الذكريات هي بذور الماضي التي يمكن أن تزهر في الحاضر , كما يمكن أن تثمر في المستقبل ..!! ولا نعرف بدقة كيف تعمل الذاكرة من أجل جذب الذكريات حية وصادقة ومتجددة من أعماقها. كما لا نعرف ما هو المكان المحدد لها داخل المخ الذي تخزن فيه هذه الذكريات ... ومع ذلك فإن الدراسات تشير إلى أن العواطف يمكن أن تثير المواد الكيميائية التي تعين على استرجاع الأحداث والشخوص والأماكن بشكل جيد . ويمكن أن تكون الذاكرة هي جواز السفر إلى الماضي الجميل وما يحمله من ذكريات رائعة . ومن أجمل الذكريات تلك التي يشارك فيها أفراد الأسرة جميعاً في صورة واحدة . إن الصورة قد تساوي ألف كلمة , وكل صورة قد تثير ألف ذكرى وذكرى ... والصور التي تسجل الأحداث المهمة في المناسبات العائلية يمكن أن يمتد ماضيها ليضيء حاضرها بالسعادة والهناء , ويقوي الروابط بين أفراد الأسرة الواحدة في الحاضر والمستقبل. والصور يمكن أن تعكس مراحل مختلفة من حياة الإنسان , فعندما ينظر الإنسان إلى ألبوم صور الأسرة فإنه يمكن أن يرى نفسه في مراحل حياته المختلفة ... وهي صور تمثل الحياة بكل نبضاتها , وهي ذكريات تحمل كثيراً من الدلالات , عاش فيها الإنسان لحظات من حياته وتقلب في مراحل مختلفة من السعادة والهناء.... وعندما ينظر الزوجان إلى ألبوم الصور منذ زمن قد يكون طويلاً فإنه يعكس أسعد أيام حياتهما وصور أطفالهما , يسترجعان الذكريات , ويعيشان في ظلال الأيام والليالي الماضية,إنها لحظات جميلة ...ولابد أن يواصلا حياتهما بالمزيد من الشعور بالسعادة والتعاون والإخلاص . وهكذا فإن ألبوم الصور لحياة الأسرة هو رصيد للذكريات , يمكن للأسرة أن تراه في كل مناسبة , وتضيف إليه ما يستجد من مناسبات تبقى حية في ذاكرة متجددة .... وينبغي على كل أسرة أن تسجل مناسباتها العامة والخاصة , ولا سيما في الأعياد وفي أوقات تخرج الأبناء وترقياتهم في ألبومات حية , وأن تكون هذه الصور طبيعية ولا تكلفة منها . وكثيراً ما يقف الإنسان متأملاً صورة فوتوغرافية تكاد أن تحدثه وتثير لديه شحنات من الحنين والذكريات . إنها لحظة تعيده إلى الماضي وكأنه زمن حي تجمد في تلك الصورة . إن الصور التي نلتقطها في حياتنا سواءً أكانت بالكاميرا أم بالفيديو أم بالجوال، هي سجل أمين عن حياتنا وعن تفائلنا بالمستقبل , وخاصة عندما تعبر عن ترابط الأسرة ووجود ما يجمعها على المحبة والتعاون والإخلاص . وقد عبر الكاتب الإنجليزي جيمس باري عن الذاكرة والذكريات التي يمكن أن تنشأ عن ترابط الأسرة حيث يقول : (( لقد وهبنا الله تعالى الذاكرة لكي نتمكن من قطف الورد في الشتاء)) وإذا أردنا أن نعيش في حيوية مفعمة بسلام النفس، فلنر الجوانب الإيجابية من الذكريات , ولننس أشواك الورد....