لا شك أن هناك اهتماماً ملحوظاً بذوي الاحتياجات الخاصة على المستوى العالمي، الأمر الذي جعل الاهتمام بهذه الفئات ورعايتها دليلاً على تقدم الأمم والشعوب، فقد تناولت الهيئات الدولية والمؤسسات العالمية أمور ذوي الاحتياجات الخاصة بشيء بالغ من الاهتمام، وتنافست الدول على اختلاف مستوياتها في تقديم أوجه الرعاية لهذه الفئات. وتعتبر المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث بدأ الاهتمام بهم منذ عدة عقود، في قطاعات مختلفة، ولكن الإشكالية هي كيفية تقديم الخدمات لذوى الاحتياجات الخاصة بالتعليم العالي، لأن معظم الدول التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة تقدم خدماتها لهم إبان مراحل الطفولة والتعليم قبل الجامعي. وهذا ما تم التفكير فيه داخل جامعة الملك سعود، حيث لوحظ ارتفاع عدد الطلاب الذين يدرسون بالجامعة من ذوى الاحتياجات الخاصة، ومن ثم فقد وجهت إدارة الجامعة بأن يتم تطوير كافة الخدمات المساندة للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة لتكون الجامعة على مستوى عالمي، وبالتالي فقد تم تأسيس مشروع تطوير خدمات ذوى الاحتياجات الخاصة بالجامعة في مطلع عام 1429 ه، حيث يهدف المشروع إلى توفير البيئة الجامعية المناسبة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال عدة برامج: برنامج الوصول الشامل: ويهتم البرنامج بتنمية البيئة المكانية للدراسة الجامعية من حيث تجهيز المباني والمرافق الجامعية لتتناسب مع الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، وتحقق لهم الأمن والسلامة. برنامج تطويع التقنية والتقنية المساعدة: ويهتم البرنامج بتطويع التقنية والتقنية المساعدة التي تساهم في تزويد الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة بمجموعة من المهارات التكنولوجية واستخدامهم للجانب التقني بشكل جيد حيث يتم تدريب ذوي الإعاقة البصرية على الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر ICDL من خلال 3 مراكز للتدريب داخل الجامعة، إضافة إلى تقديم نظم تدرب إلكترونية، ومحتويات ومصادر رقمية. برنامج التطوير الأكاديمي والتعليمي: ويستهدف البرنامج تهيئة البيئة الأكاديمية والتعليمية من حيث توفير كافة التسهيلات والتيسيرات التي من شأنها رفع المستوى العلمي والأكاديمي للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة لهم، بدءاً من تصميم المناهج والمقررات الخاصة بهم، وتوفير كافة المصادر التعليمية، والوسائل المعينة، وتصميم الأنشطة التعليمية الخاصة بهم، ومتطلبات التوافق مع المناهج والمقررات ، والاختبارات، والأنشطة الصفية واللاصفية. برنامج التطوير المهنى: ويستهدف البرنامج التهيئة البشرية لأعضاء هيئة التدريس، حيث يسعى المشروع بالتعاون مع الجهات المختصة بالجامعة إلى تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس بما يتوافق مع المتطلبات التدريسية للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، كما يحاول المشروع استقطاب ذوى الخبرة العميقة في هذا المجال.