يهدف الشاعر الدكتور خليفة الوقيان في كتابه (الثقافة في الكويت) الصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إلى إلقاء الضوء على الحركة الثقافية الكويتية من خلال كل الفنون والآداب ويبرز طائفة من الرموز الثقافية التي كان لها دور هام في تفعيل الحراك الثقافي في الكويت، ففي الشعر يسلط الضوء على كوكبة من الشعراء أمثال الشاعرين عثمان بن سند (1180 - 1242ه) ومجايله عبدالجليل الطبطبائي (1190 - 1270ه) ويظهر دورهما البارز في وضع اللبنات الأولى لحركة الشعر في الكويت، أما القصة القصيرة فيؤرخ لها منذ أن نشر خالد الفرج قصته (منيرة) في مجلة الكويت عام 1348ه وتلا هذه القصة عدد كبير من القصص خطها أدباء الكويت مثل وليد عريب وقاسم مشاري وجاسم القطامي وأحمد العدواني ويعقوب الحمد وغيرهم من القصاصين. في حين يرصد الوقيان حركة الرواية الكويتية بصدور رواية (آلام الصديق) عام 1368ه لكاتب فرحان الفرحان وتوالت بعد ذلك الروايات للكتاب الكويتيين مثل رواية (مدرِّسة المرقاب) لعبدالله خلف ورواية (الحرمان) لنورية السداني وينتقل المؤلف إلى أبي الفنون (المسرح). محددا مسرحية (محاورة إصلاحية) التي مثلت عام 1924م للشيخ عبدالعزيز الرشيد وجاء بعدها مسرحية (إسلام عمر) عام 1939م مسجلة تطوراً كبيراً لفن المسرح الكويتي وكتب بعد ذلك حمد الرجيب ومحمد الرجيب وعبدالله المطوع ويوسف الشايجي وغيرهم جملة من المسرحيات أما الموسيقى والغناء فيؤكد الوقيان انهما تلازما مع المهن البحرية فانتشرت الفنون البحرية مثل اليامال والخطفة والحدادي، لكن يبرز دور الفنان عبدالله الفرج (1836 - 1901م) في نشأة الغناء والموسيقى لكونه أدخل المقامات الشرقية والسلالم الغربيةالجديدة علىالألحان الكويتية، ومن الفنانين الكويتيين الفنان عبدالله الفضالة (1900 - 1967م) الذي اطلع على الشعر الفصيح والشعر النبطي وتعلم قواعد الموسيقى الشرقيةوالغربية لدى أساتذة مختصين اضافة أيضاً إلى الفنان عبداللطيف الكويتي (1904 - 1975م) الذي يعد من أوائل من سجل أغانيه على اسطوانات وأشرطة فأذيعت من محطات بغداد والقاهرة ودمشق في حين يؤرخ للفنون التشكيلية فهو يضع الشاعر والفنان عبدالله الفرج في قائمة التشكيليين الكويتيين من خلال اشتغاله بالرسم والنحت ثم بظهور الفنان أحمد العامر الذي علق بعض لوحاته على جدران المدرسة المباركية، عاصره الفنان معجب الدوسري والذي يعد أول فنان كويتي يدرس الفنون التشكيلية. ويختم الوقيان كتابه بفن السينما الذي دخل الكويت عام 1936م وقد صوّر أول فيلم كويتي عام 1939م وكان عن أعمال البحر والغوص وفي عام 1946م انجزت شركة الكويت فيلماً تسجيلياً عن النفط وشهد عام 1948م تصوير فيلم (الكويت بين الأمس واليوم) وتوالى بعد ذلك تصوير الأفلام الكويتية لاسيما بعد السماح بإنشاء دور للعرض السينمائي عام 1954م، ومن أبرز الأسماء المشاركة في صناعة السينما الكويتية محمد قبازرد وأحمد العامر ومحمد السنعوسي وخالد الصديق وهاشم محمد وعبدالرحمن المسلم وعامر الزهير وآخرون.