في المجالس الأهلية (الديوانيات) يجد البعض سلواناً أو تعزّزاً أو بهجة في شهادته بأنه رأى أنثى تقود مركبة في بقعة برية معزولة من بلادنا. ويجد البعض الآخر من السامعين انقباضاً أو انكماشاً داخلياً، وربما ساوره ألم أو ذعر. ولكل رأيه، فالمحافظ له مبرراته وعنده دلالاته وكذلك ذو التوجه الليبرالي الذي يرى أن السيارة أداة مهنية وقيادتها من قبل الرجل أو المرأة هي معينة أو مساعدة لجعل منفعة المركبة أكثر، وتوفير دخل الأسرة. أقول - وأرجو أن لا يُساء فهمي - إن الأحاديث تُذكرني ب..... «وحش بحيرة لوخنيس» الأسكتلندية، فالقوم هناك يتحدثون عن حيوان بحري غريب، يخرج تارة ويختفي ولا أحد يستطيع أن يعرف كنهه. ودخلت هذه الواقعة في أدبيات المنطقة، حتى أصبحت - أي بحيرة لوخنيس - منتجعاً سياحياً، يتردد عليه الناس، ويتحدثون عن الوحش، وسيروا رحلات ليلية إلى البحيرة، لأفواج الزوار، لعل الوحش يخرج، أو يتموّج ماء البحيرة قليلاً كي يشير إلى صدق الحكاية. وفي أمريكا وضعوا أكشاكاً تحتوي على كتيبات، في المناطق القريبة من مثلث برمودا. وهو المثلث الشائع الصيت الذي عُرف عنه أنه يبتلع البواخر والطائرات، في أوقات وأجواء محددة من السنة، لا يعرفها أحد. وبالغت الأحاديث بأن قالت إن هذا المثلث هو «بوابة» إلى عوالم أخرى نجهل كُنهها. وأسسوا مكاتب وهواتف خاصة لمن رأى...! أو سمع شيئاً... حول المثلث أو بالقرب من مياهه أن يتصل ب..... ويذكر اسم مؤسسة متخصصة برصد الظواهر الغريبة.