انتقد رئيس وزراء تركيا السيد رجب طيب اردوغان الأوضاع المأساوية التي تعيشها الأقاليم الإسلامية مؤكدا ان المسلمين لا يستحقون هذا الوضع مشيرا إلى أن الوضع الراهن في افغانستان والعراق وباكستان وبنغلاديش اضافة الى ذلك مسألة ليبيا والبحرين واليمن وما يشاهد فيها من محن لافتا دولته النظر إلى أنه يجب علينا ان لا نتهم احدا وان لانحمل احدا مسؤولية ذلك ويجب علينا ان نوجه السؤال لأنفسنا قبل ان نوجهه لغيرنا. وأكد دولته أنه قد يكون البعض يسعى الى الفتنة والبعض يحاول أن يزرع النفاق في نفوسنا مما يحملنا إلى الوقوع في فخ الجهات الفاسدة مستعرضا دولته الجهود التي بذلتها جمهورية تركيا لحل مشكلة ليبيا داخلياً وليس عبر تدخل خارجي مشيرا إلى أن تركيا ارادت أن يحدث التحول في ليبيا بشكل سلمي مثلما حدث في مصر وتونس معربا عن أمله في انهاء العملية في ليبيا في أسرع وقت ممكن وانهاء اراقة الدماء بشكل سريع وأن يكون تقرير المصير بيد الشعب الليبي. وقال دولة رئيس وزراء تركيا أمس الأول الحديث عن امكانية تدخل حلف شمال الاطلسي في ليبيا واذا كان يريد التدخل فان لنا شروطا هي أن حلف الشمال الاطلسي اذا كان يقتضي الامر أن يدخل ليبيا فانه يجب ان يعي ان دخوله لتأكيد وترسيخ ان ليبيا لليبيين وليس من اجل الاستيلاء على الموارد الطبيعية وتوزيعها. مؤكدا أن الشعب الليبي يمتلك جميع الاساليب والامكانيات لبناء بلد قوي ومستقر يتمتع بالرفاهية والرقي والتطور مشددا على ضرورة أن يستغل الشعب الليبي هذا الفرصة حتى لا تتحول هذه العملية الى عملية استيلاء واحتلال وعلى الشعب ان يقرر مصيره بنفسه. وأبان رئيس وزراء تركيا أن للتغير وجهين ايجابي وسلبي والتحول يجب أن يستند إلى العلم وأن يتم بعناية ودراية كاملة من أهل الاختصاص وقال دولته : يجب على الشباب المسلم أن لا يكون تفكيره قاصرا وان لا يكونوا مقلدين مشيرا إلى أن الوقوف بالخلف لا يليق بنا ويجب ان نستهدف الأعلى فالأعلى دائما وان نسعى دائما للرقي مضيفا أن الشباب اصبح يتساءل اكثر ويريد التغيير بشكل اكبر وما على القادة الا ان يستجيبوا لهم. أردوغان يلقي كلمته وأكد دولته أن قيام جامعاتنا بتعزيز التعاون الدولي يكتسي اهمية خاصة لافتا النظر إلى أن هناك عددا كبيرا من الطلاب الاتراك في جامعة ام القرى وهؤلاء الطلاب يمثلون جسرا جميلا بين المملكة وتركيا في مجال العلم والفنون موضحا أن جمهورية تركيا ترغب كذلك في استضافة عدد اكبر من الطلاب السعوديين في الجامعات التركية وأكد دولته أن تركيا والمملكة ليس بعيدين عن بعضهما البعض فهما جارتان وإخوان مهما كانت المسافات بينهما مشيرا إلى أن تركيا والمملكة كبلدين شقيقين يجب عليهما ان ترتقيا بالعلاقات الى أحسن المستويات في مجال الاستثمارات والمجال التجاري وأهم من ذلك في المجال العلمي والفني. وأعرب دولته عن تهنئته الخالصة للملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله بسلامته وعافيته لافتا النظر إلى أنه دائماً وأبدا ما يصف خادم الحرمين الشريفين بالاخ الأكبر. جاء ذلك خلال احتفال جامعة أم القرى بتسليم دولة رئيس وزراء جمهورية تركيا السيد رجب طيب أردوغان شهادة الدكتوراه الفخرية تقديرا لجهوده وأعماله المتميزة في خدمة القضايا الإسلامية حيث أقيم حفل خطابي بالمناسبة. وعبر مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس خلال كلمته بالمناسبة عبر فيها عن اعتزاز وافتخار جامعة أم القرى بمنح الرئيس أردوغان شهادة الدكتوراه الفخرية بعد أن تسلَّم دولته من قبل جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام من يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في لحظة لقاء تاريخية بين علمين من أعلام هذا العصر فقد كان كل منهما مجددا وملهما و كان كل منهما باني أمة وصائغ شعب وصانع تاريخ حمل كلٌّ منهما روح السلام وقدّم للعالم رسالة الحب والوئام. واستعرض معاليه الجهود التي قام بها دولة رئيس وزراء تركيا داخل دولته وخارجها في بسط الوئام في ربوع تركيا وربطه بين سائر أطيافها برباط المحبة والاحترام وحفظ الحقوق. بعد ذلك تشرف الدكتور عساس بتسليم شهادة الدكتوراه الفخرية لدولة الرئيس أردوغان.