كشفت مصادر خاصة ل”الشرق” عن إقبال كثير من المواطنين على اتخاذ عاملات مقيمات بطريقة غير شرعية للعمل في منازلهم، في ظل صعوبة الحصول على الخادمات النظاميات والاحتياج إليهنّ، حيث تبحث الأسر عن العاملات المنزليات الهاربات أو المتسللات عبر الحدود بطرق غير قانونية، خصوصاً مع اقتراب موسم الأفراح والمناسبات، إلى جانب قرب دخول شهر رمضان، دون النظر إلى العواقب الصحية والأمنية. وتتم تغطية معظم حالات تشغيل العاملات غير النظاميات عن طريق سماسرة يحملون نفس جنسية العاملات، ويتقاضون مقابل كل عاملة مبلغاً من المال يصل إلى 300 ريال أو يزيد، بحسب المسافة والطريق وعوامل أخرى، وتتوجه العاملات المجهولات إلى مدن مختلفة، على رأسها الرياضوجدة ومكة، وغيرها من المدن الكبيرة عبر الحدود الجنوبية تحديداً، ومنهنّ من تستقر في محافظات وقرى جازان. الجنسية الأثيوبية ورصدت “الشرق” بعض العوائل من جازان، يستعينون بعاملات مجهولات للعمل في منازلهم، مبينين أن غالبيتهنّ يمثلن الجنسية الأثيوبية وتليها الصومالية، أما العاملات اليمنيات فيشكلن مجموعات يعملن في المنازل بالساعات، ويتنقلن في اليوم الواحد لأكثر من منزل مقابل مبالغ مالية، وما شجعهنّ على هذه المهن كون أسرهنّ يسكنون القرى البعيدة عن المدن، الأمر الذي يشكل نوعاً من الأمان لهنّ. قضايا جنائية وأوضحت التقارير والملفات الأمنية الخاصة بالعاملات المجهولات، أن للكثير منهنّ قضايا جنائية من أبرزها السرقات بأنواعها، أو إصابتهنّ بأمراض معدية أهمها مرض الإيدز، إلى جانب القضايا التي تتابع تفاصيل أحداثها الجهات الأمنية، كقضايا انتحارهنّ في ظروف غامضة، كما أوضحت التقارير أن الأسر السعودية تبدأ مع مطلع كل إجازة صيف بتكثيف اتصالاتها وتواصلها مع السماسرة سواء كانوا سعوديين أو من جنسيات أخرى، كي يتم الاتفاق على إحدى العاملات غير النظاميات للعمل مقابل مبلغ شهري يدفع لها، وتتفاوت رواتبهنّ ما بين 1500 ريال كأقل سعر وقد يتجاوز ذلك إلى مبلغ ألفي ريال. وقد نجحت الجهات الأمنية ورجال الأمن في التصدي لعمليات تهريب العاملات المتسللات، كما ألقت القبض على غيرهنّ ممن يختبئن في بيوت شعبية داخل الأحياء القديمة قبل أن يتم توزيعهنّ على المنازل، وتمكنت الدوريات الأمنية المراقبة للطرق بدورها من القبض على السيارات التي تهربهنّ لمدن مختلفة. القبض على العمالة الرائد عبدالرحمن الزهراني من جهته، أوضح الناطق الإعلامي في شرطة منطقة جازان بالنيابة، الرائد عبدالرحمن الزهراني، في تصريح خاص ل «الشرق« أن شرطة المنطقة قد ألقت القبض على أعداد كبيرة من العمالة المجهولة رجالاً ونساءً وأطفالاً، غالبيتهم من الجنسية اليمنية والإفريقية، وقد دخلوا البلاد لغرض امتهان الأعمال بطرق مخالفة. مبيناً أن هناك معلومات وردتهم بخصوص أفارقة يعملون على إدخال الإفريقيات إلى الأراضي السعودية مقابل مبالغ مالية طائلة، أو عن طريق الاتفاق مع العاملة بأن تعمل عند إحدى الأسر، بحيث يتقاضى هو مرتبها الشهري لمدة عام تقريباً دون أن يعطيها شيئاً مما تتقاضاه. وأضاف الزهراني “لا يقتصر الأمر على هذا وحسب، بل تم القبض على سعوديين أيضاً يمارسون عمليات تهريب الإفريقيات إلى مدن سعودية عبر الحدود الجنوبية، وتمت إحالة مجموعة منهم إلى الجهات المختصة للنظر في قضاياهم وتطبيق العقوبات بحقهم”. قضايا سرقة وأشار الزهراني إلى وجود قضايا سرقات مسجلة في حق بعض العاملات غير النظاميات، إضافة إلى إصابة بعضهنّ بأمراض مزمنة، كالإيدز أو الأمراض النفسية والاجتماعية التي تدفعهنّ إلى الانتحار، منوهاً إلى أهمية سرعة الإبلاغ عن العمالة المخالفة، تفادياً للآثار السلبية المترتبة على الفرد والمجتمع التي تصل إلى حد الجرائم الجنائية، وقال “يتوجب على كل مواطن محب لبلده التعاون مع الجهات الأمنية في الإبلاغ عن الأماكن المشبوهة التي يتجمع فيها المخالفون، والحفاظ على أمن الوطن واستقراره بتكاتف الجهود مع رجال الأمن”.