أنصفت لجنة الأخلاق واللعب النظيف في الاتحاد السعودي لكرة القدم صانع الألعاب الهلالي الموهوب محمد الشلهوب عندما منحته المركز الأول في جائزة اللعب النظيف في الموسم الرياضي الحالي، وقدمت له مبلغ الجائزة ومقداره 100 ألف ريال نظير أدائه الكروي النظيف، وأخلاقه العالية أثناء النزالات الكروية، وتعامله الراقي مع الحكام ولاعبي الفرق المنافسة، وهي الجائزة التي لاقت توافقاً جماعياً من النقاد والمحللين والمراقبين، الذين أكدوا أن الشلهوب استحق الجائزة، وأن الاختيار كان في محله، وأن الموهوب الهلالي يعتبر في الوقت الحالي اللاعب «الأنموذج» في الملاعب السعودية من دون منازع. وواصل المبدع الهلالي محمد الشلهوب المولود في 8 كانون الأول (ديسمبر) 1980 تقديم مستوياته الأدائية المميزة، وتسجيل حضوره الفني الباهر مع كتيبة الزعيم، وسحب في الكثير من اللقاءات بساط التألق والإبداع والنجومية من بقية زملائه اللاعبين في دوري زين السعودي، ولم يكتفِ المبدع الأزرق بذلك، بل كان من أبرز وأميز النجوم الذين أحرزوا أهدافاً جميلة من تسديدات قوية ومن مسافات بعيدة، ما أسهم في تحقيق فريقه للانتصارات، وحصده للنقاط التي سهلّت من مهمته في الحصول على كأس دوري زين السعودي للعام الثاني على التوالي. وعانى الموهوب الشلهوب من فترة انتقالية صعبة في حياته الرياضية قبل ثلاثة أعوام من الآن، وتحديداً إبان إشراف المدرب الروماني كوزمين أولاريو على الفريق، كانت أشبه بالأزمة الحقيقية التي يمر بها نجوم الكرة في العالم، تلك الفترة التي شهدت تراجعاً حاداً في أداء اللاعب، وتدهوراً مثيراً أفقده الكثير من أسهمه، وجعله من اللاعبين الغير مؤثرين في الفريق الذين لا يقدمون ولا يؤخرون، فحضورهم وغيابهم سواء، ما جعله ملازماً لدكة البدلاء، وهو الأمر الذي أثار تعاطف الجماهير السعودية عموماً، والهلالية خصوصاً، التي أحبّت الشلهوب ذو الأخلاق العالية والابتسامة الدائمة التي لا تفارق محياه داخل الملعب وخارجه، سيما بعد الظروف الأسرية القاهرة التي مر بها بوفاة والديه في فترة قريبة، ودخوله في صراعات نفسية كان من الممكن أن تنهي مسيرته الكروية من الملاعب نهائياً، قبل أن ينجح المدرب البلجيكي إيريك غيريتس في إعادة اللاعب إلى سابق عهده نجماً كبيراً متلألئاً في سماء النجومية، يحظى بالثقة الكاملة منه في جميع مواجهات الفريق الأزرق.