3 كيلو مترات مربعة، المسافة الفاصلة بين مزدلفة ومنطقة رمي الجمرات، لم تكن كافية وكفيلة بإظهار علامات التعب والإرهاق على محيا الحجيج، حين توجههم لرمي جمرة العقبة أمس ومنذ ساعات الصباح الأولى. وبدا على الحجيج الفرح بالتوجه ل"رمي" موطئ الشيطان، واستوقف أحد الحجاج هندي الجنسية "الوطن" وهو مبرز صدره للأمام مرتفع الهمة، سائلاً بلهجة عربية مختلطة بالهندية قائلاً "صديق .. فين طريق شيطان"، في إشارة إلى رغبته في إفراغ ما بخاطره من كراهية ل"الشيطان". ورصدت "الوطن"، بعض مشاهد المبالغة في رمي الجمرات، حيث وقفت مسنة "شرق آسيوية" على مقربة من "حوض الشيطان" بمساعدة من أبنائها منزلة جسدها إلى الأرض لتلتقط ما ستجده أمامها لرمي "الشاخص" بأي أداة بدلاً من حجارتها التي سقطت. وأدى غضب الحجيج لحظة الإلقاء إلى ارتطام معظم الحجارة وعودتها من "شاخص الشيطان" إلى الحجاج المحاذين للحوض الذين أفرغوا "حصواتهم" في الحوض على عجالة لتفادي الحجارة المرتجعة عليهم من الحجاج "الغاضبين". وتعالت أصوات بعض الحجاج خصوصاً "الأجانب" منهم، ملقين بعبارات "ساخطة" و"غاضبة" لحظة إلقاء الحجارة، ولكن بلهجة يصعب على السامع فهمها من الوهلة الأولى. ويأتي إلقاء تلك العبارات في الوقت الذي نهى في وقت سابق علماء مسلمون توجيه أي سباب أثناء رمي الجمرات أو المبالغة في الأداء بإلقاء النعال لأن هذا نسك رمزي فقط للانتصار على الشيطان ووسوسته للإنسان.