في العام الماضي رصد علماء معهد بيرجن (في النرويج) ما دعوه "أصواتا غير مفهومة لثديات بحرية غريبة". وفي هذا العام - وبالتحديد قبل أسبوعين - بدأ المعهد رحلة استكشافية للبحث عن مصدرها. وقد أطلق على هذه البعثة اسم GUST 2000 هي الثالثة من نوعها التي تسعى للتحقق من وجود وحش عملاق يستوطن بحيرة سيلجورد يطلق عليه السكان اسم "سيلما" (حسب محطة الCNN في السابع من هذا الشهر). فمنذ زمن طويل لاحظ سكان القرى الجنوبية في النرويج وجود حيوان غريب يستوطن بحيرة سيلجورد (التي يبلغ طولها 15 كم وعرضها 2 كم). ويفترض البعض عودته الى فصيلة زواحف بحرية انقرضت منذ أمد طويل. ويقول علماء الأحياء لو كان من بقايا حقبة الديناصورات فيجب أن يكون هناك غيره حتى يمكن لسلالته أن تبقى على قيد الحياة خلال هذا العمر الطويل!! وبالنسبة للسكان المحليين لم يعد الأمر يقبل الجدل خصوصا بعد أن أصبح وحش سيلجورد فرصة للترويج لمنطقتهم وتضاعف قدوم السياح اليها بنسبة 800% (وهو ما يذكرنا بنيبال التي يأتي نصف دخلها من متسلقي افريست ونصفه الثاني من الباحثين عن صاحب القدم الكبيرة)!! ... وفي منطقة أخرى من العالم... لا يصل وحش سيلجورد إلى شهرة وحش بحيرة نيس الاسكتلندية.. فقد تراكمت الشهادات منذ قرون على وجوده وأخذت له صور عديدة ولا يخلو كتاب في الظواهر الغامضة من ذكره. ومن أكثر الشهادات شهرة تلك التي قدمها السيد هيوكراي الذي شاهد بالمصادفة مخلوقا غريبا يطل من البحيرة لثوان قليلة.. وبسرعة جهز كاميرته ولم يمض وقت طويل حتى برز له جسم أشبه بالبصلة الكبيرة على بعد 180 متراً فأسرع بالتقاط عدة صور له (وهي الصور التي رسمت الصور النمطية لوحوش البحيرات حتى اليوم)! وكما يحدث الآن في النرويج نظمت حملات عديدة لكشف غموض بحيرة نيس ووحشها المزعوم - ناهيك عن عشرات الأفلام الوثائقية والسينمائية التي تمحورت حول وجوده في البحيرة. وكانت أهم تلك الرحلات وأفضلها تجهيزاً حملة هيئة الإذاعة البريطانية الBBC عام 1992... أما آخرها فنظمت تحت اسم "مشروع اركوهارت" واستعمل فيها العلماء موجات فوق صوتية وكاشفات عسكرية متقدمة تستخدم عادة لرصد الألغام البحرية تحت المياه - إلا أن أياً من تلك الحملات لم يخرج برأي قاطع من بحيرة يبلغ طولها 35 كم وعمقها يتجاوز ال 225 متراً!! ... وكما قلنا توجد مزاعم عديدة مشابهة (وإن كانت اقل شهرة) في مناطق أخرى من العالم.. فحين استوطن البيض شواطئ كندا سمعوا من الهنود أسطورة عن وحش طويل الرقبة يدعى كادوروسوس.. وبالجمع بين أساطير الهنود وبعض اللقطات والشهادات الموثقة وجد أن هناك شبهاً كبيراً بين هذا الوحش والوحوش التي رصدت في العديد من الدول.. وأذكر أنني رأيت فيلما وثائقيا حول هذا الموضوع استعرض 26 مقطع فيديو (محيره بالفعل) جعلت علماء الحيوان من جامعة كولومبيا البريطانية وجود مخلوق بحري غير معروف قبالة شواطئ كنداالغربية.. - على أي حال؛ وجود أو عدم وجود مخلوقات أسطورية من هذا النوع ليست ما يثير دهشتي اليوم.. ما يدهشني فعلا هو براعة التسويق السياحي والترويج لهذه المناطق من خلال إدعاءات وجود هذه المخلوقات على أرض الواقع.. ولهذا السبب بالذات أدعو هيئة السياحة لدينا إلى (عدم تكذيب) أي خبر أو إشاعة تتضمن مثلا رؤية مخلوقات أسطورية في جبال فيفا أو وحوش غريبة في غابات عسير...