سجلت الأحداث الجنوبية على الشريط الحدودي للمملكة تراجعاً كبيراً في أعداد مخالفي نظام الإقامة والعمل، وتحديداً الخادمات الإفريقيات؛ اللاتي يصلن من دول جنوب أفريقيا عبر البحر الأحمر وخليج عدن باتجاه اليمن، حيث ينشط في هذا "المثلث" تهريب الخادمات، وتسهيل دخولهن إلى المملكة بطريقة غير مشروعة.. وعلى الرغم من أن هذه الحالات تعد محدودة، إلاّ أنها تشكل تهديداً أمنياً، مما يتطلب منه وعي المواطن ليكون "رجل الأمن" المسؤول عن تطهير مجتمعه من المخالفين، من خلال عدم نقلهم أو إيوائهم أو تشغيلهم. طريقة التشغيل ويتم تشغيل الخادمات في الجنوب، من خلال تكفل مجموعات غير منظمة بإحضار الخادمات، مقابل حصولهم على مبلغ 500 ريال يتسلمها رئيس "المجموعة" ويصنف نفسه مديراً للمكتب، بينما يفرض 1000 ريال راتباً شهرياً للخادمة؛ ممن لديها خبرة وسبق لها العمل لدى أسرة سعودية و600 ريال للعاملة الحديثة. ويجري الاتفاق بين الزبائن الذين هم مواطنون ومواطنات ولديهم خلفية بعقوبات التستر على مخالفي نظام الإقامة والعمل، ورؤساء تلك "المجموعات" على عمل الخادمة لمدة ستة أشهر بدون إجازة، بعد أن كشفوا أن إجازة نهاية الشهر والتي عادة ترفض فيها الخادمة العودة للعمل مجدداً والعمل لدى جهة أخرى لكسب 500 ريال جديدة، ما هي إلا حيلة تمارسها هذه "المجموعات" لكسب أموال أكبر. وتعد النساء الأكثر اتصالاً على تلك "المجموعات"، مما تسبب في انتشارهن؛ كما يرفضن التعامل مع السيدة غير المعروفة لديهن مسبقاً ويطلبن منها أن تتصل بهن السيدة التي حصلت على رقم رئيس المجموعة لتزكيتها وتتعهد له بأنها لا تشكل خطراً على نشاطهم. قصة أنيسة هذه الملامح كشفتها للرياض السيدة أنيسة وهي عاملة منزلية صومالية الجنسية دخلت المملكة؛ متسللة عبر الحدود الجنوبية مع اليمن منذ عام. وتحكي تفاصيل تنقلاتها فتقول "انتقلنا من سواحل شرقي الصومال عبر قوارب صغيرة يقلها العشرات من النساء والأطفال باتجاه السواحل اليمنية، ومن هناك توجهنا إلى المملكة متسللين ويقوم بمساندتنا رجال صوماليين"، مشيرة إلى أن عدداً من الشخصيات في الصومال يحرضونا على الهجرة إلى المملكة بحجة وجود حياة أفضل من الصومال مقابل مبلغ مالي يصل إلى 2000 ريال لمن يتكفل بنقلنا؛ ندفعها له بعد عملنا في المنازل كخادمات. ولكن أنيسة وجدت حياة قاسية بانتظارها، ولا تقل شقاء عن حياتها في الصومال -على حد تعبيرها-، فهم يعيشون داخل منازل شعبية قديمة أو في الجبال والأودية البعيدة عن العمران ويتنقلون بين المنازل للعمل كخادمات؛ في حين كانت تتعلم اللغة الانجليزية في بلدها، ووالدها الذي يتولى مصروفات تعليمها ولتؤكد أنها خرجت من المنزل وهربت إلى المملكة، ووالداها لا يعلمون بذلك. الى ذلك كانت منطقة عسير تعج بالعديد من مخالفي أنظمة الإقامة، والمجهولين الذين اتخذوا الأودية والجبال أماكن لهم الإ أن الأحداث الأخيرة على الحدود كان لها الأثر الكبير في تقلص دخولهم، وهذا ما تعيشه المنطقة الآن من خلو شبه تام من المجهولين. مسؤولية المواطن واكد الناطق الرسمي لشرطة منطقة عسير العقيد عبدالله القرني على القبض على أعداد كبيرة من مجهولي الهوية تزيد في مجملها على 3000 مجهول، مشيراً إلى أن الأوضاع الأمنية في منطقة عسير بعد تلك الأحداث على الحد الجنوبي تعتبر مستقرة وآمنه ساعدها في ذلك تكثيف ميداني من قبل الدوريات الأمنية وعدد من الجهات الأمنية تتمثل في الجوازات وحرس الحدود، وأيضاً التغطية الكاملة للمنافذ بنقاط التفتيش، إضافة الى مراقبة كل الطرق التي يستخدمها مجهولو الهوية والمتسللين للعبور الى أراضي الوطن. وأهاب العقيد القرني بكل مواطن ينتمي الى أرض هذا الوطن أن يكون رجل أمن بشخصه، ويشارك على الحفاظ على أمنه وممتلكاته وأن يكون اليد المساعدة الصادقة للحفاظ على الاستقرار ليعيش الوطن دون جريمة.