واصل لاعب الوسط الهلالي محمد الشلهوب تقديم مستوياته المتصاعدة من لقاء لآخر، متجاوزاً جميع العقبات التي كانت في طريقه في الموسمين الماضيين، إذ استعاد الشلهوب ثقته بنفسه واسترجع مكانته في الخارطة الزرقاء وفي قلوب الجماهير الهلالية التي ظلت تعول على نجمها المحبوب سنوات طويلة. ماتعرض له النجم الهلالي النحيل من ظروف كانت كافية للقضاء على أي لاعب مهما بلغ من نجومية، فالشلهوب تعرض لظروف قاسية خارج الملعب تمثلت بأمور عائلية، ناهيك عن عدم مشاركته أساسياً في عهد الروماني كوزمين أولاريو وبقائه أسيراً لدكة البدلاء، الأمر الذي زاد من طين معاناته بلة. الشلهوب الذي بات لاعباً ناضجاً وعاملاً مؤثراً في تفوق الفرقة الزرقاء قدم درساً مجانياً في الإرادة الكروية وهي التي نفتقدها في كثير من المواقف سواء على صعيد المنتخبات والأندية أو حتى اللاعبين، إثر تجاوزه الظروف التي اجتمعت عليه داخل المستطيل الأخضر وخارجه، وهذا النوع من الإرادة افتقده نجوم عدة سيكون مصيرهم النسيان إن لم يتخذوا من الشلهوب أنموذجاً. ولعل أبرز ما يميز الشلهوب لدى جميع المدربين الذين أشرفوا عليه هو قدرته على التكيف مع أكثر منهج وأسلوب وتكتيكي، فضلاً عن الانضباط والتقيد التكتيكي الذي يتمتع به بالإضافة لرغبته الملحّة والدائمة في تطوير ذاته. وبالطبع فإن ظهور موهوب الهلال بهذا العطاء المتقد من مباراة لأخرى، يحسب للبلجيكي غيرتس الذي أعطى الثقة للنجم الهلالي، وأعاد توظيفه جيداً في الملعب، بعد أن لقيت موهبة الشلهوب إيماناً كاملاً من غيرتس وأن هكذا لاعب يجب الاستفادة في ترجيح الكفة الزرقاء في أكثر من مواجهة، وهذا ما وضح جلياً في لقاءات الهلال في الدوري وآخرها نزال الأهلي في جدة، حين قدم الشلهوب نفسه منذ بداية اللقاء كورقة رابحة ومؤثرة يراهن عليها أي مدرب إثر تسجيله هدفاً من طريقة لم نعتد رؤيتها منذ مدة في الفريق الهلالي، فيما كان هدف فريقه الثاني من فكرة وإعداد النجم القصير الذي رسم الهدف بالطريقة التي يفضلها دوماً.