يسكن أبو ثامر مع عائلته المكونة من عشرة أفراد في غرفتين من الصفيح منذ مايقارب سبعة أعوام، داخل ساحة إحدى المدارس المتوسطة في أحد أحياء الرياض. واحدة من هذه الغرف تستخدم للنوم، والأخرى مطبخا، وبعضهم ينام فيها بسبب الضيق. ويقول أبو ثامر ل»الشرق»: «أعاني من هذه الحال، إذ نستخدم دورات مياه المدرسة الخاصة بالطلاب، لعدم وجود دورة مياه في بيتي، إذا سُمِّي بيتا»، مبيناً أن زوجته وبناته لا يستطعن دخول دورة مياه المدرسة، إلا بعد انتهاء الدوام المدرسي. وبيَّن أبو ثامر أنه يعمل ويتقاضى راتبا شهريا قدره 3000 ريال، يخصم منه 600 ريال شهرياً لسداد دين عليه، منوِّها إلى أنه لا يستطيع امتلاك سيارة لسوء أوضاعه المالية. وأوضحت زوجة أبي ثامر أنها تقدمت لكثير من الجمعيات الخيرية لمساعدتهم، خاصة أنها تعول خمسة أبناء آخرين من زوجها السابق، فرفضوا مساعدتها كونها متزوجة، فأرسلت عديدا من البرقيات لطلب مساعدة دون جدوى، وأضافت – وعيناها تدمعان -»لا أريد سوى بيت يحميني أنا وبناتي من البرد، فالمسلمون يستبشرون بالمطر، ونحن نكون في حالة من الرعب، خوفاً من أن يصاب البيت بتماس كهربائي»، مشيرة إلى أن أحد الأشخاص عرض عليها نشر معاناتها في أحد البرامج التلفزيونية، لعلها تجد من يقدم لها يد العون، إلا أنها ترددت خوفاً من أهل زوجها السابق، وعندما ضاقت بها الحال وافقت، وبعد نشر معاناتها عانت أكثر من السابق وتعرضت لمشكلات عدة. وأضاف أبو ثامر في هذا السياق: «بعد نشر معاناتنا في البرنامج التلفزيوني، تكفّل أحد رجال الأعمال بسكن للعائلة، وتوظيف الفتاتين في أحد المراكز الصحية التابعة له، وفعلاً تم ذلك، إلا أنه بعد مرور أسبوعين فقط تخلى عنا، وعدنا إلى مسكننا الحالي». وقالت ابنته الكبرى: «أنا متزوجة وعندي اثنان من الأبناء، وكان زوجي يسخر مني ومن وضع أهلي، وبعد عرض قصة أهلي على التلفزيون، طردني أنا وأطفالي». وأوضح المستشار والمشرف العام على الشؤون التنفيذية بمكتب وزير الشؤون الاجتماعية فالح المزيد، أن في مثل هذه الحالة تقدم لهم مساعدة مادية مقطوعة بحسب عدد أفراد الأسرة، بعد زيارتهم الميدانية، وتتراوح قيمة المساعدة مابين 10340ريالا إلى 30000 ريال. وحول وضع الابنة المتزوجة، أوضح المزيد أنه إذا ثبت بشهادة الشهود أن زوجها لا ينفق عليها، يصرف لها معاش شهري، وكذلك مساعدة مقطوعة. وأورد فيما يخص السكن، أن تأمينه ليس من اختصاص وزارة الشؤون الاجتماعية، فمن الممكن أن يتوجهوا بطلب إلى وزارة الإسكان. مسكن عائلة أبو ثامر داخل ساحة المدرسة (تصوير: رشيد الشارخ)