اكدت دورة الالعاب الاسيوية التي اختتمت اخيرا في غوانجو ان الهوة التي تفصل بين العرب وبين اقطاب الشرق القاري وفي مقدمتهم الصين باتت اكثر اتساعا وان امكانية تقليصها تبدو صعبة في المستقبل المنظور ام ردمها فهو من سابع المستحيلات. لا نريد(اقصد لانستطيع) منافسة الصين وكوريا الجنوبية واليابان فالمسافات بيننا وبينهم بعيدة كبعدهم عنا جغرافيا، ولكن على الاقل نريد ان نكون في مستوى ايران الدولة المجاورة التي لاتفوقنا في العتاد البشري ومانملكه من امكانات مادية يفوقها كثيرا، ايران الدولة التي تعيش تحت الحصار وتعاني من ازمات سياسية واقتصادية وداخلية لاحصر لها حقق رياضييها حصدوا 59 ميدالية منها 20 من المعدن الاصفر، فيما لم تتجاوز حصيلة العرب مجتمعين 68 ميدالية منها 21 من المعدن الاصفر، مع العلم ان عدد رياضيي الدول العربية اكثر من ضعف الرياضيينالايرانيين. الايرانيون نافسوا في كثير من الالعاب الفردية والجماعية ووقفوا ندا قويا لعمالقة الشرق ونافسوهم حتى في رياضة الووتشو وهي احدى رياضات الدفاع عن النفس التي يبرع فيها الصينيون بالذات، وفي الالعاب الجماعية نالت ايران فضيتي اليد والطائرة وبرونزية السلة ووصلت لنصف نهائي كرة القدم، اما العرب فاقتصرت انجازاتهم على العاب القوى اولا ثم العاب الدفاع عن النفس والرماية والفروسية، وغابوا تماما عن الالعاب الفردية المدرة للذهب كالسباحة ورفع الاثقال والالعاب الجماعية باستثناء فضية الامارات في كرة القدم. منجم الذهب حفظ ماء الوجه.. وعلامة كاملة للفروسية بين الدوحة وغوانجو سأطوي ملف العرب واركز على المشاركة السعودية في غوانجو التي سجلت تراجعا في بعض الالعاب وتحديدا البولينغ والطائرة، وتقدما ملفتا للفروسية التي حصدت الذهب وتركت البقية يتنافسون على الفضة والبرونز، ومقنعا للكاراتيه وفشلا ذريعا ومتوقعا لبقية الالعاب، اما أم الالعاب ومنجم الذهب السعودي العاب القوى فجاءت حصيلتها مرضية وان كانت اقل من التوقعات. الحصيلة السعودية في غوانجو تراجعت بفارق ميداليتين في المجموع وثلاث من المعدن النفيس مقارنة بما تحقق في اسياد الدوحة 2006، 13ميدالية حققناها في غوانجو مقابل 14 في الدوحة، ثمان ذهبيات قبل اربعة اعوام وخمس فقط قبل ثلاثة ايام، خمسة العاب حققت ميداليات في قطر مقابل ثلاث فقط في الصين، مع العلم ان عدد الالعاب السعودية المشاركة في غوانجو اكثر بلعبة من اسياد الدوحة. ولنذهب بعيدا اكثر نقول ان ماحققناه في اسياد بوسان 2002 افضل من ماتحقق في عامنا هذا ففي بوسان شاركنا في عشرة العاب وحققنا سبع ذهبيات. منجم الذهب بدأ في النضوب كانت ومازالت العاب القوى مصدرا لاينضب لرفع العلم السعودي في المحافل كافة وماتحقق في غوانجو كان منتظرا رغم ان نجوم منتخب العاب القوى خالفوا التوقعات وفقدوا ثلاث ذهبيات طوقت اعناقهم في اسياد الدوحة، وخيب منتخب التتابع 4×100 م وثنائي الوثب الطويل السبع والخويلدي الامال فحل الاول سابعا من ثمانية منتخبات واكتفى السبع بالبرونز اما الخويلدي فكان بعيدا جدا عن المنافسة، وفشل الصويلحي في منافسة مجنسي قطر والبحرين في ال800 م، اما مخلد العتيبي حامل ذهبية ال5 وال10 الاف م في بوسان فلم يعد قادرا على اللحاق بالرتم السريع لمنافسيه الاصغر سنا. استراتيجية اتحاد العاب القوى قبل سنوات عدة اتت اكلها فأصبحت القوى السعودية رقما صعبا واسما لايغيب عن منصات التتويج القارية، واليوم بدأ منجم الذهب في النضوب فالمواهب قلت والكبار اقتربوا من التقاعد، وبتنا بحاجة لاستراتيجية جديدة حتى لاينهار هذا المنجم ونضطر للقيام بعملية انقاذ مكلفة كما حدث في تشيلي! الكاراتيه اجتهدت.. وبقية الالعاب استمرأت الفشل في غياب الرقيب رؤساء الفلاشات والتهاني لم اتفاجأ بالنتائج المخجلة لبقية الالعاب فكيف نتوقع ان ننافس في هذا المستوى العالمي ونحن نرى رؤساء بعض الاتحادات يهنئون القيادة الرياضية بتحقيق برونزية في بطولة خليجية!، ويتسابقون على الحصول على مناصب عربية وقارية بحثا عن الاضواء لانهم ببساطة غير مؤهلين وواثقين من ان مقص الرقيب لن يطالهم. في معظم دول العالم المتقدمة رياضيا يكون رؤساء الاتحادات لديهم خبرة باللعبة التي يقفون على هرمها اما عندنا فيندر على حد علمي ان ترى رئيسا لاتحاد لديه دراية والمام باللعبة التي يتولى زمام الامور فيها. الفروسية طموحات بلا حدود شماعة الدعم والمكافآت المعلنة يتحجج كثير من الاتحادات بقلة الدعم المادي ومايترتب عليه من نتائج غير مرضية لتبرير فشلهم فإذا كان الدعم قليلا كما يقولون فكيف عسكر منتخب الجمباز(لاول مرة اعلم ان لدينا منتخب جمباز) في المجر ومن دفع تكاليف معسكر منتخب الملاكمة في الجزائر وهل يمكن ان يقيم لاعبو السنوكر معسكرا اعداديا في لندن.. تخيلوا يقيم معسكرا في لندن ومدربه افغاني!، الحقيقة خلاف ذلك فلو كان الدعم المادي وحده جالبا للانجازات لما دخلت نيبال ومنغوليا جدول الميداليات!. الانجازات ترتبط ارتباطا كبيرا بحسن الاعداد واختيار اللاعبين صغار السن وذوي الكفاءة في لعبة ما وتأهيلهم بشكل احترافي يشمل مناحي حياتهم كافة حتى الخاصة منها، واللجنة الاولمبية السعودية مطالبة بالاعلان عن مكافآت مالية كبيرة لكل لاعب يحقق ميدالية تتفاوت حسب الالوان. جهود أبناء آل الشيخ الذاتية تفوقت على امكانات اتحاد بأكمله ماخفي كان أعظم مرت مشاركة معظم الألعاب السعودية في غوانجو دون ان يحس بها احد ليس لانهم لم يحققوا ميداليات بل لانهم لم ينافسوا اصلا فمعظم اللاعبين خرج من الادوار التمهيدية، وكثير منهم لم تتح له الفرصة لفتح حقائبهم فعودتهم كانت اسرع من المسافة التي قطعتها الطائرة من الرياض الى غوانجو. تحسرت كثيرا وانا اشاهد احد الملاكمين السعوديين وهو يخسر امام منافسه الهندي في لقاء غاب عنه التكافؤ وظهر فيه الملاكم السعودي وكأنه يتلمس خطواته الاولى في اللعبة، واستغربت كثيرا من غياب منتخب البولينغ عن المنافسة رغم حصده لذهبيتين في اسياد الدوحة ويبدو ان جهود ابني ال الشيخ الذاتية قبل اربع سنوات تفوقت على امكانات اتحاد بأكمله اهمل موهبتين جلبتا الذهب للوطن. خاتمة اتحاد الكاراتيه حقق لاعبوه برونزيتين في اسياد الدوحة وكرروا الانجاز ذاته في غوانجو ولكن استبدلوا البرونزية بفضية مايعطي انطباعا بأن الذهب قادم في الدورة المقبلة. حتى نعرف لماذا تفوقوا لابد ان الكثيرين منكم قرأوا تصريح رئيس البعثة اليابانية الذي وصف تحقيق بلاده ل48 ذهبية بالمتواضع وقال: «سنعمل بجد مع الاتحادات للتركيز على اللاعبين الواعدين قبل اولمبياد لندن» لهذا تفوقوا، ولاننا نعتبر ان تحقيق برونزية في بطولة خليجية انجاز فتأكدوا اننا سنسير من اخفاق الى اخفاق. سلطان العتيبي