صرح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن تنظيم استخدام مكبرات الصوت ( الميكروفونات ) في شهر رمضان خلال صلاة التراويح والقيام يحتم عدم تسببها في انزعاج الناس خصوصا المرضى وصغار السن والمجاورين للمسجد لذا سيقتصر صوتها على داخل المسجد ، السؤال ياترى هل سينفذ هذا القرار خاصة إذا ماعلمنا أنه يصدر منذ خمسة عشر عاماً ولم ينفذ مع وجود مطالبين بتنفيذه لتضررهم من الصوت ؟ مسألة رفع صوت مكبرات الصوت في المساجد يتعامل معها الفاعلون لها أو المؤيدون من باب التحدي كونهم يحملون الموقف أكبر من حجمه مثلما يتعاطون مع كثير من الأمور التي لا تروق لهم بحدة وعدائية لمخالفيهم ويعتبرون عدم استجابتهم للقرار من باب الحماية للدين فهم يعتقدون أنهم إحدى القلاع الحامية له لذا يوجهون كل هجومهم نحو دين مخالفهم فهو الضعيف المضطرب ديناً وإيمانا لذلك أزعجه صوت القرآن وهم بهذا الزعم يسحبون الموقف لمنطقة مغالطة ولكن هذه هي حالهم في كل القضايا التي يتصدرون لها فمن النادر أن تناقش القضية مع هذا النوع من الناس نقاشا منطقيا لا يخرج عن دائرته الأصلية ، ومما يزيد الوضع سوءاً عندما تتضخم المسألة وتصعد للمنبر وتبث من هناك حيث أصبحت بعض المنابر مكانا للتعبير عن الآراء الشخصية وشن الهجوم على المخالفين بصرف النظر عن الوضع الشرعي الحقيقي .. وبثها من المنبر وإدخالها حيز الحلال والحرام تجعل بعض الناس في حالة ارتباك واضطراب هل مطالبتي بخفض صوت الميكروفون حلال أم حرام ؟ وما مدى اقترافي للذنب بهذه المطالبة ؟ وبطبيعة الحال الجميع يحصن نفسه من الوقوع في الذنب خاصة في شهر الرحمة والتوبة وهكذا تختلط الأمور !! علماً أن القرار ينص على اقتصارها على المسجد فقط ومعنى ذلك ليس تخفيضها بل إغلاقها . أظن أن من أسباب عدم الاستجابة للقرار انه يصدر بشكل خجل فلماذا يبرر قرار تخفيض أو إغلاق أصوات مكبرات الصوت ويقال من اجل كبار السن والمرضى والأطفال هل هؤلاء فقط من يحتاجون الراحة وبقية الناس ليس من حقهم أن ينعموا بهدوء في منازلهم ؟! لماذا نبرر طالما ليس هناك ضرر على المصلين الموجودين داخل المسجد وهم المعنيون بالصوت والصلاة ، هل يجوز لي أن أصلي مع الإمام وأنا في منزلي ؟ حسب معلوماتي أنه لا يجوز إذن لماذا كل هذا الصوت ؟! وبسبب انتشار المساجد خاصة في الأحياء والتنافس الصوتي الذي يحصل بينهم تتداخل الأصوات مما يجعل الوضع منفرر ويزداد الوضع سوءاً إن كان صوت القارئ غير حسن وللأسف أن هناك عددا ممن يعتلون المنابر أصواتهم متواضعة جداً والصوت احد أسباب الجذب وهو أيضا احد أسباب التنفير ، ولن نخدع أنفسنا ونقول إن الصوت لا يؤثر فينا كمستمعين ومأمومين فلو كان الأمر كذلك لما كان مسجد يتزاحم فيه المئات ومسجد لا يتم الصفين،الروحانية لا يوجدها الفرض والإلزام . ونتمنى في هذا الشهر الفضيل والليالي المباركة التي تتوجه فيها ملايين الأفئدة بكل حواسها ومشاعرها نحو الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي مستمعة ومؤمّنة وراء الدعاء أن لا نسمع من منابرهما إلا دعاء بالهداية للعالم أجمع فطالما هناك دعاء وابتهال لله فليكن بالهداية وتسخير العاصين والمنشقين لخدمة الإسلام والمسلمين فهذا الدعاء أرق وألطف على القلوب والآذان فالقادر سبحانه على التشتيت وقطع النسل قادر على الهداية وإرجاع الضالين للرشد والسلام .