تصوير: هشام شرف الدين أقامت جامعة أم القرى يوم أمس حفلا لتسليم دولة رئيس وزراء جمهورية تركيا السيد رجب طيب أوردغان شهادة الدكتوراه الفخرية تقديرا لجهوده وأعماله المتميزة في خدمة القضايا الإسلامية وكان في استقبال دولة رئيس وزراء تركيا السيد رجب أوردغان لدى وصوله إلى مقر المدينة الجامعية بالعابدية معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس .ثم صافح دولته وكلاء الجامعة. بعد ذلك بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم. ثم ألقى عميد كلية الدعوة وأصول الدين الدكتور محمد بن سعيد السرحاني كلمة رحب فيها بدولة رئيس وزراء تركيا في رحاب جامعة أم القرى مؤكدا أن كلية الدعوة تفخر بمنحه هذه الشهادة تكريماً لعطائه المتميز ومواقفه المشرفة في خدمة الإسلام والمسلمين مشيدا بجهوده القيادية التي حقق لجمهورية تركيا قادر كبيرا من النمو الاقتصادي والاستقرار الأمني والسياسي والترابط الاجتماعي إلى جانب حرصه على توثيق العلاقات الثقافية مع الدول الإسلامية وغيرها من دول العالم. وأبرز مواقفه الخالدة الوطنية والإسلامية والعالمية في خدمة الإسلام ونصرة قضايا المسلمين مما أكسبه حباً وتكريماً في الداخل والخارج ونيله للعديد من الجوائز التقديرية على رأسها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام (لعام 2010 م 1430 ه) مؤكدا أن الكلية تشرفت بمنح دول رئيس وزراء تركيا هذه الشهادة لتعزز الأهداف التي تسعى الكلية والجامعة لتحقيقها ومن أبرزها تكريم كل من له جهد وإسهام في خدمة الإسلام والمسلمين وتأكيدا للسير على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في تأصيل المنهج الوسطي في الدعوة إلى الله وإرساء أصول الحوار البناء عقب ذلك شاهد الجميع عرضا مرئيا عن مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة تضمن إنجازاته ومهامه في تطوير منظومة الخدمات المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام ليكون البحث العلمي والإحصائيات الموثقة هي الأساس للتخطيط المستقبلي السليم للمشاعر المقدسة والحرمين الشريفين. إثر ذلك ألقى معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة عبر فيها عن اعتزاز وافتخار جامعة أم القرى بمنح دولة رئيس وزراء تركيا السيد رجب طيب أردوغان شهادة الدكتوراه الفخرية بعد أن تسلَّم دولته من قبل جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام من يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في لحظة لقاء تاريخية بين علمين من أعلام هذا العصر فقد كان كل منهما مجددا وملهما و كان كل منهما باني أمة وصائغ شعب وصانع تاريخ حمل كلٌّ منهما روح السلام وقدّم للعالم رسالة الحب والوئام.واستعرض معاليه الجهود التي قام بها دولة رئيس وزراء تركيا داخل دولته وخارجها في بسطَ الوئام في ربوع تركيا وربطه بين سائر أطيافها برباط المحبة والاحترام وحفظ الحقوق مبرزا في ذات الوقت جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رعاه الله في قيادة الدعوة للحوار السلمي داخلياً عبر مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وخارجياً عبر المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار ومؤتمر حوار الأديان الذي عقد في مدريد، ومنتدى حوار الحضارات بين العالم الإسلامي واليابان مستشهدا في ذلك كله عباراته الرصينة يحفظه الله حين قال : (وتبلور في ذهني أن أطلب من ممثلي أتباع الأديان السماوية الاجتماع كإخوة يشتركون في إيمانهم وإخلاصهم لكل الأديان ، وتوجههم إلى رب واحد للنظر في إنقاذ البشرية مما هي فيه. وعرضت الأمر على علمائنا في المملكة العربية السعودية؛ ورحبوا به ولله الحمد).وقال معاليه : لقد نقل السيد أردوغان بلدية اسطنبول من بلدية مدِينة بملياري دولار إلى مؤسسة تنمو استثماراتُها بمعدل 7بالمائة سنويا وحوَّلَ تركيا من دولة تُنهكها الصراعات المفتعلة إلى دولة تتصدر المشهد الدولي سياسياً واقتصادياً وكذلك كان خادم الحرمين الشريفين حيث ارتقى ببلادِهِ لتكون عضواً في قمةِ العشرين، وأطلقَ حزمةً ضخمةً من الإصلاحاتِ التي تناولت الجوانب السياسية والاقتصاديةَ والاجتماعيةَ ومازالت المملكةُ حتى الساعة تعيشُ فرحةَ القرارات الملكية الأخيرة التي رسمتْ وجهاً جديداً للبلادِ. وأضاف قائلا : وهل يمكن أن ينسى العالم الإسلاميُّ كله موقف السيد أردوغان من حصار غزة هل يمكن أن يخفُتَ صدى كلمتِهِ الضخمة: (إنّ مصير القدس مرتبط بمصير اسطنبول.. وإنّ مصير غزة مرتبط بمصير أنقرة)؟ وكذلك هل ينسى العالمُ الإسلاميُّ دور خادم الحرمين الشريفين في رأب الصدع الفلسطينيّ وهل يغفُلُ عن مواقفِهِ الداعمةِ باستمرار لحل القضية لم يكن غريباً إذنْ أن يكرِّمَ أحدهما الآخر، وأن يدرك أحدُهما مقام أخيه. بعد ذلك تشرف معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس بتسليم شهادة الدكتوراه الفخرية لدولة رئيس وزراء تركيا السيد بجب طيب أردوغان. ثم ألقى دولة رئيس وزراء تركيا السيد رجب طيب اردوغان كلمة بهذه المناسبة عبر فيها عن اعتزازه باستلام شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة أم القرى التي تقع في بلد الله الحرام واصفا شعوره في هذه اللحظة بأنه شعور عالي لا يوصف معبرا عن شكره وتقديره لمعالي مدير الجامعة وأساتذتها على منحهم له هذه الشهادة مؤكدا أنها سوف يحمل هذه الشهادة بكل فخر واعتزاز طالما يستنشق الهواء. وقال دولته : إن لحضارتنا المشتركة ماضيا نيرا للغاية الي جانب النجاحات المعززة في الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية كما أن حضارتنا قد ساهمت وبقدر كبير في العلم والمعرفة وقد قامت مكةوالمدينة وبغداد والقاهرة وبلاد الشام واسطنبول بمساهمة مثالية في التراكم العلمي الذي نلاحظه اليوم وقد تكونت مكتبات مثالية في الإسكندرية وفي قرطبة وبغداد وإسطنبول مضيفا أنه يجب عليا أن اقول هنا بكل صراحة لا يمكننا الاكتفاء بضخامة الماضي ولا يمكن ان تمر ايامنا اليوم بالاعتزاز وذكر تاريخنا المجيد وذكر اجدادنا واعتزازنا بها فقط. وتطرق دولته إلى الأوضاع المأساوية التي تعيشها الأقاليم الإسلامية حاليا بعد أن عاشت ماضيا شامخا حيث تعاني حاليا من الفقر والمجاعة والإرهاب مؤكدا أننا لا نستحق هذا المشهد وهذا الوصف مشيرا إلى الوضع الراهن في افغانستان والعراق وباكستان وبنغلاديش اضافة الي ذلك مسالة ليبيا والبحرين واليمن وما يشهد فيها من محن لافتا دولته النظر إلى أنه يجب علينا ان لانتهم احد وان لانحمل احد مسؤوليه ذلك ويجب علينا ان نوجه السؤال لماذا يحث ذلك قبل نوجهه الى غيرنا كما يجب علينا ان نبحث عن الجواب في انفسنا وفي داخلنا وليس في اماكن اخرى . وأكد دولته أنه قد يكون البعض يسعى إلي الفتنة والبعض يحاول أن يزرع نفوس النفاق في نفوسنا مما يحملنا إلى الوقوع في فخ الجهات الفاسدة مستعرضا دولته الجهود التي بذلتها جمهورية تركيا لحل مشكلة ليبيا من الداخل وليس من الخارج بناء على خبراتها التي اكتسبناها مشيرا إلى أن تركيا ارادت أن تتحول ليبيا بشكل سليم مثل ما حدث في مصر وتونس معربا عن أمله في انهاء العملية في ليبيا في أاسرع وقت ممكن وانهاء اراقة الدماء وسقوط الارواح بشكل سريع وأان يكون تقرير المصير بيد الشعب الليبي وقال دولة رئيس وزراء تركيا اليوم الحديث عن امكانية تدخل حلف شمال الاطلسي واذا كان يريد التدخل فان لنا شروط فنقول : إن حلف الشمال الاطلسي اذا كان يقتضي الامر أن يدخل ليبيا فانه يجب ان يعي ان دخوله لتأكيد وترسيخ ان ليبيا لليبيين وليس من اجل الاستيلاء على الموارد الطبيعة وتوزيعها فيما بين البعض مؤكدا أن الشعب يمتلك جميع الاساليب والامكانيات لبناء بلد يتحلى قوي ومستقر يتحلى بالرفاهية والرقي والتطور مشددا على ضرورة أن يستغل الشعب الليبي هذا الفرصة حتى لا تتحول هذه العملية الي عملية استيلاء واحتلال وعليهم ان يقرر مصيره بنفسه. وأبان دولة رئيس وزراء تركيا أن للتغير وجهان قد يكون التغير بشكل ايجابي وقد يكون بشكل سلبي فان التغير والتحول يجب أن يستند إلى العلم لافتا النظر إلى أن على الجامعات مسؤوليات كبيره في هذا الصدد داعيا إلى الاستفادة من الماضي مع السعي ايجاد اجوبة لا سئلتنا الحالية مبينا أنه مما لا شك فيه أن من سيقوم بهذا الدور هم الذين سيتخرجون من هذه الجامعات. وقال دولته : يجب على الشباب المسلم أن لا يكون تفكيره قاصرا وأن تكون افكارهم ومخيالاتهم ويجب ان لا يكونوا مقلدين بل مقلدون مشيرا إلى أن الوقوف بالوراء لا يليق بنا ويجب ان نهدف الاعلى فالأعلى دائما وان نسعى دائما للرقي مضيفا أن الشباب اصبح يتسأل اكثر ويريد التغير بشكل اكبر وما على القادة الا ان يروا هذا الطلب بالتغير وان يستجيبوا لهم واذا ما احرزنا نجاحا وأكد دولته أن قيام جامعاتنا بتعزيز التعاون الدولي يكتسي أهمية خاصة لافتا النظر إلى أن هناك عدد كبير من الطلاب الاتراك في جامعة ام القرى وهؤلاء الطلاب يمثلون جسر فؤاد جميل بين المملكة العربية وتركيا في مجال العلم والفنون موضحا أن جمهورية تركيا ترغب كذلك في استضافة عدد أكبر من الطلاب السعوديين في الجامعات التركية وأكد دولته أن تركيا والمملكة العربية السعودية ليس بعيدين عن بعضهم البعض فهما جارتان وإخوان مهما كانت المسافات بينهما مشيرا إلى أن تركيا والمملكة العربية السعودية كبلدين شقيقين يجب عليهما ان ترتقيا بالعلاقات الى أحسن المستويات في مجال الاستثمارات والمجال التجاري وأهم من ذلك في المجال العلمي والفني وأعرب دولته عن تهنئته الخالصة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بسلامته وعافيته لافتا النظر إلى أنه دائما وأبدا ما يصف خادم الحرمين الشريفين بأن الاخ الأكبر. ثم غادر دولته مقر الحفل مودعا بمثل ما استقبله به من حفاوة وتكريم. حضر الحفل معالي أمين العاصمة المقدسة وعدد من مدراء الجامعات السعودية ومدراء الدوائر الحكومية.