إذا كُنت تحمل اسماً من الأسماء غير الواضحة الدلالة –كما هو الحال مع اسم بداح مثلاً- فمن الطبيعي أن يُقابلك السؤال عن معنى اسمك منذ التحاقك بالدراسة وحتى خروجك من الحياة أو تغييرك له باسمٍ آخر، وقد لاحظ أحد الباحثين في دلالات الأسماء بأنه كلما شدَّ الانتباه أحد الأسماء و"ألح على العقل والذاكرة لتفسيره، وسألنا صاحبه عن المعنى والدلالة تكون الإجابة واحدة غالباً وهي: هذا اسم جدّي أو عمّي"، ورأى في هذا الأمر دلالة على عمق العلاقات القرابية، والتمسك بالتراث وخاصة في عادات التسمية. والإجابة السابقة رغم أنها لا تُجيب عن السؤال حول دلالة الاسم إلا أنها تُعطي مؤشراً قوياً على أن معظم أسمائنا سواء اتضحت دلالاتها أم لم تتضح تتأثر بمعتقدات أبائنا وأجدادنا وكذلك بالبيئة التي يعيشون فيها، فإضافة إلى التسمية بأسماء مُستمدة من البيئة كأسماء الطيور والحيوانات والنباتات وعناصر الطبيعة، فإن العادة جرت على أن تتم تسمية المولود الأول باسم جده أو عمه أو خاله كشكل من أشكال التكريم أو تخليد الذكر، وقد يواجه من يُخالف هذه العادة النقد أو الاستنكار ممّن حوله، والشاعر فهد العازمي أحد الذين واجهوا بعض الاستنكار حين خرج من إطار عادة التسمية على اسم الجد أو العم ونقل لنا صوت المُحيطين به في أبيات جميلة: قالوا انته ليه سميت "ريان" ونسيت اسم خالك واسم عمك وجدّك واسم أبوك يا ترى دوّرت في كل الاسماء ما لقيت أو سمّيته بهالاسم هذا ما اعجبوك؟ ثم يوضح الشاعر وجهة نظره في مسألة التسمية والمعتقدات التي ارتبطت بها حتى أصبحت لدى البعض بمثابة الفرض الذي لا يجوز التهاون به رغم أنها ليست كذلك: قلت أنا يالربع مومن وبالقسمه رضيت الله اللي قال هذاه الاسم وقال دوك اسمع العلم الحقيقي رضيت أو ما رضيت واسم جدّاني وابويه بعيد عن الشكوك والله إني ما آتهاون بهم مهما حييت نعنبو راسٍ بعز وفخر ما فيه صوك وبعد نفيه لتهمة التهاون والتقصير في حق المُقرّبين منه وصِلته بهم يذكر الأسباب التي تدعو الإنسان لاختيار اسم معين دون آخر: والأسامي سِلم واعجاب والا ذكر ميت مير ما تورث وراثه ولا فيها صكوك كم وكم وياما وياما سمعت وكم قريت من سمي الانبياء والصحابة والملوك ما يجي مثل المسمى سِميّه لو بغيت واختلاف الفرق معروف عن ذولا وذوك هكذا مثل الحقائق ومثل المانشيت لو تقول طريف نجران وبريده تبوك وعادة التسمية على الأجداد أو على أشخاص يكونون محل الإعجاب والتقدير كالفرسان والشعراء والقادة مجرد نموذج صغير على معتقدات كثيرة تتعلق بالتسمية وتستحق أكثر من وقفة. أخيراً يقول محمد بن فطيس: أعشق سميّك فالبزارين وأدعيه وأقبل خطاه إلى أخطا وآتلقّاه واسمك يروعني إذا مرّ طاريه وأحب ملقوفٍ يسولف وطرّاه وأمرّ بيتك من بعيدٍ ولا آجيه وأنا لو إنه في يدي ما آتعدّاه