عند ذكر النجوم الذين تجاوزت نجوميتهم المستطيل الأخضر إلى خارجه، من خلال التواجد في المناسبات الوطنية والمناسبات المرتبطة بفئات المجتمع كافة، فإن النجم السعودي الكبير والخلوق نواف التمياط سيكون في مقدمة هؤلاء النجوم، فالتمياط دأب على التواجد في جميع المناسبات الاجتماعية، وهو صديق ذوي الاحتياجات الخاصة الحميم، إذ لم يترك أي الفتى الذهبي أي مناسبة إلا ووضع بصمته عليها، إن كانت مرتبطة بالاطفال المرضى، أو بفئات المجتمع كافة، وهذه إحدى مميزات النجم الخلوق. والمؤكد أن رحيل التمياط عن الملاعب لن يمنعه عن مواصلة وقفاته مع هذا الجزء من المجتمع، بل إن مواجهة الهلال وإنتر ميلان الإيطالي مساء اليوم (السبت) ستكون مناسبة لالتقاء التمياط بالجزء الأكبر من جماهيره ومحبيه الكثر، خصوصاً وأن عشق الجماهير للتمياط لم يكن حكراً على الجماهير الهلالية، لاسيما وأن التمياط أحد النجوم الذين تفوقوا بخصالهم المميزة، ولم يكن يتعرض لأي فريق أو أي لاعب في جميع الفرق التي واجهها، إن كان على مستوى الهلال، أو حتى في مشاركاته الوطنية، ولعل أشهر المواقف لهذا النجم التاريخي، حين رفض التمياط اتهام قائد الاتحاد محمد نور بتعمد إصابته التي أبعدته لأكثر من موسم عن مداعبة معشوقته ومعانقة عاشقيه، ناهيك عن موقفه التاريخي والذي تناقلته وسائل الإعلام كافة على مستوى العالم، عندما رفض الحديث والبقاء في أحد المؤتمرات الصحافية بسبب تواجد صحافي إسرائيلي، احتجاجاً منه على الممارسات الإسرائيلية، ما كان له الأثر الكبير لمضاعفة قاعدته الجماهيرية على مستوى الوطن العربي، تضامنا مع ذاك الموقف التاريخي. وحين نودع نجماً بهذا الحجم من المستوى الكبير والأخلاق الرفيعة، فإن ما يسعدنا أن التمياط سيبقى اسماً لامعاً في سماء الرياضة السعودية، وأنه سيظل كما كان القدوة الأمثل للنشء بتعامله وأخلاقه التي تستحق أن تكون مثالاً يحتذى.