حزموا حقائبهم وشدوا رحالهم إلى البيت العتيق فطووا همومهم ومشاكلهم وقضاياهم الخاصة والعامة كجزء مع حقائبهم لترحل معهم إلى المشاعر بأمنيات عريضة لحجاج من جنسيات مختلفة ملئوا بشحنات من الغضب بسبب ظروف صنعوها بأنفسهم أو صنعت دون علمهم .. وجدوا أن شيطان العقبة هو الملاذ الوحيد للخلاص منها بعد أن اتهموه بأنه المتسبب الأول بها لينزلوا به ضربا بكل ما أوتوا من قوه وبصيحات عابرة تخللتها الدموع والندم والقوة ايضاً. مشاهد مهمة رصدتها "الرياض" أمام جمرة العقبة لعدد من حجاج بيت الله العتيق وهم يصعقون ذلك الشاخص بحجارة مختلفة الأحجام بل تطور الوضع إلى مناولته بالأحذية ومعلبات كجزء من الانتقام . يقول الحاج مفيد عزت من مصر ما إن رأيت الشاخص حتى انتابني شعور بالغضب والحزن كون هذا الشاخص يمثل الشيطان الذي هو سبب مصائبنا وأحزاننا لقد حصرت أخي بسبب يوم غاضب فقمت بضربه ولم استعذ من الشيطان مما اضطره إلى مغادرة البيت بشكل سريع وهو في قمة غضبه ليصادف سيارة عابرة عند خروجه فيرتطم بها ويفارق الحياة ومنذ ذلك اليوم وانا أعض أصابع الندم لأنني لم استعذ بالله من الشيطان لأسباب تافهة فقدت أخي الغالي ولهذا لم أجد بداً سوى لعنه بالصوت العالي ورميه بكل ما أوتيت من قوة تعبيرا عن غضبي وسخطي عليه. الحاج مصطفى احمد من السودان بدا وكأنه فاقد لشيء في تلك المنطقة وذهب يبحث بين الحجاج وسألناه عما يبحث بهذه الطريقة وقال إنه يبحث عن أضخم شيء أقذف به هذا الشيطان السيئ الذي دمر حياتنا وقلل من طموحاتنا أنظر إلى شعوبنا كيف أصبحت ودولنا إلى أين آلت كلها بسببه علي أن انتقم منه ولو في هذا الشاخص وارد له جزءاً مما قدمه لنا. مفيد المصري يرمي الشيطان وهو يحمل ابنه ويصف محمد شاكر من الجزائر أن هذا الشاخص يمثل مجرما حقيقيا وعدوا يحمل لنا كل المصائب والمآسي التي نعاني منها وانا اليوم لدي قناعة كاملة بسحقه بالحجارة رغم أن عددها محدود وهي سبعة إلا أنني سأبذل جهدي في تصويبها عليه بالشكل المطلوب فهو يستحق ذلك انظر ماحدث بين مصر والجزائر بسبب كرة قدم لقد كان لهذا الشيطان النصيب الأكبر في تأجيج هذا الحدث وتفخيمة إلى هذا المستوى. عبده زيد صادق من اليمن هو أيضا اجله غضبه مما يحصل في اليمن حتى التقى بالشاخص حاملا في يده الكثير مما التقطه من الأرض من حجارة وبقايا علب المياه الفارغة وبقايا احذيه تركها من قبله وبدا يرمي بحرقة ودموع متهماً إياه في الإشكاليات التي يعاني منها اليمن من حروب ومظاهرات وقد رفع عبده يده إلى الله إن يزيل غمة اليمن ويحفظ استقرارها ووحدتها الصورة تتكرر في أوضاعها مع اختلاف الأمنيات ورغم الهموم السياسة والأمنية والاجتماعية لكنهم يتوحدون على هدف واحد وهو إبليس الذي عكر عليهم حياتهم وشتت جمعهم وخلق الفتنة بين الناس وبين الشعوب والدول. هكذا كانت القصص المثيرة تتوالى علينا من الحجيج أمام جسر الجمرات كتلك الحجارة التي تنهمر على الشاخص كل واحد يحمل هموماً ومشاكل ورغبات كثيرة جلها يصب في الانتقام رغم ان الموقف لايحتمل وان السنة في الرمي لها طابع مختلف وأنظمة تحكمها الشريعة ولكن الأمنيات تتجاوز أحيانا الواقع وتأمل بمزيد من الفرص لإشفاء الغليل وإرضاء النفس عبارات كثيرة بلهجات ولغات مختلفة لم يسعفنى الحظ سوى اقتناص بعض منها (روح يمفرق الاحباب) (ربنا يهدك) (الله ينتقم منك) ( عليك اللعنة) ( خذ ولتكن عبرة لغيرك) واخرى كلمات بلغات مختلفة لم نستطع ترجمتها. زينب طلبت من الحجيج اعطاءها مساحة