتأصيل التواصل الاجتماعي بين الأجيال
لا أنكر أن الضوء الأخضر الذي منحني إياه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض كان السبب في طرح فكرة إنشاء مشروع ديوانية شعبية تُعنى بتأصيل التواصل الاجتماعي بين الأجيال للمتابعة بعد تفاعل سموه الكريم بالمشروع وإصدار توجيهاته بدراسة المقترح والنظر في استيعاب الفكرة والموقع في سوق الزل أو المناطق المحيطة به، لذلك كان من الطبيعي أن تكون «الرياض» تحمل زمام المبادرة في عمل استطلاع صحفي وجمع الآراء والمقترحات تجار السوق ومرتاديه في هذا الشأن فخرجنا بتطلعات مختلفة لإثراء فكرة المشروع. أهداف المشروع التسمية «الديوانية» هي كلمة عربية مشتقة من الديوان والديوان هو المكان الذي يجتمع فيه الناس لتبادل الأفكار والمصالح ومناقشتها في حدود الالتزام والآداب واحترام الرأي، كما أن الديوانية هي إحدى غرف الجلوس التي يجتمع فيها أفراد العائلة في المنزل، كما يهدف المشروع في فكرته إلى تأصيل روح الترابط الاجتماعي وتوثيق صلة التقارب والتكافل بين مرتادي السوق والتجار والمهتمين بالتراث الشعبي، كما يخدم كبار السن والحرفيين والشعراء ورواة القصص وأصحاب الثقافات الشعبية المختلفة من الموروث سواء الثقافي أو الحرفي أو الرياضي، كما يتيح لكبار السن التواصل مع المراحل المختلفة من الأجيال في مكان يتسع لتبادل الأفكار والخبرات. يعتبر سوق الزل التراثي من المواقع الأنسب لإقامة المشروع نظراً إلى وقوعه في المنطقة التطويرية لمنطقة قصر الحكم وتوسطه لعدة أسواق شعبية محيطة به كما أن طابعه العمراني الأقرب إلى أسواق الرياض القديمة. صفة الديوانية: هي أن لا تكون موسمية حتى لا تفقد الهدف من إنشائها وتكون مفتوحة طوال العام وأن المنتسب لها تكون له بطاقة عضوية تسجل فيه كامل معلوماته الشخصية حتى يتم حصر المنتسبين لها والتعرف على هوياتهم الثقافية والحرفية والتجارية وأن يفعِّل دورها في المناسبات الوطنية والأعياد. الشكل العام: أن تأخذ في تصميمها الهوية الشعبية وتؤثث بطابع وشعبية الديوانية المتعارف عليها في المنطقة. السوق بحاجة إلى الاهتمام بدأت تجوالي في السوق بحوار أشبه ما يكون بالحوار (الأبوي) مع عميد الثقافة التراثية في سوق الزل كما يفضل زملاؤه من التجار تسميته، وهو الشيخ محمد بن حسن الاحيدب، الذي هو بالنسبة لهم بمثابة المرجع التاريخي للسوق، فخبرته في هذا المجال تمتد إلى أكثر من 03 عاماً، ولكن مخزونه الثقافي والفكري في تاريخ التراثيات الشعبية أهله لاحتلال هذه المكانة لديهم، فقد يكون في السوق من هم أقدم أو أكبر ولكن تبقى القيمة الثقافية في فكره هي الفيصل الذي يحدد هذه المكانة. لقد كان (الدكان) صغيراً في مساحته كبيراً بما فيه من مقتنيات تراثية مختلفة من (السيوف والحلي والملابس والأواني والأدوات المنزلية) يعني المكان أشبه ما يكون (بالمتحف) الصغير، فكل قطعة فنية فيه مصاغة بأنامل سعوديين محترفين في الفنون التراثية. في بداية حديثه رحب الشيخ محمد ب«الرياض» وقال إن ما سبق أن طرحتموه من إنشاء ديوانية شعبية هي من الأفكار الجيدة التي بالفعل لو درست ونفذت من كافة الجوانب التي تخدم السوق ومرتاديه سوف تحقق نتائج إيجابية بإذن الله وأنا من المؤيدين لمثل تلك المشاريع، كما أن تفاعل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز مع مثل هذه المشاريع ليس بمستغرب عليه أبداً، فلقد عودنا سموه على اهتمامه بنا دائماً بالإضافة إلى أنه من عشاق التراث والأصالة الشعبية وهو من المنادين بالمحافظة عليها جزاه الله عنّا خير الجزاء. تطلعاتنا نحو السوق يضيف الشيخ الأحيدب: وبما أنكم أتحتم لنا فرصة المشاركة في الرأي، فإنني هنا أود أن أذكر بعض تطلعاتنا نحو هذا السوق الذي هو جزء من تاريخ مدينة الرياض وهو أن يرتبط سوق الزل بسوق الحرفيات والمشغولات الفنية ولا يعزل بين محلاته أو يفرق بين حرفياته، إنما يطور بطبيعته الشعبية هكذا يكون مفتوحاً بنمطه المعماري القديم الذي تأسست عليها أسواق الرياض، كما ألمح إلى أن الشركة التي تقوم الآن بتطوير منطقة سوق الزل تنقصها سرعة الإنجاز فهي بطيئة في تحركها وتظل فترة التشغيل والصيانة طويلة في بعض المواقع مما يمنع عن بعض المحلات القريبة حركة البيع والشراء بسبب تعثر وصول المرتادين والمتسوقين وهذا يؤثر على حركة التداول فيه بالإضافة إلى أنه يتسبب في مضايقة الناس بالأتربة ومخلفات التشغيل. كما أن السوق تنقصه اللوحات الإرشادية للزوار الأجانب إضافة إلى أن سوق التراثيات القريب من سوق الثميري تسيطر عليه العمالة الأجنبية والذين يذكرون للسياح أن هذا هو فقط سوق التراث الشعبي ويحاولون تضليلهم بأن سوقهم المتواجدين فيه هو فقط السوق الشعبي لذلك نتأمل من البلدية أن توزع اللوحات الإرشادية على المناطق التراثية في السوق باللغة الإنجليزية حتى يتعرفوا على باقي المحلات وتخصصاتها التراثية. رصد حركة التداول في السوق يقول الشيخ الأحيدب بأن سوق الزل والتراثيات يتعامل مع القطع الأثرية بعلم وتخصص واحتراف البائعين وأن أغلب السعوديين الممارسين للمهنة هم من يعرف ما هي القطعة الأثرية وما هو تاريخها لذلك نود من بلدية الديرة تعيين مراقب يعمل على حركة ضبط التداول (البيع والشراء) والإشراف على حراج القطع الفنية التي تباع في المزادات اليومية خشية أن تكون مسروقة. أو يكون هناك دخلاء على المهنة كما أن (الدلاّل) يجب أن يكون شخصاً معروفاً ويعمل من قبل البلدية يأخذ مبلغاً مقطوعاً على القطع التي يحرج عليها، كما أن لي ملاحظة على الجمارك والتي أتمنى أن الأمير سلمان أن ينظر فيها وأن يجد لها حلاً وهي أن مصلحة الجمارك تسمح بخروج القطع التراثية المباعة ولا تسمح بدخول التراث وكأننا نسير عكس نظام العالم في حماية التراث، كما أن نظام الجمارك لايسمح بدخول السيوف او البنادق التراثية القديمة والتي تعمل بالبارود فهذه الاسلحة لاتؤثر على الامن ونراها تستورد من كل البلدان ما عدا الاسلحة التراثية فهي تمنع بحجة النظام وهذا من الخطأ فاحياناً تكون هذه الاسلحة القديمة سعودية الصناعة فنشتريها لاعادتها الى موطنها الاصلي هنا ولكن نفاجأ بمنع دخولها الى البلد بحجة السلامة والأمن. مشروع يحتاج اليه الجميع وفي موقع آخر من السوق يذكر لنا ناصر صالح الصفيان وهو من المتخصصين في انتاج وبيع السيوف والخناجر بأنواعها من الاسلحة الحربية القديمة يقول ان له في السوق حوالي 64 سنة ويعرض في محله بعض القطع من السيوف والخناجر التي تصل اسعارها مابين 01 - 081 الف ريال وهي مصنعة صناعة يدوية ومطعمة بالذهب والفضة. يقول الصفيان ان هذا المشروع الديوانية يحتاج اليه الجميع ويجب ان يستفيد منه الجميع ايضاً واذا كان هناك من رأي فهو بالفعل يجب ان يكون في وسط سوق الزل وان يبنى على مساحة كافية تستوعب الجميع وان يكون السمة الغالبة عليه هو السمة الشعبية في كافة تجهيزاته وتصاميمه المأخوذة لطابع اسواق الرياض القديمة، ولاننسى ان هذه الديوانية بعد انشائها ان شاء الله وتكامل عناصر الخدمات فيها انها سوف تكون محط انظار اشقائنا في دول الخليج الذين هم دائماً بيننا في كثير من الاوقات وهم من اهم الزائرين الى السوق فما بالك لو ضم العديد من الشعراء والحرفيين كل من له صلة بالتراث سوف يكون التأثير اكبر. الكتب على قارعة الطريق وفي موقع آخر التقينا بعبدالله المنصور في الثمانين من العمر وهو من اصحاب احد المحلات في سوق الزل وهو من المهتمين بالمقتنيات التراثية وخاصة بالكتب والمجلات القديمة يقول ان سوق الزل له مكانة في نفوس تجاره وهذه المكانة بنيت منذ سنوات الشباب واستمرت حتى الشيخوخة وهو من المؤيدين ان يظل السوق (بعزه) وقوته وان لاتتغير بصماته التراثية من التغيير وقال انا في سوق التراث منذ ايام الملك عبدالعزيز وكان محلي القديم بالقرب من جامع ابن تركي يوم كان طين واستطرد في حديثه وقال سبق من البلدية قد قامت بتغيير مكانهم ووضعتهم في محلات محددة في اسواق المعيقلية ولكن لم تلق تجاوباً من التجار الذين يحبون هذا المكان بالاضافة الى ان الاجانب من السياح لم يستسيغوا فكرة المحلات التراثية في اسواق حديثة فلم نجد التشجيع فرجعنا الى هنا في هذا السوق. وحول انشاء ديوانية قال بالفعل اننا هنا نجلس في الطرقات وعلى جانبي السوق بالفعل لايوجد مكان للجلوس حتى الاجانب الذين يريدون رؤية الحرفي وهو يضع حرفة لايستطيع ان يتابع وهو يعمل في حرفته بسبب ضيق الممرات واضاف مازحاً (تكفين يابنتي قولي لهم اننا نبغي السفر نبغي النور ما نبي يغطون السوق ويجينا الظلام) واكمل حديثه لي وقال اهم شيء يجي ناس فاهمين بالتراث عشان يديرون الديوانية ناس عندهم خبرة. واثناء تجوالي في السوق مررت بساحة الحراج التي يتجمع بها التجار والهواة والزائرون في كل يوم من بعد صلاة العصر ويضع كل بائع مالديه من مقتنيات على الارض ليقوم (المحرج او الدلال) بعرض قيمتها على المشترين الراغبين في الشراء ويقضون وقتهم في تبادل الخبرات والاحاديث الودية فيما بينهم حتى اذان المغرب وبعدها يتفرق الجميع وينتقلوا الى مكان آخر من السوق. الهواة والمقتنيات التراثية يقول فهد النشوان ووليد المسعري وهما من الهواة المحبين للتراث وجمعه في السوق ان السوق فيه مجموعة كبيرة من الشباب المقبلين على تجارة التراثيات وهنا مجموعة تتعامل مع بعض المقتنيات باحتراف فمنهم من يركز على الحلي النسائية ومنهم من يركز على جمع العملات النقدية او الصور التراثية لشخصيات مهمة ومعروفة هنا مزيج من محبي التراث لك ان تتخيلي ان هناك البعض من المغرمين بجمع الزجاج او العلب او الاسلحة هنا كل ما يخطر على البال هنا بصراحة التاريخ هو الذي يتكلم يقول النشوان انا املك في محلي الخاص مجموعة من المقتنيات الاثرية وهي غير مخصصة للبيع انما انوي بمشيئة الله افتتاح متحف خاص بي اعرض فيه مقتنياتي التي جمعتها طوال ال 61 عاماً الماضية كما أتمنى ان يكون في السوق مزاد آخر بعد صلاة العشاء ويستمر حتى التاسعة مساء كل يوم يقوم فيه التجار والهواة بعرض مالديهم من بيع وشراء. اين مكان الدلالين في السوق وفي ختام زيارتي لسوق الزل التقيت شليل عايض الشيباني خبرته 03 عاماً يقول ان الدلال هنا لم يعد له مكانة حتى الاجانب اصبحوا يضايقوننا في رزقنا ودخل المهنة اناس ليسوا من اهل السوق وقد يحضرون فترة ثم يختفون ونحن لاندري عن هوياتهم التي تثير الريبة والشبهة فالمفترض ان الدلال الذي يزاول المهنة ان يكون محكماً ومعروفاً ويحمل بطاقة مهنة من البلدية وحتى لايدخل هذه المهنة اجانب.