البروفسور والرحالة سويسري الاصل والماني الجنسية د . جوهن هيس استاذ علم الآشوريات في احدى الجامعات الالمانية والمهتم بجغرافيا الثقافة واللغات الشرقية جاء الى الجزيرة العربية في الثلاثينات الميلادية ودون ضمن كتابه بدو وسط الجزيرة ادق التفاصيل عن العادات والتقاليد ومجمل جوانب الثقافة التي قد لاتخطر على بال احد حتى انه فتش في رؤوسهم لمعرفة سلوكيات ( القمل ) الذي يستكين ليلاً في حفرة عنج مؤخرة الرأس كانوا يطلقون عليها ( شعيّب القمل ) واعتقادهم بقدرته على تطويل ومعالجة الشعر وهو الاعتقاد الذي لا يزال يروج له في اوساط بعض النساء الذي توفر لهن بعض الصيدليات عبوات سعة (50 رأس ) من القمل الطازج يسرح في الشعر ويستند في ذلك الى ما يعتقد قدرته تنشيط الدورة الدموية بفروة الرأس وبوصيلات الشعر اثناء امتصاصها للدم وفي ذلك يقول الهيس : في المناسبات الاحتفالية الكبيرة تلون النساء أيديهن وأظافرهن، بالاضافة الى بقع صغيرة على الجبهة والخدين بأوراق شجر الحناء التي تطحن وتخلط مع الماء ( اليد ملونة بالحناء ) ( اليد محناه ) ويتألف مسحوق العيون الاسود ( الكحل ) من هباب فحم نوع من البخور أو هباب فحم قشر اللوز أو زهر الكبريت ، بتركيبات مختلفة . ويوضع الكحل على رموش العينين العليا والسفلى يسمى هذا الفعل ( كحل ويتكحل ) ويصنع وعاء الكحل ( المكحلة ) والجميع مكاحل من العود ( خشب الصبر ) أو من قرن الغزال وتتم عملية التكحيل بواسطة قلم ( عود ) خشبي يسمى ( المرود ) والجمع مراود . او بواسطة شوكة القنفذ او شوك النيص وعند احدى قبائل نجد يستعمل الرجال والنساء الكحل ، لكن الرجال لا يستعملونه إلا في المناسبات الاحتفالية . وتستعمل نساء بعض القبائل الوشم ايضا فهن يرسمن نقاطاً على الخدين والذقن وهلالاً بين الحاجبين، وتقوم بمهمة الوشم النساء فقط وتعد نساء يطلق عليهن ( الدواجات ) أمهر من يقوم بذلك ، بعد وخز الجسم بالابر، يوضع على المنطقة الموشمة ( النيل ) محلولاً بالماء، واذا ما وشم رجل نفسه يعد هذا عملاً مشيناً ( عيب ) وتستعمل النساء كثيراً مواد الرائحة . وقد ذكر لي أحد ابناء البادية المسميات التالية : الريحان، والزباد، والزعفران ، والعنبر، والقرنفل، والمسك، والورد، والهيل . اضافة الى ذلك يستعمل الجنزبيل ويسميه السكان المستقرون ( الزنجبيل ) ليس فقط باضافته الى الشاي والقهوة لجعلها ألذ طعماً، وانما ايضاً كمادة عطرية ترشها النساء بصيغة البودرة على الجدائل، ويسمون وعاء العطر ( حقّ ) . كما تسمى النساء اللواتي يدرن على البيوت لبيع العطر عطارات اما المواد التي يستعملها البدو للتبخير فهي العود الازرق، والجاونية وتشتري البدويات هذه المواد من بائعات متجولات من نساء السكان المستقرين اللاتي يبعن ايضاً التوابل وهن يأتين من قرى نجد واشهر هؤلاء النساء اللواتي يأتين من البيشيات في مكة . والنظافة بالمعنى الاوربي لا تعتبر حاجة عند عرب الصحراء ولهم في هذا الصدد طرقهم الخاصة فنبات الحمض المجفف والمطحون يعوض عند حله بالماء عن الصابون ويستخدم بول النياق التي شربت كثيرا من الماء واكلت نبات الحمض لغسل الشعر وهم ينظفون اسنانهم ايضا بهذا البول مستعملين فرشاة اسنان صغيرة تسمى مسواكاً يأخذونها من اغصان الاراك . وتسمى جلي الاسنان . ويستعمل البدو الموس الذي يشترونه من المدن لحلق شعر الرأس كلياً أو جزئياً ويستعملونه لختان الصبيان أيضاً وفي كل خيمة يوجد مشط يستعمله سكان الخيمة، ومن البديهي بالنسبة للبدو وجود ( قمل ) في الشعر والملابس، لا.. بل انهم يعرفون عادات القمل ويسمون الفجوة الصغيرة الموجودة في النقرة (شعيب القمل ) لان القملات تتجمع هناك للاستراحة في الليل .