من الأشياء الهامة في كرة القدم للاندية والمنتخبات عموما هو الفوز وأن تفوز ببطولة معينة أو بمباراة هامة وكيفية استغلال هذا الفوز في الجانب التسويقي والمالي للنادي والمنتخب الذي تنتمي لها . وشاء الله أن نشهد في الوطن العربي خلال فترة وجيزة حدثين في منتهى الاهمية الأول هو فوز الهلال ببطولة دوري "زين" السعودي للمحترفين والثاني هو فوز منتخب مصر بكأس الأمم الأفريقية. وفي الحالتين لم نرَ او نشاهد أي استغلال للفوز بالبطولة وهو أمر غريب على الرغم من أهميته بالنسبة للجماهير والنادي وخزينته . خالد بن ابراهيم الربيعان نشر خبر يقول ان بطولة دوري زين كلف الهلال حوالي ربع مليار ريال!! وهو مبلغ كبير جدا ولكن لم يذكر ما هي مكاسب الهلال من الفوز بدوري زين الكروي لكرة القدم ؟ المسألة تتعدى الاحتفالات التي حدثت بعد تتويج الهلال باللقب والتنظيم البدائي للاحتفال وتتعدى حتى مجرد الاحتفال بل هي أمور توضع في خطط ادارة التسويق في النادي (وهي طبعاً غير موجودة ) من خلال " ماذا سنفعل عندما نفوز ببطولة" ؟ ان الفوز ببطولة هو تتويج لمجهود فريق عمل فني ولاعبين وإدارة وجماهير وبالتالي فالكل يجب أن يتم تكريمه في هذه الاحتفالية الكبيرة وأيضا يجب ان يخرج النادي ببعض المكاسب المالية التي تؤكد ان النادي كما يدفع يجب ان يربح وهي أبسط أصول التجارة والتسويق ومن خلاله فان الجانب النفسي والمعنوي في الاحتفال يكون هو الأساس ومن بعده يأتي الجانب المادي فالجماهير التي ساندت الهلال مثلا على مدار الموسم وذهبت معه في كل مكان من حقها أن تستمع بهذا الفريق وتحتفل معه عندما يحقق الفوز وهو الشيء الذي تنتظره الجماهير مع نهاية المشوار وبالتالي يجب أن توضع الجماهير في أولويات الإدارة وخاصة ادارة التسويق ( غير الموجودة ) لأنه وفي نفس الوقت هو المستهلك الذي يشتري ويستخدم منتجات ناديه الذي يعشقه. في أوروبا مثلا عندما فاز برشلونة بالدوري الأسباني العام الماضي قام بدعوة جماهيره الى الملعب وقام بطباعة تذاكر خاصة كتذكار لهذه المناسبة وبالطبع قامت إحدى الشركات الكبرى وتحديدا الشركة الراعية للنادي الكاتالوني بتكلفة هذه التذاكر والحفل بوجه عام وقام النادي الكاتالوني بتقديم نجومه للجماهير في الملعب الكبير – الكامب نو – مع عرض مسيرة اللاعب مع الفريق في بطولة الدوري الأسباني ومشاركاته وعدد أهدافه وما إلى ذلك. هذا الحفل البسيط الذي لم يتكلف اي شيء من النادي الكاتالوني وضع في خزينة النادي ما لا يقل عن 800 ألف يورو بشكل مباشر الى جانب عائدات النقل التلفزيوني لهذا الحدث وتم ايضاً بيع قميص خاص بالمناسبة مكتوبا عليه ( نحن الأبطال ) وهذا القميص مع اغراض النادي الاخرى بيعت في يوم واحد بحوالي 100 مليون يورو !!. اما في احتفال دوري زين فالهلال فاز بالبطولة وكان احتفالاً بسيطا غير منظم تنظيما احترافيا على الإطلاق حيث اختلط الجميع مع بعضهم البعض بحيث يخيل لك ان المصورين وذوي الاشمغة هم من اخذ البطولة . الهلال لم يحقق من وراء هذا الاحتفال اي مكسب تشعر معه الجماهير التي ساندته وهذه نقطة خطيرة جدا لان هذه الجماهير تساند طوال الموسم من أجل لحظات تاريخية مثل هذه فهل كانت ادارة نادي الهلال مستعدة واجزم لكم ان الجواب هو لا !! بل تركت الرعاة يفكرون عنها مما خدش هيبة الهلال . ونفس الأمر حدث في القاهرة لمنتخب مصر الذي حقق انتصارا كبيرا ولم يحتفل مع جماهيره عندما عاد الى ارض مصر ولم يستغل الموقف و حالة السعادة لدى هذه الجماهير .فما بين السعودية والقاهرة شاهدنا موقفين إذا حدثا في دولة أوروبية ستجد هناك احتفالية كبيرة ومكاسب كبيرة للجميع لأن المسألة في النهاية معنوية ومادية . لنقارن مثلا بما حدث في السنة الماضية عندما فازت أسبانيا بكأس الأمم الأوروبية ومن خلالها رأينا احتفالات رائعة للمنتخب الاسباني وهذه الاحتفالات أسعدت الجماهير وأضافت الدعم المادي لخزينة الاتحاد الأسباني . أما في الرياضوالقاهرة فلم يستفد لا الهلال ولا منتخب مصر من نصرين كبيرين لعدم وضوح الفكرة التسويقية في هذين المكسبين وهو أمر يجب ان يعاد النظر فيه بشكل كامل .