قيل في ندوة تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة التي انعقدت بكلية اليمامة مؤخراً ما يصح أن يقال عن تعليم كافة المواد، وأقصد بذلك طرق التدريس، وحوافز المعلمين وبيئة التدريس، وتقنيات التدريس.. وتردد الحديث حول الفرق بين اجتياز الاختبار وبين التعلم الحقيقي الذي يشكل الفرق في الحياة العملية. وقيل عن مشكلات تعليم اللغة الإنجليزية ما يصح أيضاً أن يقال عن بقية الموضوعات مثل مشكلة أعداد الطلاب في الفصل، ونصاب المعلم من الساعات. وقيل كذلك أن الندوات تطرح عادة الكثير من الأفكار الجميلة التي لا تجد من يحولها إلى واقع. مسؤولية تحويل الأفكار والتوصيات إلى واقع مسؤولية متوزعة بين عدة جهات والجميع ينتظر من يعلق الجرس. وقد اقترح احد المشاركين في هذه الندوة ايجاد جهة تكون مسؤوليتها محصورة في دراسة ومراجعة كل ما صدر من توصيات في كافة المجالات وبحث امكانية تنفيذها. هذا اقتراح اراد صاحبه أن يعبر عن رغبته في تنفيذ ما يطرح من توصيات، وتحديد مسؤولية واضحة للمتابعة، ولكن لا أرى هذا الاقتراح مناسباً من الناحية التنظيمية والأفضل هو تفعيل إدارات التطوير والمتابعة في كافة الأجهزة بحيث تتولى متابعة ما يستجد وما يطرح من أفكار ومقترحات ودراستها بغرض الاستفادة منها في اداء مسؤوليات التطوير. وإذا كان لابد من جهة تحتضن ما يطرح في الندوات والمؤتمرات وتتبنى دراستها وتقييمها فالأقرب إلى هذه المسؤولية هو في نظري وزارة التخطيط خاصة أن هذه الوزارة معنية بتقارير المتابعة المرتبطة بخطط التنمية السنوية والخمسية وبحكم هذه المسؤولية يمكن إسناد مهمة متابعة نتائج المؤتمرات والندوات لهذه الوزارة. إن موضوع متابعة التوصيات لا يستحق إنشاء جهاز مستقل، وإنشاء الأجهزة يجب أن لا يتحول إلى ظاهرة أو موضة إدارية أو استجابة لمشكلة طارئة، إنشاء الأجهزة قرار لابد له من حيثيات تنظيمية مقنعة. الأمر الآخر فانه ليس كل ما يطرح من توصيات ومقترحات في الندوات والمؤتمرات قابل للتطبيق أو يحمل شهادة معتمدة تؤهله للتنفيذ الفوري، ولهذا فإن آليات تنفيذ التوصيات توضع فقط للتوصيات التي يتم إقرارها من قبل المشاركين سواء بالأغلبية أو بالاجماع. وهذا يقود إلى نقطة مهمة وهي كيفية التوصل إلى التوصيات وهل هي مجموع ما طرح في اوراق العمل؟، أو حصيلة جهد لجنة علمية مكلفة بهذه المهمة ثم تعرض على المشاركين لاقرارها، أم هي حصيلة للمناقشات والحوار الذي يدور في الندوة. إن أهمية التوصية ترتبط بكيفية التوصل اليها، فإذا كانت توصية جاهزة تأخذ مساراً روتينياً عبر مداولات الندوة حتى تصل إلى التقرير النهائي دون فحص أو نقاش، فلا غرابة إن تحولت مثل هذه التوصية إلى ملف الحفظ. [email protected]