أكد سكان "محافظة رفحاء" على أن "خط التابلاين" -التابع لشركة أرامكو- أحدث نقلة حضارية واقتصادية كبيرة في المدن التي أسسها، والتي تستقطب الآن مئات الآلاف من السكان مثل "النعيرية"، ومدينة "القيصومة" (20 كم) شرق محافظة "حفر الباطن"، وكذلك محافظة "رفحاء" ومدينة "عرعر" ومحافظة "طريف"، إلى جانب بعض التجمعات السكانية الأخرى، والذي وفر فرص عمل لهم ولغيرهم، اكتسبوا من خلالها ثقافة ولغة ومهارات لم تكن تتسنى لهم لولا عملهم في "التابلاين"، إلا أن هذا الخط في الوقت الحالي ظل "جاثماً" بمحاذاة تلك المدن، بل وتسبب بإعاقة وعزل الكثير من خدمات البنية التحتية للكثير من الأحياء!. ففي محافظة "رفحاء" والذي كان هذا الأنبوب سبباً في نشأتها، أصبح الآن عائقاً لتنفيذ خدمات البنية التحتية للأحياء الجنوبية منها، حيث لم يتوقع المواطنون وبعد مرور ما يزيد على نصف قرن على تأسيسه، أن تزال تلك المحطات والمخازن والمضخات العملاقة، لتصبح محاذية للمباني السكنية، ويترك فقط "أنبوب الزيت"، الذي يفصل بعض أحياء المحافظة عن بعضها، الأمر الذي أعاق وصول بعض الخدمات الضرورية لتلك الأحياء. وفي السياق ذاته رفع المجلس البلدي في رفحاء خطابا لصاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية يطلب فيه نقل خط الأنابيب ومحجوزات "التابلاين"، والتي تحول دون تمدد المحافظة من عدة جهات، وتعيق الكثير من الخدمات الأساسية، وقال "وطبان التمياط" -رئيس المجلس البلدي برفحاء-: إن هناك مشاكل تخطيطية كبرى في المحافظة تعوق تمددها العمراني من جميع الجهات، ناتجة عن وجود عوائق تتمثل في بعض المساحات الكبيرة لبعض الإدارات الحكومية، والتي "تخنق" المحافظة وتحد من تمددها من الشمال والشرق، وكذلك الغرب والجنوب، ومنها أنبوب ومحجوزات التابلاين غير المستخدمة، والواقعة ضمن المخططات الهيكلية، والمارة بوسط المدينة والمرتفع عن سطح الأرض، بحيث لا يسمح لمرور خدمات البنية التحتية للأحياء الجنوبية، مضيفاً أنه نظراً لهذه المشاكل التخطيطية، قامت البلدية بعمل عدة مخططات بعد حرم أنبوب التابلاين من جهة الجنوب منه، ويمتد باتجاه الشرق، إلا أن الخط مرتفع، ولا يسمح لمرور خدمات البنية التحتية للأحياء الجنوبية، ويفصل بين المحافظة وهذه المخططات. الخط بوضعه الحالي يشكل عائقاً لوصول الخدمات لبعض أحياء رفحاء إلى ذلك قال عدد من المختصين أن مشروع خط أنابيب الزيت الخام عبر البلاد العربية -التابلاين- الناقل للنفط من ساحل الخليج العربي إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، والذي بدأ إنشاؤه في يناير 1948م وبطول (1664كم)، وتم توريد (350000) طن من الأنابيب له، وعمل فيه (16) ألف عامل، واستخدمت فيه أكثر من (3000) قطعة من الآليات ومعدات البناء، يعد تحدياً في عالم صناعة النفط، ومعجزة هندسية كبيرة، حيث يصنف الأكبر من نوعه، بالإضافة إلى أنه بفضله تم تأسيس عدة مدن جديدة. يذكر أن تكلفة مشروع "التابلاين" عند انشائه بلغت (150) مليون دولار، واستغرق وقت تعبئته ما يقرب الشهرين، وفي نوفمبر 1950م تدفَّق الزيت في ميناء "صيدا اللبناني"، مختصرةً الرحلة البحرية البالغة 7200 ميل، من "رأس تنورة" على الخليج العربي إلى البحر الأبيض المتوسط ، وكانت طاقة الخط عند بداية العمل (320) ألف برميل يومياً، وتم رفع طاقته في الستينيات ليصل (550) ألف برميل يومياً، وكان له أثره الكبير على المنطقة ككل؛ لأنه كان تحدياً غير مسبوق في تاريخ صناعة النفط، وتم إيقاف الضخ إلى "صيدا" بلبنان مع الاحتلال الإسرائيلي ل"هضبة الجولان الذي يمر بها الخط وذلك في عام 1967م، واستمر الضخ إلى "مصفاة الزرقاء" الأردنية حتى توقف نهائياً عام 1990م، وسُحب النفط المتبقي في الأنابيب عام 2000م، وتعادل كميته نحو مليوني برميل، ثم بدأت شركة أرامكو بتفكيك محطات الضخ الخمس في المملكة، قبل خمس سنوات تقريباً، في حين لا يزال خط "التابلاين" موجوداً حتى اليوم.