يبقى الشعر المحلي جميلاً ورائعاً وذا تأثير كبير على المتلقي له ، خصوصاً إذا كان يحاكي الوجدان . في الشعر المحلي لدينا شاعرات أبدعن وبقين بقصائدهن يعانقن المتلقي بروعة نصوصهن الشعرية والتي تغنى بها الكثير من الفنانين على المستوى المحلي أو الخارجي .. الشاعرة ثريا قابل وهي تعتبر رائدة الشعر العامي وبالذات الشعر الحجازي لدينا استطاعت أن تعتلي سقف الإبداع الكتابي منذ زمن ليس بالقصير،ولأنها أيضاً استطاعت أن تزرع الذائقة السماعية لدى المتلقي في زمن الطرب الأصيل لكتابتها الشعر الغنائي الجميل في فترة كانت فيها تمثل صوت جدة مع الفنان فوزي محسون الذي تغنى بأعذب كلماتها والتي لازالت في قمة إبداعها حتى الآن. ثريا قابل لم تكن تلك التي تكتب لمجرد الكتابة،بل كانت تعانق الإبداع والمصداقية حتى أن من يقرأ لها أو يسمع كلماتها يشعر بالتطريب الحقيقي الذي لايغلفه التصنع في الصياغة أو التكلف في كتابة النص الشعري لديها. كانت شهرتها في الشعر الشعبي قائمة على اللون الحجازي الذي يمثل لها نقطة البدء ، ولذلك فهي التي مدت الأغنية بالكلمة الحجازية المبدعة. عندما يأتي الشعر المحلي لدينا وهو يحمل عذوبة المفردة وسهولتها ورقتها،فهذا بلاشك مايجعل الأغنية لدينا تحمل الأسس الحقيقية في مفهوم الأغنية التطريبية ولعل ثريا قابل وهي تلامس الحس الوجداني في أغلب كلماته الغنائية ، استطاعت الخروج بالنص الغنائي من دائرة التكلف وصعوبة المفردة منذ كتابتها له وهذا ماجعلها بالطبع تصل من خلال ماتغنى لها من نصوص لعل من اجملها أغنية (من بعد مزج ولعب) التي تغنى بها الفنان الراحل فوزي محسون والتي لازالت حتى الآن يحمل قوتها وجمالها . تقول : من بعد جد ولعب أهو صار حبك صحيح أصبحت مغرم عيون وأمسيت وقلبي طريح و اخجل إذا جات عيني صدفة فعينك وأصير مربوك وحاير في أمري من فرحي ابغي أطير رقة وعذوبه وسهوله في اللفظ مع إنتقاء رائع للمفردات التي تلامس الحس الوجداني .. أخيراً : أباأسهرك .. كلي وله .. وأبا أجمعك يامدللة .. وآخذ من الشوق أعذبة .. يا أنتي ياهمس وغلا .. يا أنتي يابرد ودفا ..