لن يجدي الحديث او الكلام، تحد ينوء بصورة تذرف العيون والقلوب والضمائر، ،سعوديون يتألقون ويوقدون شمعة بوحهم «الرياض» التي لم تتعفف قيد حرف.. بل سكبت في قلوبهم مداد فرح لتشاركهم الفرحة بسباق الجري، الخيري الخامس عشر الذي أقيم في الخبر ويعود ريعه للعمل التطوعي تحت شعار «تطوع من أجل مملكتنا الحبيبة» شارك في هذا السباق ذوي الاحتياجات الخاصة (الفئة الحركية والسمعية والبصرية والشلل الدماغي والتخلف العقلي)، وشارك فيه أكثر من 500 متطوع من ارامكو وتعليم الشرقية والكشافة ومتطوعين من جهات أخرى. تحدي الإعاقة لم يكن يعلم إبراهيم وعمران ،الأخوان ذوا الإعاقة الفكرية بأن انتظارهم أمام مدرستهم الابتدائية (ابن خلدون بسيهات برنامج تربية فكرية) من الساعة الحادية عشرة صباحاً للذهاب الى الخبر والمشاركة في السباق الخيري الخامس عشر الساعة الثالثة عصراً سيقودهم إلى منصة، التتويج في برنامج التحمل. وبالعودة إلى إبراهيم وعمران ذوي التسعة أعوام اللذين، تركهما والداهما منذ نعومة أظفارهما ولم يتجاوزا السنتين بلا راع، فبعد طلاق والديهم واتخاذ كل منهما طريقه بسبب الإعاقة بقي عمران وإبراهيم بلا عائل، حتى قيض الله لهم أخاهم الأكبر الذي تبناهم وقدم لهم الرعاية وأدخلهم برنامج التربية الفكرية وأوصلهم الى مرحلة بأن إدارة التربية والتعليم وبرنامج التربية الفكرية تفكر، جدياً في دمجهم ضمن طلبة التعليم العام. يقول إبراهيم وعمران نحن ممتنان لمن احتوانا ومنحنا الحياة مره أخرى أخونا الأكبر ومعلمنا في هذه الحياة، مثمنين للأستاذ عبدالعزيز التركي رئيس اللجنة العليا لسباق الجري الخيري بالمنطقة الشرقية دوره في إقامة هذا السباق والفرصة التي منحهما إياها، والشكر موصول لإدارة التربية والتعليم ولأساتذتنا الأفاضل الذين منحونا فرصة للحياة مرة أخرى. يقول الأستاذ زكريا بوعبيد والأستاذ عماد العسيف، مشرفين في برنامج التربية الفكرية في مدرسة ابن خلدون الابتدائية بسيهات، بان إبراهيم وعمران وصلا إلى مرحلة النضج الفكري، حيث هناك دراسة بتشكيل لجنة مكونة من برنامج التربية الفكرية لذوي الاحتياجات الخاصة، وإدارة التربية والتعليم لدمجهم في برنامج التعليم العام بعد ظهور علامات الذكاء تمكنهما من الدمج والحياة بشكل طبيعي مع الآخرين. ومن جانبه يقول الأستاذ سعيد بن عوض الزهراني، رئيس لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة في السباق ومشرف تربوي بإدارة التربية الخاصة بإدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية «بنين» بأن جائزة التحمل تمنح للمراكز الأولى في التحمل، لخمس فئات من ذوي الاحتياجات الخاصة لتشجيعهم على قدرتهم على تحمل السباق وإنهائه وهذه الفئات هي (الصم وضعاف السمع، المكفوفين وضعاف البصر، والتربية الفكرية ، والشلل الدماغي، والإعاقة الحركية). الفوز يحدد زواج معاق وفي قصة ذات صلة التقينا مع الفائز الثالث في سباق ذوي الاحتياجات الخاصة لخمسة كيلو على خالد الشويخات إعاقته ذهنية، يقول علي ان هذا السباق منحه الإرادة مرة أخرى خاصة وهو مقبل على زواج خلال الشهرين المقبلين، ويضيف بأنه دخل هذا السباق متحدياً لإعاقته حتى يثبت لزوجته أنه قادر على تحمل مسئولية نفسه ومسؤوليتها، وما أن انتهى السباق حتى أخذ هاتفه النقال مباشرة ليبلغها أنه حصل على المركز الثالث في سباق تجاوز عدد المشاركين فيه ال 2000 متسابق من ذوي الاحتياجات الخاصة ذارفاً الدموع أمام الجميع. منطلق إنساني ووجه الأستاذ مكي خليفة ،من جمعية سيهات لذوي الاحتياجات الخاصة دعوة للأبناء والآباء والإخوان بالمحافظة على أبنائهم وإخوانهم ووالديهم، واصفاً ذلك بعمل الرحمة التي تصل لكل من يساعد هذه الفئة، من منطلق واجبنا الإنساني للإنسانية جمعأ. معوقات دمج المعاقين ويحدد الأستاذ حسين البرباري مشرف تربية خاصة المعوقات التي تواجههم في عملهم، مع ذوي الاحتياجات الخاصة، هي عدم تقبل المعاقين من المجتمع مطالباً بإعادة تثقيف المجتمع وتقبلهم لأبنائهم المعاقين كما هم مشيراً إلى ان هناك جانبا توعويا تقوم به الجمعيات الخيرية، بالمنطقة من اجل التثقيف وإعادة فهم المجتمع لنفسية المعاق. وأضاف البرباري بأن أهداف، هذا السباق ورسالته السامية هو دمج هؤلاء المعاقين ودمجهم مع اخوانهم الأسوياء عن طريق ثلاثة اتجاهات (الدمج المكاني، والدمج الزماني، والدمج المعكوس)، ملمحاً بأنه من اجل دمج المعاق في المجتمع لابد من تقبل المجتمع للمعاق، وتقبل المعاق إعاقته التي ابتلاه الله بها والتعايش معها في ظل تقبله من الجميع. وقد ثمن مشرفو التربية الخاصة بإدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية خطوة جريدة «الرياض» بتحويل المواد المقروءة إلى مواد سمعية ليتفاعل معها المكفوفون وضعاف البصر مما يجعل موقع «الرياض الالكتروني» الرائد دائماً في هذه الخطوة المباركة التي لم تتجاهل ذوي الاحتياجات الخاصة « فشكراً للرياض». مدير جامعة الملك فهد يكرم إبراهيم أحد الأخوين الفائزين بسباق التحمل أحد ذوي الاحتياجات الخاصة يساعد زميلاً معاقاً ذهنياً