سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
(العبدالله) الدمج يعمل على تحقيق التوازن الاجتماعي والنفسي بين الطالبات ويخلص ذوي الاحتياجات الخاصة من عزلتهم تعقيباً على تذمر طالبات معهد التربية الفكرية من الدمج بالمدارس الحكومية:
نشرت «الرياض» في عددها رقم 13254 ليوم الخميس 22/8/1425ه تقريراً عن تذمر طالبات معهد التربية الفكرية من دمجهن بالمدارس الحكومية وقد تلقت «الرياض» التعقيب التالي من مدير عام التربية والتعليم للبنات بمنطقة الرياض فيما يلي نص التعقيب: سعادة رئيس تحرير جريدة «الرياض» حفظه الله فقد أطلعنا على اللقاء الصحفي الذي نشر في جريدتكم في العدد رقم (13254) يوم الخميس الموافق 23/8/1425ه وما تضمنه من ملاحظات حول دمج ذوات الاحتياجات الخاصة في مدارس التعليم العام ونحن إذ نشكر لجريدتكم الاهتمام بهذا الموضوع الحيوي، لنعدها فرصة ثمينة لتعريف القراء بمفهوم الدمج وأساليبه والإجابة عن الملاحظات والاستفسارات الواردة في اللقاء.. مفهوم الدمج يشير مفهوم الدمج إلى تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس التعليم العام بحيث يتم تزويدهم ببيئة طبيعية حيث يتلقى هؤلاء الأطفال التعليم مع أقرانهم غير المعوقين، وبذلك يتخلصون من عزلتهم عن المجتمع التي تتمثل في وجودهم بمدارس خاصة. أساليب الدمج التربوي 1- برنامج الفصول الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية: ويتضمن هذا النمط إلحاق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بفصل خاص بالمدرسة العادية مع العمل على إتاحة الفرصة لهم للاندماج مع أقرانهم العاديين في الأنشطة اللاصفية وبعض الحصص الدراسية مثل الرياضة والفنية وهذا هو الأسلوب المقدم في دمج الطالبات القابلات للتعليم من فئة الاعاقة العقلية. 2- برنامج غرفة المصادر: عبارة عن غرفة في المدرسة العادية تكون ذات مستلزمات مكانية وتجهيزية بشرية تحددها طبيعة خصائص واحتياجات الفئة أو الفئات المستفيدة وهذا هو الأسلوب المقدم في خدمة الطالبات ذوات صعوبات التعلم واضطرابات التواصل. 3- برنامج المعلم المتجول: حيث يقوم معلم أو أخصائي في التربية الخاصة بزيارة عدد محدد من المدارس التي يوجد بها طلاب ذوي احتياجات خاصة بغرض تقديم خدمات التربية الخاصة لهم والتي لا تستدعي تقديمها بشكل يومي وإنما في فترات محددة في الأسبوع مثل جلسات النطق والتخاطب أو برامج تعديل السلوك. مميزات الدمج التربوي: 1- التقليل من الفوارق الاجتماعية والنفسية بين الأطفال. 2- تخليص الطفل من الوصمة التي يمكن ان تلحقه نتيجة وجوده في معهد خاص. 3- تعديل اتجاهات أفراد المجتمع والأسرة وتوقعاتهم نحو الطفل المعاق. 4- تمكين الطفل المعاق من الدراسة في بيئة طبيعية وليست بيئة محمية ومعزولة مثل المعاهد الخاصة. 5- من الناحية الاقتصادية فإن دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة يكون أقل تكلفة مما لو وضعوا في مدارس خاصة بهم، لما تحتاجه تلك المدارس من أبنية ذات مواصفات خاصة وجهاز إداري وتعليمي، وقد أثبت الدراسات ان تكلفة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة العادية أقل منها في المدرسة الخاصة. 6- ان الدمج يحقق توسيع قاعدة الخدمات لتشمل أعداداً كبيرة من الأطفال في المجتمع وخاصة ان أعلى نسبة من المعاقين تشكلها مجموعة الأطفال الذين يقعون ضمن الفئات البسيطة والمتوسطة. 7- ان الدمج يحقق مبدأ المساواة والعدل بين جميع الطلاب على اختلاف فئاتهم. سلبيات الدمج التربوي: 1- ان نجاح عملية الدمج التربوي تعتمد على وجود نظام مساند بحيث يستطيع المعلمون والإداريون في التعليم العام والخاص الوفاء بالاحتياجات الأساسية للأطفال وذلك بوجود معلمين متخصصين وبيئة مناسبة. 2- ان الاتجاهات السلبية التي قد توجد لدى معلمي الفصول العادية أو لدى الأطفال العاديين قد تجعل من عملية الدمج تجربة سلبية للأطفال. 3- مباني التعليم العام غير مهيأة لتلك الفئة مما قد يشكل صعوبات للأطفال المعاقين. ومما سبق يتضح ان إيجابيات دمج الأطفال المعوقين في المدارس العادية تفوق كثيراً سلبياته، والأهم من ذلك هو ان سلبيات الدمج التربوي تعتبر بطبيعتها من النوع الذي يمكن معالجته والتغلب عليه. أما من حيث الاتجاهات نحو الدمج التربوي فقد أثبتت دراسات عديدة أنها تتركز في ثلاثة اتجاهات: 1- الاتجاه الأول: أصحاب هذا الاتجاه يعارضون فكرة الدمج ويعتبرون تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس خاصة بهم أكثر فعالية وأمناً حتى لو أدى ذلك لعزلهم عن المجتمع. 2- الاتجاه الثاني: أصحاب هذا الاتجاه يؤيدون فكرة الدمج لما لذلك من أثر في تعديل اتجاهات المجتمع والتخلص من عزل الأطفال والذي يسبب بالتالي الحاق وصمة العجز والقصور والاعاقة وغيرها من الصفات السلبية التي يكون لها أثر على الطفل وطموحه ودافعيته أو على الأسرة والمجتمع بشكل عام. 3- الاتجاه الثالث: أصحاب هذا الاتجاه يرون أنه من المناسب المحايدة والاعتدال، حيث ان هناك فئات ليس من السهل دمجهم بل يفضل تقديم الخدمات الخاصة بهم من خلال معاهد خاصة مثل ذوي الاعاقات الشديدة والمتعددة، ويؤيدون دمج ذوي الاعاقات البسيطة والمتوسطة في المدارس العادية. ومن خلال هذه الاتجاهات فإن الرؤية تشير إلى ان الاتجاه الثالث هو الاتجاه المناسب حيث ان برنامج الدمج يجب ان يراعي نوع الاعاقة وشدتها حيث تدمج الاعاقات البسيطة والمتوسطة، وتقدم الخدمات في معاهد خاصة للاعاقات الشديدة والمتعددة. هذه مقدمة يسيرة للاطلاع على مفهوم الدمج وما يتعلق به نود ان نجيب عن الملاحظات الواردة في اللقاء كما يلي: 1- دمج الطالبات القابلات للتعلم والاعاقة العقلية البسيطة في مدارس التعليم العام قد بدأ منذ عام 1419ه أي له ما يقارب (6 سنوات) وليس حديثاً هذا العام يلتحق به ما يزيد عن (100 طالبة) يندمجن مع طالبات التعليم العام في الأنشطة اللامنهجية والأنشطة المدرسية المختلفة وذلك وفقاً لتوجهات وزارة التربية والتعليم في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية وليس هناك تسرب للتلميذات من هذه البرامج كما صوره المقال والا لما استمرت البرامج كل هذه السنوات، إذ كيف تقدم خدمة بدون طالبات؟! كما ان الاعتراض على عملية الدمج جاء متزامناً لندب المعلمات من المعاهد إلى البرامج هذا العام فقط ولم يتم الاعتراض عليه خلال الست سنوات الماضية. 2- إذا كان بعض الأهالي يرغبون بتسجيل بناتهن في معهد التربية الفكرية، فهناك فئة أخرى لا ترغب بذلك وتعارض هذا بشدة وتصر على بقاء التلميذة في الفصول العادية في المدارس الحكومية حتى لو اقتضى الأمر رسوب الطالبة عدة سنوات، وهناك أيضاً بعض الأهالي الذين يلحقون بناتهن ببرامج التربية الخاصة في المدارس الأهلية رغم التكاليف الباهظة ويرفضون تسجيلهم في معاهد التربية الفكرية رغم انطباق الشروط عليهم. 3- ان الدمج التربوي يسير وفقاً لتوجهات الدولة رعاها الله في تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الدراسة في بيئة طبيعية ومع أقرانهم قدر الامكان، ولذا فلا علاقة لوجود لجنة التصحيح في المعهد إذ ان الدمج التربوي قد بدأ قبل مجيء لجنة التصحيح للمعهد ثم ان الصفوف التي افتتحت في البرامج الحديثة أغلبها للصفوف المبكرة بمعنى ان أغلب الطالبات لم يسبق لهن الالتحاق بالمعهد أو أنهن محولات من التعليم العام. 4- ان لجنة التصحيح في المعهد قد قامت بتخزين الأدوات والأجهزة في جزء من مكان مخصص للمعرض المدرسي فقط مع تركها الجزء الآخر، وتم فتح جميع الفصول والمرافق الأخرى. 5- وجود معهدين في الرياض لا يخدم كافة الطالبات، إذ ان مدينة الرياض مدينة شاسعة حتى أنه في حال وجود معهد في مكان معين في الشرق مثلاً فسيظل هناك أحياء في نفس المنطقة بعيدة عن مكان وجود المعهد وهذا ما أشار إليه المقال من خروج الطالبات في الخامسة فجراً من بيوتهن للوصول للمعهد. ووجود مدارس قريبة لمنازل الطالبات في كل حي سيوفر العناء على الطالبات ويتيح للطالبة ان تلتحق بالمدرسة التي تلتحق بها أخواتها أو قريباتها. وهذا ينسحب على الاقتراح بوجود معهد في شمال وجنوب الرياض، إذاً ستظل هناك أحياء بعيدة عن منطقة المعهد بالإضافة إلي ما في هذا من تعزيز عزل المعاق واقصائه عن المجتمع. 6- وفيما يتعلق بندب المعلمات، فهو نظام متبع في الوزارة وتتحمل المعلمة عند التعيين ما يترتب على ذلك من واجبات عليها وهذا معمول به في جميع المدارس التابعة للوزارة وتمنح المعلمة بعض المميزات مقابل تنفيذها للندب وتعاونها في خدمة الطالبات في أي مكان وجدت فيه ولا تمنح المعلمة المقيمة في مدرستها. 7- يتم من خلال لجنة القبول في المعهدد تحديد حالة الطالبة المناسبة للدمج ويؤخذ في الاعتبار قرب مكان السكن قدر الإمكان من المدرسة بدليل وجود طالبات في المعهد في الصف الأول ابتدائي لم يتم دمجهن. 8- تم اختيار المدارس بناء على ترشيح مكاتب الإشراف أو على إثر زيارات ميدانية للمشرفات للتأكد من وجود فصول شاغرة وقد وجدنا من أغلب المديرات كل تقبل وتفهم وسعي لاحتواء هؤلاء الطالبات وتذليل العقبات أمامهن إيماناً منهن بحقهن في الحياة الطبيعية مع زميلاتهن في المدرسة العادية. 9- يوجد في المعهد عدد كاف من المعلمات اللاتي يؤدين عملهن بكل كفاءة واقتدار لخدمة الطالبات. وفي الختام نود ان نشير إلى ان الاقتراحات التي وردت في المقال ستحظى باهتمامنا وسنعمل على دراستها لتنفيذ الصالح منها الذي يخدم تلك الفئة. والله من وراء القصد،،،