تكالبت كل الظروف على السيدة "ع م" ذات السابعة والعشرين من العمر وقست عليها حتى باتت لا تجد قوت يومها وبدموع تتساقط بلا توقف تستغيث ربها ليقيض من ينقذها وابنتها من الضياع والموت. قصتها تبدأ منذُ ثلاثة أعوام، حيث إنها يتيمة وكانت متبناة من قبل إحدى الأسر المكية مذ أن كان عمرها 4 أعوام وكانت تعيش في كنف تلك الأسرة التي لم تبخل عليها بشئ، إلا أنها كانت تحلم بالاستقرار والحياة الكريمة وتكوين أسرة وتهيأ لها شاب ففرش لها الأرض ورداً وأخذ يكيل لها في الوعود ووعدها بالزواج والحياة السعيدة حتى واقعها وحملت منه وتخلى عنها وتركها للضياع فلم يكن أمام الأسرة التي ربتها الا ان تتخلى عنها لتدخل دار رعاية الفتيات، حيث تقول: مكثت بالمؤسسة عاماً كاملاً وهو حكمي الشرعي وبقيت بعد الحكم 4 شهور أمل إنهاء أوراقي واقناع الدار التي كنت تابعة لها ان تستلمني... ولكن دون جدوى.فقد تم تنازل الأسرة عني وإخلاء مسؤليتها تماما...وقد تم تسليمي من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية لدار بمكة المكرمة، حيث يعتبر هذا الدار سكنا خيريا فقط دون التكفل بالمصاريف الخاصة بي وبابنتي التي بلغت من العمر سنتين ونصف السنة. ولا أجد قوت يومي إلا من تعاطف الأخصائيات العاملات بالدار واللاتي أشكي عليهن حالتي، حيث يقمن بمساعدتي وابنتي بين الفينة والأخرى بإعانتي.. وتضيف: الى الآن لا يوجد في يدي اي اثبات رسمي خاص بي او بابنتي لكي أتمكن من البحث عن وظيفة او أتقدم للضمان الاجتماعي أو للجمعيات الخيرية لكي تعينني بعد الله حتى عند مرضي أنا او ابنتي لا نستطيع الذهاب الى المستشفى الا بعد أخذ ورقة تعريف لنا من الشؤون الاجتماعية. وتضيف كيف استطيع مساعدة ابنتي على بدء مشوارها التعليمي وأي منا لا يملك أي اثبات أو هوية الى الآن؟ وتستطرد قائلة: رغم مطالباتي المستمرة بالأوراق الثبوتية الخاصة وبابنتي إلا أن مطالباتي تلك ذهبت أدراج الرياح دون جدوى وانا في أمس الحاجة وأناشد المسئولين بالنظر في موضوعي ومد يد العون ومساعدتي...وهذه معاناتي وابنتي أطرحها بين أيديهم وفي حسرة.. تضيف: أفعلوا شيئاً من أجل قلب أم يحترق على فلذة كبدها .لأنني رغم معاناتي إلا أن همي الأكبر الآن ابنتي فأنا لا استطيع أن أرى الضياع يتسلل الى ابنتي وأنا أقف بلا حراك مكتوفة الأيدي.