يضم «حراج الخبر» داخل أسواره شبكة من العمالة الأجنبية، والتي تكون بالمرصاد لمن يتجول في السوق، بل وتدخله في سلسلة من المتاهات وعمليات النصب والاحتيال، إلى جانب استغلال النية الحسنة من قبل المواطنين البسطاء ومحدودي الدخل، الذين يتوجهون لشراء حاجياتهم من هناك، أو لاقتناء الأجهزة الكهربائية البسيطة كالخلاطات والثلاجات وقطع الأثاث. يقول المواطن «سعود العتيبي» -صاحب محل في السوق-: إن (90%) ممن يعملون في داخل الحراج تابعون لإحدى الجنسيات الآسيوية، مكونين شبكة علاقات كبيرة في داخل السوق، سواء من بائعين أو مشترين أو سائقي سيارات نقل كبيرة، مضيفاً أن أولئك العمالة يقومون بعمليات البيع والشراء متجاهلين الأمور الأمنية، كتسجيل البيانات الشخصية الخاصة بهوية القادمين لبيع الأدوات المنزلية، ومتجاهلين المصدر الذي قدمت منه هذه البضاعة، وهم بذلك يساعدون على زيادة السرقات والمساعدة في انتشارها في أوساط المجتمع، مشيراً إلى أن العمالة تقف على الأبواب الخارجية للحراج لتلقي العملاء، مشكلين صورة قبيحة للشكل العام للسوق، ودون رادع أو رقابة. ويتحدث «محمد آل خيرات» -أحد القادمين لسوق الحراج لشراء بعض قطع الأثاث- قائلاً: إن السوق بشكل عام يفتقد للتنظيم والترتيب والنظافة العامة، حيث أن القطع المتناثرة هنا وهناك تشكل منظراً سيئاً يعكس ضعف الاهتمام بالموقع، خصوصاً وأنه ليس بالقديم، مضيفاً: «انتشار العمالة بشكل كبير يدعو للتساؤل عن كيفية تواجدها بهذه الطريقة، بالإضافة إلى الاختلافات الكبيرة جداًّ في أسعار السلع الموجودة»، مبيناً أنها لا تخضع للرقابة أبداً. وحول النواحي الانشائية قال «صاحب القحطاني» -مالك محل-: إن المحلات والمعارض الموجودة بداخل سوق الحراج تفتقد لشبكة الحريق، والتي هي موجودة في جميع المشروعات في الوقت الراهن، إلى جانب افتقاد السوق لحراس الأمن وخصوصاً بالفترة المسائية، والذين يتركون مواقهم بالحراج في منتصف الليل ولا يعودون إلا قبيل صلاة الفجر، مما يعرضهم للكثير من السرقات والتي عانوا منها كثيراً. وأوضح المواطن «علي محمد راشد» أنه تمت سرقته في التاسع من شهر رمضان الماضي، وتم التعدي على ممتلاكته الخاصة كملابس وقطع أثاث وغيرها، ولم تتم إعادة حقوقه إلى هذه اللحظة، رغم أن القضية وصلت إلى إدارة المجمع وانتقلت إلى المحكمة ولم يعلم شيئاً عن مصير أمواله المهدرة. من جهته قال «سعيد الغامدي» -مدير إدارة حراج الخبر-: إنه تم النظر في المخالفات التي تتم من قبل أصحاب المحلات في وضع الأثاث في الساحة العامة للحراج، وسيتم إزالتها في الأيام القليلة المقبلة، بالإضافة إلى تعديل السلبيات الموجودة بالسوق، وعمل الترتيبات اللازمة لأمور مهمة كالنظافة والأمن وكل ما يخص مرافق الحراج بشكل عام. وأوضح العميد «بندر المخلف» -الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية- أن هنالك مندوباً مكلفاً من شرطة الخبر يقوم وبشكل دوري بزيارة إلى حراج الخبر، وذلك للإشراف على البضائع الموجودة بالحراج، والتأكد من خلوها من أي شبهات أمنية كالسرقة، مضيفاً: «يتم تسجيل بيانات أصحاب البضائع ورصدها للرجوع إليها في أي وقت إن لزم الأمر، إلى جانب أن هنالك دوريات مكلفة بالموقع من مهامها الحفاظ على أمن وسلامة الموقع على مدار الأربع والعشرين ساعة، وأن مركز العمليات على تعاون تام مع جميع الشكاوي القادمة إليه، سواء كانت من مواطنين أم مقيمين، فأمنهم وسلامتهم من واجباتنا». وفي السياق ذاته أكد المقدم «منصور الدوسري» -المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني- على أن هناك جهوداً كثيفة تبذل من لدن الدفاع المدني، لكي يتم التعامل بشكل إيجابي مع النواحي التي تحتاج إلى الصيانة، حيث تتم بشكل دوري، وذلك على جميع المرافق، للتأكد من جاهزيتها لأي حالات طارئة لا قدر الله، سواء أكان ذلك في سوق حراج الخبر أم غيره، مشدداً على ضرورة رفع معدل الوعي الوقائي لدى أصحاب هذه المحلات، سواء أكان ذلك من ناحية التبليغ عن التلفيات أو عمل الأشياء الوقائية، للحد من حدوث الكوارث لا قدر الله.