تكريم يمتد في ذاكرة الأجيال.. متجاوزا بعده الزماني ومساحته المكانية إلى عمق جمعي في ذاكرة الأجيال جيلا بعد آخر.. وإلى مساحة تتسع باتساع عدد العابرين في هذا التكريم يوما بعد يوم.. وذلك عندما يطلق اسم شخصية على شارع من الشوارع، فهذا مما يعني حضوره في العين وتردده على الذاكرة.. إلا أن عمق هذا الحضور يظل مرتبطا بصورة ذهنية يصنعها ذلك الشارع في أذهان المارة فيه يوميا حسبما يشاهد العابرون فيه من مقومات. د. عائشة الحكمي: للمسميات خصوصية الاحتفاء وجماهيرية الرسالة حيث يؤكد عدد من المثقفات والمثقفين بأن إطلاق مسميات الشخوص على الشوارع لا بد وأن يكون وفقا لنوعية في الرؤية، ودقة في الاختيار، ووعي بالمنجز، حتى لا يفقد هذا التكريم في بعديه الإبداعي والجماهيري قيمته على مستوى القيمة التكريمية من جانب، وعلى مستوى الاحتفاء الجماهيري من جانب آخر.. إضافة إلى ما يشكله هذا التكريم من محرض لعامة الجماهير وخاصتهم إلى التعرف بشكل أعمق، ومعرفة أوسع بما قدموه من ريادة استحقوا عليها هذا التكريم.. إلى جانب ما يعززه هذا الاحتفاء من غرس صورة «القدوة» في نفوس النشء.. الناقد والكاتب الدكتور سحمي الهاجري استهل الحديث عن تسمية الشوارع بأسماء الرواد وأصحاب المنجزات والإسهامات قائلا: تسمية الشوارع بأسماء الساسة والعلماء والأدباء والمثقفين أمر متعارف عليه بشكل عالمي، ومما هو شائع – أيضا – في كل الثقافات، إذ هو ليس بدعا في مجتمع عن آخر.. فالتسمية في حد ذاتها ذات بعد إيجابي محمود، إلا أنها يجب أن تختار بعناية، لتتحقق القيمة المعنوية منها بالشكل الذي يجسد من خلاله الشارع الصورة الذهنية المنشودة من جيل إلى جيل. أما عن واقع شيوع إطلاق تسمية الشوارع المحلية بأسماء الرواد في المجالات الثقافية المختلفة.. فأشار د. الهاجري إلى أن تسمية الشوارع بأسماء لها مكانتها الثقافية والفكرية والإبداعية مما هو شائع لدينا، باعتبار أن هذه التسمية مما يأتي على جانب من التكريم الذي تحظى به القامات الثقافية في بلادنا، سواء كانت هذه الشخصية تاريخية أو أدبية ممن كان لهم في الريادة قصب سبق في تاريخنا العربي قديما أو ريادة معاصرة حديثا. وفيما يتعلق بإطلاق أسماء قامات لها من الريادة ما يجعلها أعلاما بارزة، على شوارع فرعية، وأسماء أقل تراتبية على شوارع أكبر، أضاف د. الهاجري، بأن هذا مما يلاحظ في العديد من أسماء الشوارع إذ نجد من تلك الأسماء لشوارع صغيرة أو فرعية داخل الأحياء السكنية لأعلام كان من الأولى إطلاقها على أسماء شوارع تناسب تلك الريادة ومسيرة تلك القامات، معيدا السبب في ذلك لا يتعلق هنا باختيار مسؤول مدرك لتلك الشخصية وملم بدورها وريادتها، وإنما يكون ناتجا عن تعامل موظفين في الأمانات أو البلديات الذين يطبقون هذه المسميات من خلال قوائم موجودة لديهم لمجرد تنفيذها كمسميات للشوارع، دون أن يكون لديهم معرفة بأصحاب تلك الأسماء.. الأمر الذي يعيده د. الهاجري في هذا الجانب إلى وجود خطأ وسبب «تقني» فيما يظهر لنا من تضاد وضع المسميات مقارنة بالشارع المكان بوصفه صورة ورابطا ذهنيا للعابرين فيه. د. سحمي الهاجري د. سحمي الهاجري: هناك سبب تقني في وضع بعض المسميات أما الدكتور عبدالله المعيقل فقد أشار إلى وجود خلل في وضع المسميات على العديد من الشوارع من خلال مشاهداته الخاصة، والتي يرى بأن هناك مسميات تطلق على شوارع ليس لها أي حضور أو أقرب ما تكون إلى الشخصيات غير الحقيقية، والتي وضعت من قبيل تسمية الشوارع خلال فترة إنشائها، الأمر الذي يرى د. المعيقل بأنها بحاجة إلى استثمارها في مسميات أخرى. وقال د. المعيقل: تحتاج تسمية الشوارع إلى اختيار أهم الشخصيات ذات المسيرة الرائدة في أي مجال وفي كافة التخصصات، ولكل من له ريادة بمساهمة فعلية مؤكدة وبارزة في مجالها، لأن في هذا تكريما لها واهتماما بما قدمته من إسهامات لتقديمها إلى ذاكرة الأجيال القادمة، ومن هنا فلا بد من وجود لجنة من تخصصات مختلفة تشكل بدورها لجنة تسمية الشوارع، بحيث يستطيع كل من أفرادها أن يقدم قائمة بأبرز الأسماء في مجاله المعرفي، الأمر الذي من شأنه تقديم البارزين إلى جيل اليوم الذي لن يجد في التعرف عليه صعوبة في التعرف على إسهامات أصحاب هذه المسميات من خلال ما توفره لهم التقنية من معلومات سريعة ميسرة المنال.. مختتما حديثه بالتأكيد على أهمية ما تحتاج إليه تسميات الشوارع من عناية ودقة واستقصاء وشمولية في اختيار أسماء الأعلام، لما في ذلك من معاني الوفاء والتكريم، وجعل أسمائهم على الشوارع بوابة للتعرف على مكانتهم كقيمة، وعلى نتاجهم كمنجز، وعلى إسهاماتهم المختلفة كدور بارز أيا كان مجاله. كما وصف نائب مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي القاص جمعان الكرت، بأن اتساع المدن والقرى, لا يقتصر فقط على الجانب المكاني بل يأخذ بعداً أوسع ليشمل الجوانب الحضارية والثقافية والتنموية والإنسانية.. مشيرا إلى أن التنامي الذي تشهده مدننا وقرانا ومناطقنا هو في الواقع شامل جميع الجوانب, لذا ينبغي الحفاظ على ذاكرتها من خلال ترسيخ أسماء الأعلام أيا كانوا مؤرخين, أكاديميين متميزين, أدباء, شعراء, قاصين, مسرحيين, فنانين, مبدعين, مخترعين. د. عبدالله المعيقل د. عبدالله المعيقل: هناك شخصيات وضعت لمجرد وضع مسميات وعن تجربة شخصية للكرت في هذا السياق يقول: أكثر ما أثار عجبي ودهشتي عدم اكتراث أمانة منطقة الباحة بمقترح طرحته منذ عدة سنوات يتمثل في تسجيل أسماء مبدعي المنطقة وإطلاقها على الشوارع الرئيسة والفرعية, كالروائي الراحل عبدالعزيز مشري,والشاعر سعد الثوعي الغامدي, والمؤرخ على بن صالح السلوك, والكاتب محمد سعد فيضي, والشاعر خرصان الغامدي, وابن ثامرة الزهراني, وغيرهم من الأعلام, إلا أنني فوجئت بأسماء مغمورة حتى في التاريخ, وهذا ما اعتبره انسلاخا متعمدا كمن يهدي ثوبا لمن لا يرغب فيه نظرا لعدم اتفاق مزاجيته مع لونه أو شكله, لذا اقترح على الأمانات والبلديات أن تجتمع مع مثقفي المناطق لتحديد أسماء الأعلام والذين من الواجب علينا تثبيتهم في ذاكرة المدن والقرى نظير جهودهم الإبداعية والإنسانية, ويمتد أيضا لتحفيز الناس لقراءة نتاجاتهم الإبداعية والتعرف على ما قدموه, لذا انتظر أن تبادر أمانة الباحة باهتمام بهذا البعد التكريمي عبر العديد من الشوارع، كأن يسمى الطريق المؤدي إلى محضره باسم الروائي عبدالعزيز مشري, والشارع الموصل لحي الجادية باسم الشاعر سعد الثوعي, والشارع الموصل لقرن ظبي باسم المؤرخ علي السلوك, واحد شوارع حي رغدان باسم الكاتب الراحل محمد سعد فيضي.. مختتما حديثه بأن تسمية الشوارع بأسماء المبدعين يعطيها وهجا ونبضا وروحا وجمالا.. ومتسائلا في الوقت ذاته بقوله: هل تفعلها الأمانات أم تظل تحت ربقة التقليد والتكلس؟! من جانبها قالت الكاتبة والاخصائية الاجتماعية الأستاذة سوزان المشهدي: إن تسمية الشوارع بأسماء رواد الثقافة ايا كانت مجالاتهم الإبداعية والثقافية من شأنه أن يعزز الثقافة ويحفز النشء الجديد مما يجعلهم يتخذون منهم صورة يحاكون نجاحاتهم ليحذوا حذوهم. سوزان المشهدي سوزان المشهدي: أتمنى أن تتسع دائرة التسمية لتشمل المبدعات وخصوصاً اسماء الكاتبات أما عن تسمية الشوارع في مشهدنا المحلي بأسماء المبدعات اللاتي يستحق إطلاق أسمائهن على الشوارع فأكدت المشهدي أهمية إعطاء المتميزات في مجالات الحياة المختلفة هذا البعد من التكريم المعنوي، وهذا الامتداد في ذاكرة الأجيال القادمة بعيدا عما قد يعيق وجود أسماء المبدعات من خجل اجتماعي ما تزال بعض المجتمعات المحلية محتفظة به. ومضت سوزان في حديثها عن إطلاق أسماء المثقفات والمبدعات المتميزات في مجالات الحياة على أسماء الشوارع مشيرة إلى أهمية إعطائهن هذا الوهج التكريمي، شريطة أن يكون هناك عدالة معيارية في اختيار أسماء الرائدات من خلال رؤية عميقة تقوم على الحصر الشامل للمبدعات في مختلف المجالات، وتنطلق من معرفة حقيقية بما قدمنه من إثراء معرفي وثقافي وتميز وعطاء وطني في مختلف المجالات.. متمنية أن تتسع الدائرة لتشمل العديد من مجالات الإبداع المختلفة كالفنانين وغيرهم وكالمتطوعين الذين أسهموا في إنقاذ أبرياء من غرق كما هو الحال فيما حدث في سيول جدة ، أو المتطوعين الذين أسهموا في إنقاذ آخرين من حريق أو أسهموا في الحيلولة دون وقوع جريمة أو ما شابه ذلك.. مختتمة حديثها عن أهمية ما تجسده تسمية الشوارع من قيمة معنوية وما تعكسه من التقدير لأولئك الذين تطلق أسماؤهم على ذاكرة طرقاتنا. أما رئيس مجلس إدارة نادي نجران الأدبي الثقافي الأستاذ سعيد بن علي آل مرضمة فتحدث عن تسمية الشوارع بأسماء المثقفين والأدباء تحديدا بأنه مما يشبه السير نحو الوهج لتخليد اسم او رمز ما في ذاكرة الأجيال، واصفا هذا البعد بأنه مما لا يختلف عليه اثنان بأن المثقف والأديب رافد من روافد النهضة والتقدم للوطن وثروة وطنية وكنز لا ينضب في مجتمعنا ، بل وعامل من عوامل نهضته في جميع المجالات، لما يمثله – أيضا – بوصفه قدوة للفئات جميعها.. لشخصية طالما تغنى للفضيلة وارتقى بالأذواق وعاش آلام الأمة وأمالها وجسدها بتعبير صادق وقلب ٍمخلصٍ أمين. سعيد آل مرضمة سعيد الأحمد: هكذا تفقد التسمية قيمتها وتمزج المعرفة بنكرة ومضى آل مرضمة قائلا: من هذا المنطلق كان لزاما أن نعترف بأن أصحاب مثل هذه الأدوار والريادة الثقافية استحقوا من الجميع التكريم وإعطاءهم مما هو أعمق من التكريم المادي، لكي يبقى هذا الاسم أو ذاك خالداً يحكي للأجيال خطوات واثقة حفرت لنفسها التميز والرفعة.. ومؤسستنا الثقافية والأدبية التي ننعم بوجودها في بلادنا تزخر بالأسماء البارزة التي تستحق التكريم ومن هنا يجب أن تأتي فكرة تسمية الشوارع والأحياء بأسماء الأدباء والمثقفين تخليداً للمجهود والمنجز المقدم من قبلهم للمجتمع وهذا حق مكتسب لهم فهذا الدكتور غازي القصيبي، والأديب طاهر زمخشري وغيرهم جديرون بهذا الشرف والتمييز لتوضيح بصماتهم التي سقوها من حبات عرقهم وجميل شبابهم ولعلي أقف عند هذه الأسماء قليلاً في أن لا يقتصر التكريم للأدباء والمثقفين بعد وفاتهم فمن المنطقي أن يكرم الأديب والمثقف في حياته حتى يتذوق طعم نجاحه في حياته وأن يتعايش مع الأجيال التي يعيش بينها. وأضاف رئيس أدبي نجران، بأنه ربما تكون هذه التسمية سببا داعماً للأجيال القادمة للبحث والتمحيص في مكتباتنا المهجورة لمعرفة السيرة الكاملة لهذا العلم، وما قدمه حتى يستحق هذا الشرف والتكريم من دولته بوضع اسمه ليغرد كل يوم ويجعلنا نواصل تأملنا في ركبنا الميمون مع كوكبة من الباحثين والمهتمين والذين يعدون قدوة صالحة للأجيال القادمة. جمعان الكرت واختتم آل مرضمة حديثه بأن المبادرة التي تعنى بتسمية الشوارع بأسماء المثقفين والأدباء نقلة نوعية في مسيرة الأدب والثقافة في مشهدنا المحلي، لكونهم ما فتئوا ينشئون إبداعاً على إثر إبداع وجمالاً على ضوء جمال في دولة حرصت دائماً على تكريم أصحاب القلم والفكر، لتعزيز وتكريم ما قدمته قامات من التألق والنجاح، ومما يعطي – أيضا - دلالة كبيرة على الوجهة الحضارية الفكرية التي تتصف بها مملكتنا الفتية. كما اعتبرت عضو نادي تبوك الأدبي الثقافي القاصة الدكتورة عائشة بنت يحيى الحكمي بأن طرح فكرة تكريم المثقفين فكرة تحمل روح الوفاء والاعتزاز بكل من خدم ويخدم الثقافة، وتطبيق فعلي لحالة تقدير المجتمع للفئات المتميزة. وقالت د. الحكمي: هذا إن دل على شي فإنما يدل على حسن إدراك الأجيال الحاضرة للمستقبل الثقافي لبلادنا فهذه الأجيال قد أسست أو تتلمذت على أيدي الرواد فلا ترغب أن تتراجع الانجازات أو تضعف, وكل مثقف يتمنى أن تنافس ثقافة بلاده العالم وهذا لن يتحقق إلا إذ أولينا هذا الجانب جل عنايتنا, ومنها تكريم صناع الثقافة وإبراز جهودهم للرأي العام، ليس من أجل التباهي بانجازات فردية ولكن من أجل تأكيد الحضور الجمعي للثقافة المحلية والحصول على الرضا عن تلك الجهود، ولذلك يتطلع المهتم أن يحتفى بالذين أنفقوا أعمارهم في إرساء البنية الثقافية في بلادنا وهم كثر، ولذلك أرى أن فكرة تسمية الميادين العامة والشوارع والأماكن المميزة في كل منطقة بأعلام المثقفين فكرة مهمة تستحق التنفيذ العاجل؛ لأن المثقف حرم نفسه من أشياء كثيرة في الحياة. وأضافت د. عائشة بأن المثقف حين يرى صورة هذا التكريم أمامه يزداد بهجة ورضا، وكذلك حين يسأل الشباب عن الاسم الذي تحمله اللوحة في شارعهم أو حيهم سيجدون قامة عالية تستحق التكريم.. مشيرة إلى أن كل أمة تكرم الأعلام في كل مجال بأساليب تخلد ذكراهم وتترك رسائل ايجابية في ذاكرة الأجيال خاصة وأن أجيال المثقفين الكبار كانت وسيلتهم الإعلام التقليدي الذي أصبح الآن بعيدا عن اهتمامات الشباب الحاضر، مؤكدة من خلال هذه الرؤية على أنه لا بد من إيصال صوت هؤلاء الرواد والأعلام إلى الأجيال ليكونوا قدوة في صورة أخرى، مشيرة إلى أن هذا مما قد يستغربه شباب اليوم لكن حضورها أمامهم في هذا المشروع يؤكد الغاية الأسمى. سعيد الأحمد وختمت د. الحكمي قائلة: إن تكريم المثقف لا بد أن يكون - أيضا- في حياته على الأقل ليدرك أبناؤه أن كفاحه الثقافي كان جديرا به أن يعزز مكانته في بلاده، وقد يشعر الشباب بالزهو والابتهاج فيتمنون أن يكونوا مثله ، وفي هذا تقديم عربون للشباب للانخراط في الطريق نفسه، وإعطائهم إشارة أنكم ستكرمون بهكذا طريقة أو أجمل إذا تفانيتم في خدمة المعرفة والثقافة ودينكم ووطنكم أولا. من جانب آخر وصف الأستاذ سعيد الأحمد إطلاق مسميات المثقفين والمفكرين على الشوارع بأنها ذات قيمة معنوية بوجه عام، إلا أنه فيما يتعلق بشيوع إطلاق هذه التسميات فيما يتعلق بتسميتها بأسماء «الأدباء» تحديدا بأنه يأتي من قبل الاختيار التأبيني أكثر من أي شيء آخر، معللا هذا بأن ما درجت عليه العادة في تسميات الشوارع بأسماء الأدباء هو من قبيل التأبين. وقال الأحمد: تسميات الشوارع بأسماء الأعلام، دائما ما تحتاج إلى الجدية في اختيار الاسم حتى لا تجد هنا اسم شارع لعلم، واسم شارع لنكرة لا يعرف عنه شيئا، أو باسم شخصية لم تقدم شيئا لا لوطن ولا لفكر أو ثقافة.. لو شخصية ليست معروفة لدى أغلب الناس، لكون هذا مما ينتقص من جدية مشروع «التسمية» وهذا الانتقاص من جدية المشروع يكون ذا مردود سلبي على العابرين في مثل هذه المسميات التي لا تشكل قيمة لهم، مما يجعل التسمية – أيضا – لا تشكل أثرا معرفيا ولا قيمة معنوية ورمزية لذلك المسمى الذي يصبح في هذه الحالة من عداد النكرات بالنسبة إليهم. وأضاف الأحمد بأن هناك العديد من الأمثلة المشهورة في هذا الجانب على المستوى العربي، إذ تجد أسماء لشوارع لشخصيات لا يعرف لهم ولا عنهم شيئا، مما يفقد هذه التسمية قيمتها ويجعلها مجرد لافتة لاسم ما لا يعيره الناس لحظة معرفية لعدم معرفتهم به، ومن هنا فهذا المسمى لا يعني لهم أي شيء.. مستشهدا في هذا السياق من منظور إيجابية التسمية أن الشوارع التي يطلق عليها أسماء الأعلام والرموز في المجالات الثقافية والفكرية والريادية في مختلف مجالات الحياة في العديد من المدن العالمية تكاد تكون قليلة ومحدودة جدا إذ لا تشكل نسبتها في بعض المدن العالمية ما لا يتجاوز 5% تقريبا. وختم الأحمد حديثه أنه لا يمكن أن نتصور أن تتحول أغلب شوارع مدينة ما إلى مسميات لأشخاص أيا كانت مبررات التسمية، حتى لا تفقد القيمة الحقيقية التي تطلق من أجلها.. منبها إلى أهمية ما تعنيه هذه التسمية التي يجب ألا تمزج بين إطلاق المسميات كيفما اتفق حتى لا يتساوى معرفة بنكرة، و علم بمجهول.