القضية الأبرز والأسخن في إسبانيا الأسبوع الماضي هي أين سيقام نهائي كأس الملك، والذي تأهل له فريقا برشلونة وأتليتكو بلباو، فالنظام في أسبانيا لا يحدد مكان لعب النهائي إلا عند اقترابه ومعرفة المتأهلين، بحيث تعقد الاجتماعات بين الجهات الثلاثة (طرفي النهائي والاتحاد الأسباني)، ثم يتم الاتفاق على الملعب من بين الملاعب المقترحة بحسب موقعها وسهولة الوصول بالنسبة لجماهير الناديين والطاقة الاستيعابية للملعب ويُرسل الطلب للنادي صاحب الملعب وتأتي الموافقة، نعم تأتي الموافقة، فلم يسبق أن رفض أي نادي إقامة النهائي على ملعبه حتى هذه اللحظة، لاسيما وأن النادي المستضيف سيحصل على 33% من عوائد التذاكر لهذه المباراة، إضافة إلى الفائدة التي ستتحصل عليها المدينة جراء حضور جماهير الفريقين لها واستخدامهم لخدماتها ومنشآتها وفنادقها. تداول البعض بالأيام الماضية مسألة رفض نادي برشلونة إستضافة نهائي عام 2004، وهي معلومة تبدو لي غير دقيقة بتأكيد العديد من المصادر التي تؤكد أنه لم يأتي رفض رسمي من إدارة برشلونة حول استضافة النهائي، بل كان ترشيحاً من بلدية برشلونة للملعب الأولمبي فيها بدلاً من الكامب نو. عموماً، وبغض النظر عن أولوية الرفض، لماذا يريد الفريقين إقامة النهائي في سانتياغو برنابيو؟ ولماذا لا يريد ريال مدريد إقامة نهائي كأس الملك في ملعبه؟ مدريد.. الخيار الأفضل برشلونة وأتليتكو بلباو، الفريقان الأكثر تتويجاً بلقب كأس الملك (25 و23 لقب على التوالي)، واللذان التقيا في نهائي 2009 في المستايا ملعب فريق فالنسيا الذي يتسع ل55 ألف متفرج، ويومها بقي عشرات الآلاف خارج الملعب دون تذاكر نظراً لمحدودية استيعاب الملعب. الناديان الجماهيريان يبحثان عن الملعب الأكثر سعة، وهنا نرى الآتي: الكامب نو: يتسع لأكثر من 99,000 مشجع، لكن المشكلة في كونه مقراً لأحد طرفي النهائي. سانتياغو برنابيو: يتسع ل85,000 وهو الملعب القضية. فيسينتي كالديرون والمستايا: يتسعان ل55,000، الأول يحتضن حفل غنائي في التاريخ المقترح، لذا لم يتبقَ سوى ملعب فالنسيا (المستايا) لاستضافة المباراة. إضافة إلى ذلك، فإن المسافة من معقل الفريقين إلى مدينة مدريد هي مسافة قريبة للطرفين تستغرق حوالي ساعة بالطائرة. ريال مدريد.. يرفض! ريال مدريد أبلغ الاتحاد الأسباني بوجود أعمال صيانة في ملعب النادي بين التاريخين المقترحين (20 و 25 مايو)، كما أنه لا يستبعد إقامة احتفال بالفريق في ملعبه في حال حقق لقب دوري أبطال أوروبا الذي سيلعب في 19 مايو. كما أن جماهير ريال مدريد هتفت برفضها في مباراة الفريق الأخيرة أن يلعب النهائي على ملعبها، ولذلك عدة أسباب لا تخفى على المتابعين، وهي عدم الرغبة في رؤية الخصم اللدود وهو يحتفل بالكأس في حال فوزه على أرض ملعب النادي الملكي. وهنا نستطيع أن نتذكر حلم برشلونة بالوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا 2010 على ملعب سانتياغو برنابيو، واحتفالية صحافة ريال مدريد بخروج البارسا أمام إنتر ميلان وتحطم الحلم:
وعلى الجانب الآخر جمهور برشلونة يريد أن يحدث العكس ليعيد ذكريات ما حصل عام 1997 عندما حقق لقب الكأس على ملعب ريال مدريد واحتفل به هناك على أنغام نشيد النادي كما يظهر في هذا الفيديو. أخيراً، ومن زاوية غير رياضية، فإن مدريد كعاصمة قد لا ترغب في استضافة نهائي بين فريقين من إقليمين يطالبان بالانفصال، خصوصاً وأنه عُرف عن جمهورهما إطلاق صافرات الاستهجان تجاه النشيد الملكي عند عزفه، وتجاه الملك عند وصوله للمباراة، وهو ما قاما به في ملعب المستايا بفالنسيا في آخر نهائي جمعهما، وتستطيعون رؤية وسماع الجماهير وهم يهتفون ضد النشيد. لننتظر الأيام القادمة ونرى ماالذي سيحدث، فقد يكون انفجار المشكلة هذا العام في ظل عدم وجود ملعب وطني في أسبانيا (يستضيف مثل هذه الفعاليات) هو خطوة نحو وضوح أكثر في اختيار مكان النهائي، سواءً بتحديده مسبقاً، أوبجعله من مباراتين ذهاباً وإياباً لكلا الفريقين.