بعد ان بكت وبحرقة محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية مطلع عام ( 2008م) على توديع أساس نشأتها وبداية نهضتها قبل أكثر من 55 عاماً (محطة التابلاين) التابعة لشركة أرامكو؛ والتي أنشئت لتقوية خط الأنابيب الذي يربط مناطق البترول في شرق المملكة بميناء صيدا بلبنان، حيث تمت أعمال الإزالة لمنشآت المحطة المحاذية للمباني السكنية غرب المحافظة تماماً ولم يبق إلا بعض الأطلال كالبوابة واللوحة التذكارية عند المدخل، بالإضافة لأنبوب نقل البترول المار بالمحافظة والجاثم على الأرض؛ وكذا بعض محجوزات التابلاين غير المستخدمة والواقعة ضمن المخططات الهيكلية للمدينة، والمار بوسط مدينة رفحاء وبطول 30كم، بحيث لا يسمح لمرور خدمات البنية التحتية للأحياء الجنوبية. ورفع المجلس البلدي مؤخراً طلباً لوزارة الشؤون البلدية والقروية بنقل خط الأنابيب ومحجوزات التابلاين والتي تحول دون تمدد المحافظة من عدة جهات؛ فيما أكد رئيس بلدية رفحاء المهندس محمد بن عبد الهادي العمري أن البلدية تسعى إلى أن تتملك أراضي التابلاين للاستفادة منها في إقامة مشاريع تجارية وسكنية، ومجسمات جمالية تحكي محطة التابلاين وأيضا إقامة مسطحات خضراء ومتنزهات وملاعب لأهالي المحافظة. من جانب آخر تمنى أهالي المحافظة ان يتم بناء متحف بشكل محطة التابلاين وبنفس الموقع للمحافظة يحكي تاريخ المنطقة ومقتنياتها الأثرية يرتاده زوارالمنطقة؛ خصوصاً وان المنطقة تعتبر من المناطق الغنية بالآثار القديمة كآثار درب زبيدة وغيرها. من جهة أخرى روى الكثير من كبار السن الذين عايشوا بداية إنشاء محطة التابلاين في عام 1951 م، وقالوا: إن خط التابلاين يعتبر أكبر وأهم مفاتيح التنمية لمحافظة رفحاء ومدن الحدود الشمالية بشكل عام وأهاليها الذين شهدوا انتقالاً تنموياً كبيراً من وراء هذا الخط الذي اكتسب سمعة عالمية وتاريخية ونقل معه المحافظة إلى محطات مهمة لا يزال الأهالي يتذكرونها، وهم يعيشون تطورات كبيرة في شتى مجالات الحياة ارتبطت بهذا الخط.. وأضافوا: إننا حزينون لوداعها وأن ننظر الى مكان نشأة المحافظة ولم نجد لهذا التاريخ أثرا بعد أن أصبحت أرض التابلاين مجرد رمال وبقايا ذكريات جميلة لمن يعرف الخط وفضله في بناء (رفحاء)، مشيرين إلى أنه جزء وعراقة لا تمحى من ذاكرتنا. يذكر أن بداية مشروع التابلاين في محافظة رفحاء في بدايات عام 1948، بأمر من الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله وذلك لنقل الثروة النفطية إلى أوروبا وأمريكا، وقد تم تحديد مدينة بقيق شرق السعودية كبداية للمشروع الضخم ونهايته بمدينة صيدا اللبنانية. وبدأ تدفق النفط عن طريق التابلاين عام 1950م، وبسببه تم إنشاء أول مستشفى مجهز بكافة الأجهزة الحديثة ليخدم أهالي المحافظة، وإنشاء مطار المحافظة، وانتشرت المساكن وبدأت تظهر للعالم مدينة جديدة، وكانت الحياة آنذاك متقدمة بشكل كبير لوجود متطلبات الحياة في المعسكر الذي أنشأته شركة أرامكو لموظفيها، حيث كانت الكهرباء متوفرة وكانت البرقية تنقل الرسائل من رفحاء إلى مدن المملكة، وكانت المحطة تحتوي على الكثير من وسائل الترفيه والتسلية من مسرح وملاعب رياضية لكرة القدم والسلة والجولف والصالات المغلقة للبلياردو والمسبح وغيرها، واستمر أهالي المحافظة يستفيدون مما هو متوفر في المحطة حتى تم وقف العمل فيها، فأصبحت المحطة بعد الإغلاق آثاراً تُذكر المواطنين بنشأة تلك المحافظة الحالمة على ضفاف طريق الشمال الدولي. أحد مخازن محطة التابلاين التي تم إزالتها مطلع 2008م أنبوب خط التابلاين يحد من تقديم الخدمات للأحياء الجنوبية بطول 35 كلم