كل من شاهد مباراتي برشلونة وبلد الوليد في نهائي الدوري الأسباني ومباراة الأنتر وسيينا يعرف أن هؤلاء لديهم فكر تسويقي وأسلوب مختلف تماما عن ما نشاهده في الكرة السعودية. برشلونة يلعب المباراة الاخيرة أمام بلد الوليد وفي الوقت ذاته هناك ريال مدريد يواجه فريق آخر والفائز سيتوج بالدوري الأسباني. وبما أن هناك علاقة احترافية بين برشلونة والشركة الراعية واضحة المعالم تماما، فقد تم التنسيق لتنظيم حفل فوري بعد ان تأكد برشلونة من الفوز باللقب علماً ان الاعداد لهذا الحفل كان مخططاً له منذ وقت مبكر من مسؤولي برشلونة مع الشركة الراعية والتي تمت في أرض الملعب بعد إعلان البارسا كبطل للدوري الأسباني. وعلى الرغم من أن الاحتفال لم يكلف برشلونة أي شيء إلا أنه أضاف الى خزينته بعد بيع حقوق النقل لهذا الحفل من ملعب الكامب نو الى جانب بعض الهدايا التذكارية التي تم صنعها خصيصا للبطولة، وكل تلك التحضيرات تمت والبطولة كانت غير مضمونة وهذا في حد ذاته شيء يمكن ان يجعلك تصاب بالدهشة. والادهش من ذلك ان ريال مدريد في الجانب الآخر كان قد استعد لمثل هذه الاحتفالية في حال فاز بالدوري بالاتفاق مع الشركة الراعية أيضا. المسألة ببساطة مسألة عقود الرعاية التي توقعها الأندية في أوروبا فالعقد في مثل هذه الأمور يتضمن أنه في حال فوز الفريق بالدوري سيكون هناك احتفالية بسيطة للجماهير واللاعبين معا في آخر مباراة للفريق في الدوري اذا كانت في ارضه او تخصيص يوم في الاسبوع ذاته للاحتفال في النادي ولا يهم المكسب المالي منها بشكل كبير بقدر ما تشكل هذه الاحتفالية تكريما للجمهور واللاعبين معا وتبادل التحايا. وما حدث في برشلونة حدث في ايطاليا حيث إذ كان الأنتر يلعب في ذات وقت مباراة منافسه روما ولكن أيضا وبالاتفاق مع شركتيهما الراعيتين كانا قد أعدا العدة للاحتفال وكما قلت هذه الاحتفالية التسويقية هدفها الأساسي ليس مادياً ولكنه هدف معنوي لمحبي النادي ومشجعيه. هذه الأمور رغم بساطتها إلا أنها مؤثرة جدا في عقلية الجماهير الأوروبية والأندية والشركات الراعية التي تنظر للموضوع من وجهة نظر عملية بحتة وهي أن جماهير هذا النادي هم أهم العملاء لديها وبالتالي يتم تقديم هدية بسيطة للجماهير مع نهاية الموسم تعتبر مسألة زيادة ولاء لها. الهلال فاز بالدوري السعودي قبل ثلاثة اسابيع من نهايته !!! واكتفى لاعبوه بالتعبير عن الفرحة في الملعب دون عمل أي شيء يجعل هذه الجماهير تعرف دورها وتسمع كلمة شكر من نجوم الفريق، وليس للشركة الراعية اي دور واضح في الاحتفالية الحقيقية بالدوري علماً ان الشركات الراعية لدينا همها الاكبر هو عدد الجماهير وكم عدد الاشتراكات وكم ظهرت العلامة في المدرجات مع الجماهير وآخر اهتماماتها الجمهور وتقديره باحتفالية على الطريقة الاوروبية. واتمنى من ادارات الاندية السعودية مستقبلاً مراجعة العقود في مراحل التجديد القادمة ليكون هدفها ربحاً مادياً مع تقدير للجماهير. .. انها العقلية التسويقية لا العقلية الانتهازية.