أطلق المشاركون في مؤتمر الحشود والتجمعات في ختام جلساته أمس (الإثنين) في جدة وثيقة «إعلان جدة لصحة الحشود والتجمعات البشرية»، تضمنت جائزة خادم الحرمين الشريفين لصحة الحشود البشرية الهادفة إلى تكريم المتميزين في التأصيل البحثي في هذا المجال الطبي الجديد. وقال وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي الدكتور زياد ميمشي: «إن إعلان جدة شمل توصية بإنشاء جهة مرجعية دولية متخصصة بصحة الحشود والتجمعات البشرية مقرها السعودية تكون مسؤولة عن مهمات عدة، أبرزها تصنيف وتعريف مصطلحات ومهمات وأنشطة صحة الحشود، ونشر ثقافتها وبرامجها وأنظمتها المبنية على المعطيات ومخرجات البحوث المعتبرة واليقينية، وإجراء الدراسات التحليلية المتعمقة فيما يخص جوانب صحة الحشود كافة، ووضع وتحديث سياسات وإجراءات العمل والأدلة الإرشادية، وإعداد قاعدة بيانات لدرس ومتابعة الوضع الحالي، ومدى التقدم في تعزيز هذا المفهوم، وإجراء الدراسات الاسترجاعية والمستقبلية واتخاذ الإجراءات التصحيحية للنظم الصحية وطنياً وإقليمياً وعالمياً ومراجعة أدائها، والممارسات الصحية الدولية بناء على مبادرات وحلول مبنية على الأدلة والبراهين ثبتت فاعليتها في مثل هذه التجمعات، وتقديم المشورة والنصح للدول في ما يتعلق بتعزيز التعاون الدولي وتعضيد الجهود الوطنية للخطط والبرامج في مجال صحة الحشود والتجمعات البشرية، تجسيداً للمسؤولية العالمية تجاه الأمن الصحي العالمي، والتعاون والتنسيق مع الهيئات والمنظمات الدولية ذات العلاقة على المستويات العلمية والبحثية والتدريبية والمعلوماتية كافة، وجمع ونشر وتبادل التجارب الناجحة في هذا المجال». وأضاف: «تضمنت التوصيات وضع أطر وخطط متكاملة للتوعية والإعلام الصحي تهدف إلى توعية وتثقيف المشاركين في التجمعات البشرية بالإجراءات الوقائية قبل وأثناء وبعد حضور أي تجمعات بشرية مع الأخذ في الاعتبار خصوصيات كل تجمع من حيث «الموقع، والإعداد، والثقافات والتوقيت» مع تنشيط دور المجتمع المدني في المشاركة في التوعية والتثقيف الصحي للمشاركين في الحشود البشرية». وطالبت التوصية منظمة الصحة العالمية بتبني إنشاء برنامج توعوي متخصص في صحة الحشود يتكفل برسم الخطط بحرفية عالية واستخدام التقنيات الإعلامية الحديثة والتنسيق مع الدول الأعضاء من أجل تنفيذها على أن تكون هناك متابعة علمية بحثية لنتائج هذه البرامج. وأوضح الدكتور ميمشي أن المشاركين طالبوا بوضع إطار أكاديمي لتخصص صحة الحشود والتجمعات البشرية، يشتمل على جميع الفئات التي لها دور في خدمة الحشود طبياً وصحياً وبيئياً وإسناد درس هذا المشروع إلى «الهيئة السعودية للتخصصات الطبية» في المملكة بالتعاون مع وزارة الصحة، كما طالبوا بتشجيع الهيئات البحثية العلمية والجامعات والجهات الوطنية والدولية الممولة للبحوث بإدراج بحوث «التخصص المقترح» ضمن البحوث ذات الأولوية للتمويل لديها. ولفت إلى أن المشاركين أقروا عقد هذا الملتقى بشكل دوري كل سنتين على أن تنظمه وزارة الصحة السعودية، نظراً إلى الخبرات المتراكمة التي اكتسبتها حكومتها في مجال خدمة الحشود، وأن يتم ذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والهيئات الدولية ذات العلاقة، و تبني فكرة استحداث جائزة يكون مقرها المملكة، تكون لها صفة عالمية تمنح كل سنتين، متزامنة مع المؤتمر يطلق عليها اسم «جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لصحة الحشود البشرية»، الهدف منها تكريم المتميزين في التأصيل الممارسي والبحثي في هذا المجال الطبي الجديد. وأبان ميمشي في تصريحات صحافية تلت إعلان التوصيات (حضرتها «الحياة») أن وزارة الصحة تدرس تطبيق طب الحشود البشرية في كليات الطب، لافتاً إلى إحالة وزير الصحة الموضوع إلى هيئة التخصصات الطبية بغية ترسيته كمنهج. وأكد وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي أن موسم حج هذا العام سيستفيد من نتائج وتوصيات المؤتمر، وزاد: «هناك خبراء لم يتحدثوا ولكن آثروا النقاش خلال الثلاثة أيام السابقة بمعلومات وتجارب لهم، وتبادلوا الخبرات مع المشاركين»، متوقعاً أن يكون هناك تحسن في الخبرات بعد المؤتمر وانعكاس الفائدة من نتائجه هذه السنة والسنوات المقبلة». وفي ما يتعلق بنية وزارة الصحة اعتماد تدريس طب الحشود أو صحة الحشود، كشف ميمشي إيكال وزير الصحة المهمة إلى هيئة التخصصات الطبية، وأردف: «ستدرس الهيئة بدورها الأمر من جميع الجوانب كي تخرج بتوصيات بناء عليها ستكون هناك إستراتيجية ترفع لاعتمادها». وحول جلسات المؤتمر، أشار إلى أنها تخللت تقديم عروض كثيرة متخصصة في مجال منع انتقال العدوى والأمراض المعدية خلال المواسم التي لها علاقة بالتجمعات البشرية، إذ نوقشت أكثر من ورقة عمل تتعلق بالاشتراطات الصحية وكيفية تطبيقها ومنها موضوع التوعية الصحية وتوصيل المعلومة إلى الحجيج باللغات المختلفة والطريقة السليمة في أسرع وقت. وأفاد أن المؤتمر ركز على ضرورة التواصل الإلكتروني بين الهيئات العالمية المتخصصة في الأمراض التي تظهر في دول العالم وعلى أساسها توضع اشتراطات صحية تمنع وصولها إلى هذا التجمع وأخذ الحاجات اللازمة، مشدداً على ضرورة وجود تعاون مستمر في مجال تبادل الخبرات مع الهيئات والمراكز العالمية في ما يتعلق بموسم الحج للوصول إلى الهدف الأهم لجميع القطاعات والأجهزة الحكومية في المملكة، وهو إنجاح هذه المناسبة العظيمة. وكشف ميمشي اجتماعات للجنة التنظيمية استمرت ستة أشهر، شارك فيها ممثلون ومتعاونون من جميع القطاعات الصحية والحكومية والأكاديمية السعودية، أثرت في البرنامج ما مثل سبباً رئيساً في نجاح المؤتمر. وفي شأن مداولات المؤتمر لداء أنفلونزا الخنازير «H1N1»، شدد ميمشي على أن السعودية تعمل على رصد الموضوع من خلال فحص الأشخاص الذين تظهر لديهم أعراض الإصابة به، مشيراً إلى إعلان منظمة الصحة العالمية الذي أظهر خفض معدل الوباء، لافتاً إلى أن التجمعات البشرية تكون فيها زيادة طبيعية في نسبة الإصابة بالالتهابات التنفسية وكذلك الفايروسات الأخرى، داعياً الجميع إلى المبادرة بأخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية، إذا كانوا سيشاركون في موسم الحج، وكذلك اتخاذ الإجراءات الوقائية من خلال لبس الأقنعة في الأماكن المزدحمة.