انتشرت في السنوات الأخيرة دعوة الصديقات والمعارف إلى حضور حفلة «توديع العزوبية»، التي درجت بشكل ملحوظ في مجتمعنا عبر الإعلام المرئي من خلال المسلسلات والأفلام الأجنبية، فمن الفتيات من تقيمها بالمنزل، ومنهن من تقيمها بصالة أفراح أو فندق أو إستراحة، وهي حفلة تقيمها قبل زواجها بفترة بسيطة، ومن الممكن أن تتبرع إحدى الصديقات بترتيبها بدلاً من العروس نفسها، كهدية لها، وتدعو إليها جميع الصديقات والمعارف، وسط أجواء من الفرح والطرب، والمفاجآت، وكأنها حفلة وداعية للعروس قبل أن تنتقل إلى «عش الزوجية». دعوة مفرحة في البداية تخبرنا الفتاة «مريم خالد» -22 عاماً- أنها دعيت كثيراً لهذه الحفلات، وأنها من أكثر الدعوات المفرحة التي تحبذ الذهاب والحضور إليها أكثر من المناسبات الأخرى؛ والسبب أن جميع المدعوات يكن فتيات بنفس الأعمار تقريباً، ويعشن جو المرح الواحد دون تقيد أو تعقيد، مشيرةً إلى أن أفضل ما في هذه الحفلة هو زف صديقتهن العروس وسط أجواء احتفالية رائعة. فرصة إهداء وتحدثت «سحر الغامدي» - من المؤيدات لهذه الحفلة - قائلةً: إنها فرصة لجميع صديقات العروس ومعارفها بإهدائها ما يردن، فبدلاً من أن تذهب كل واحدة لمنزل العروس بعد زواجها، خاصةً إن لم تكن تسكن بمنزل مستقل تستطيع عبره إستقبال ضيوفها بأي وقت، فمن خلال هذه الحفلة التي تسبق زواج العروس بأسبوع أو عشرة أيام يستطيع الجميع إهداءها ومشاركتها فرحتها أكثر من يوم زواجها، مبينةً أنه في يوم الزفاف تكون العروسة مشغولة جداً بنفسها، ولن تتمكن من مشاركة المدعوات من صديقاتها كما لو خصصت حفلة كهذه تعيش بنفسها أجواءها. آخر تجمع ورأت الفتاة «هدى الدوسري» -في المرحلة الثانوية- أهمية هذه الحفلة، على إعتبار أنها آخر تجمع للعزوبية مع العروس، وعلى اعتبار أن الحفلة «فأل» جيد للباقيات اللاتي لم يتزوجن، خاصةً وأنها تبقى ذكرى جميلة، مضيفةً: «عندما يأتي نصيبي إن شاء الله لابد أني سأعمل حفلة توديع عزوبية، حتى لو كلفني الأمر أن أتسلف مبلغا ماليا لتنظيمها فهي فرحة العمر». ترتيب جيد ورحبت الفتاة «أمينة سعد» بهذا النوع من الحفلات، فهو الحل الأجمل الذي يجعل العروس تعيش جو الفرح قبل الدخول للمرحلة الزوجية، وعن تجربتها بالمشاركة أوضحت أنه قبل أسبوع تكفلت بعمل حفلة بإحدى الإستراحات لصديقتها العروس «ساره» والتي ستتزوج خلال الإجازة المقبلة، دعوت من خلالها جميع الصديقات، ورتبتها ترتيباً جيداً من «الدي جي» والبوفيه والضيافة، ذاكرةً أن هذه الحفلة كلفتها ما يقارب (7000) ريال. مبلغ مالي هناك من تعارض فكرت هذه الحفلة، ومنهن «خلود السويلم»، حيث تحبذ أن يُجمع مبلغ مالي من كل صديقة، ليعطي إلى العروس، علّه يساعدها في بداية حياتها، بدلاً من خسائر الحفلة والهدايا العشوائية، مضيفةً أن معظم العرائس يحتجن مبلغا ماديا بدلاً من الهدايا، والتي من الممكن أن يكون بعضها مكررا، ومن الممكن أن تكون العروس سبق أن اشترتها، لكن المبلغ المادي يمكن أن تصرفه بما ترى حاجتها له. وداع قبل السفر وأقامت «نورة السهلي» حفلة توديع العزوبية مؤخراً؛ لأنها قررت السفر إلى خارج المملكة لسنوات بعد زواجها مباشرةً، فمن وجهة نظرها أنها عبرت عن توديعها للعزوبية وتوديعها لصديقاتها اللاتي ستفقدهن لفترة ولن تراهن بشكل مستمر كالسابق، مؤكدةً على أنها سعدت كثيراً بالحفلة التي ساعدتها بتنظيمها والدتها، لتعيش لحظات فرح وسعادة مع من تحبهم. زي موحد ومن الغرائب والطرائف التي تلزم أجواء هذه الحفلة تخبرنا الفتاة «أميرة القحطاني» قائلةً: «يجب أن تأخذ الحفلة طابعا معينا يخص توديع العزوبية والعروسين، منها ما تكون عليه شكل (الكيكة) ويرسم عليها مثلاً مجسم عروس، ومنها ما يكون من المدعوات بلبس خاص يتفقن عليه، مثل فساتين العرائس بشكل مبسط، والبعض منهم يتفق في لبس خاتم الزواج بشكل ملفت، كأن يكون أحمر اللون، وطبعاً غالباً ما يكون الخاتم يتمتع بظرافة الشكل، فهو فقط للتعبير عن المناسبة». وتشاطرها الرأي الفتاة «ندى عدنان» والتي حضرت مؤخراً حفلة كان من شروط حضورها لبس جميع المدعوات تاج على الرأس وبه طرحه صغيرة، تقيد جميع الحاضرات بلبسها كنوع من تميز هذه الحفلة عن غيرها، ومشاركة العروس فرحتها.