يصدر العالم الدكتور محمد رجب البيومي الجزء السادس من كتابه الهام (النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين) عن دار القلم بدمشق وهو في رمح التسعين من عمره، ولم يصرفه تقدمه في السن عن اخراج هذا السفر الذي حوى من التراجم (36) عالماً في الأدب والشعر والتاريخ والتفسير والحديث والفقه والفلسفة، وهو رجل قد عركه الأدب وماهر في كتابة السيِّر لما له من المؤلفات الكثيرة في هذا الفن، وقد قام كتابه هذا على أبطال معروفين لذوي البصر من المنصفين، وقد رأى مؤلفه أن تسجيل روائع هؤلاء الأبطال يحيي مجداً ويرسم قدوة، ويهيئ طريقاً محدود المعالم لقافلة أخرى سينتهي بها السير إلى نصر عزيز. لذا تجد في هذا الكتابب الموسوعة من العلماء الذين ضحوا براحتهم ثائرين على الاحتلال أو من المجددين للإسلام والاستمساك بعروته الوثقى، أو من الزائرين عن مقدساته وشريعته، أو من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أو عن المدافعين عن الإسلام من سهام المستشرقين، أو من الذين أحيوا أصالة اللغة العربية وآدابها. وقد كان لعلماء المملكة وأدبائها نصيب وافر فترجم لثلة منهم بعد أن درس كتاباتهم أو عرف بعضهم وهؤلاء هم: أحمد عبدالغفور عطار وحمد الجاسر وعبدالقدوس الأنصاري وعلي الطنطاوي، ومحمد بن إبراهيم آل الشيخ ومحمد سعيد العامودي، فرصد حياتهم وأشار إلى عطائهم وعلق على مؤلفاتهم وحلل آراءهم.