يشكل الهلال بتاريخه وعمره وحضوره في مختلف الساحات الرياضية حقبة مهمة من تاريخ وبروز الحركة الرياضية السعودية تواجدها الدولي وفرض مشاركاتها ووضع بصمة مميزة في صفحات المجد الرياضي منذ تأسيسه في حي الظهيرة بالعاصمة وتسميته بأمر ملكي، وربما يكون النادي الوحيد الذي ولد وتأسس على يد شيخ الرياضيين السعوديين عبدالرحمن بن سعيد ونجومه يقفون بكل ثقة وثبات على منصات التتويج وخوض منافسات الرياضة بصخب لا مثيل له على الرغم من ضعف الامكانات وعدم توفر الملاعب المناسبة في حينها. لم يكن شعار الهلال منذ ولادته التركيز على الفوز بالبطولات التي لم يحد عنها وجلب الفرح لجماهيره الكبيرة في إنحاء الوطن وخارج الحدود بفضل تأسيسة السليم، انما كانت أهداف مسؤولية أسماء وأكبر من ذلك عندما ارتكزت على الارتقاء بالعمل الرياضي باحترافية وفكر يشكلان أرضية خصبة لتحقيق معدلات النجاح، والكل يتذكر عندما فاز بأول بطولة للدوري عام 1397، وكيف انه حول المنافسات الكروية من فاترة وغير منتظمة الى مصدراً للحماس والمتابعة الجماهيرية والإعلامية، وبالتالي جعل لها قيمة كبيرة وجعل المدربين واللاعبين الأجانب يتسابقون على تدريبه وارتداء شعاره. وغير كونه ناديا يُخّرج الكثير من الإداريين العمالقة الذين انطلقوا من جنباته وقد تزودوا بالخبرة والتمرس في المجال الرياضي وخدمة الحركة الرياضية منذ تأسيسها وحتى الان بكل كفاءة عالية، فضلا عن احتلالهم لمناصب ومكانة مرموقة، فهو صنع ابرز المدربين وقدمهم بطريقة رفعت من أسهمهم لدى الأندية الأخرى محليا وخارجيا عندما غادروا جنباته، أما على صعيد استقدام التعاقد مع اللاعبين الأجانب المؤثرين فالهلال اصبح رائداً في هذا المجال، بل انه أول من استقطب لاعبا عالميا بمستوى قائد المنتخب البرازيلي ريفالنينو الذي غير في المفاهيم في علم كرة القدم وممارستها لدى الكثير من اللاعبين السعوديين نحو الأفضل، وكانت قيمته وقتها الاغلى في الملاعب السعودية، وشكل بتواجده مرحلة انتقالية في طريقة فهم وتعامل اللاعب السعودي وغرس مفهوم الابداع، بل انه على الرغم من مرور أكثر من 30 عاما على جلب النجم البرازيلي الشهير إلا ان اسمه لا يزال يحضر بين الفترة والأخرى في المجالس ووسائل الاعلام، وهذا دليل على وعي رجالات الهلال، وحرصهم على أن يؤثر ناديهم بالرياضة نحو الأفضل دون أن يتأثر.الهلال على الرغم من بعض الظروف والعواصف التي واجهها منذ تأسيسه، كان بعضها لأسباب مرتبطة بمراحل التغيير الخاصة به، وأخرى من صنع منافسيه الذين يحاولون ايقافه بأي طريقه كانت للحاق به وتجاوز ارقامه البطولية وكسر اولوياته المتنوعة الا انه كان أقوى منها بفضل وقفات رجاله وعلى المستوى الإداري فقد ظل الهلال الأبرز في استقطاب الكفاءات التي خدمته ونقلته خلال فترة وجيزة الى ميادين البطولات بداية بالشيخ عبد الرحمن بن سعيد ثم الأمير هذلول بن عبدالعزيز، وأسماء أخرى مؤثرة ارتقت في المجال الرياضي ونقلته من الهواة والممارسة لقضاء الوقت وقتل الفراغ الى صناعة وأرضية خصبة للاستثمار وتسابق الشركات الكبرى على الفوز برعاية النادي الكبير والاستفادة من شعبيته الطاغية التي تعد الاكبر على مستوى الوطن. ولم يقتصر التأثير الهلالي المميز في الحركة الرياضية السعودية على الجانب الإداري الذي لعب دورا بارزا في انتقاء أفضل المدربين واللاعبين الأجانب، ولكن نجوم المحليين كانوا الأكثر حضورا في صفوف المنتخبات السعودية منذ تأسيسه، ومن النادر جدا ان تخلو تشكيلتها من العنصر الأزرق كتأكيد على قدرة (الزعيم) على انجاب أفضل اللاعبين، بل أن أول قائد سعودي تلامس يده الذهب مع المنتخب السعودي الاول كان قائد الهلال الشهير صالح النعيمة الذي سبق ذلك بتولي قيادة منتخب العرب، ولا ننسى نجوما برزوا في حقبة مضت امثال قائد المنتخب في دورة الخليج الاولى بالبحرين 1390 سلطان مناحي ومبارك عبدالكريم ومحسن بخيت ومن ثم فهد المصيبيح ويوسف الثنيان الذي هو الآخر تولى قيادة (الأخضر) قبل أن تؤكل المهمة فيما بعده لزميله اسطورة آسيا سامي الجابر الذي شارك في المونديال اربع مرات متتالية، ونجوما آخرين يمثلون الحقبة الحالية يأتي في مقدمتهم قائد المنتخب ياسر القحطاني الذي كان اول لاعب سعودي تتجاوز قيمة انتقاله 25 مليون ريال اضافة الى لاعبين لا تكفي المساحة لذكرهم تألقوا ماضيا وحاضرا. كل هذه المعطيات فرضت على الاتحاد الدولي للتاريخ والاحصاءات الاعتراف بافضلية الهلال على المستوى الدولي ومن ثم منحه لقب نادي القرن في آسيا وهو اولوية تسجل بمداد من ذهب للرجال الذين بذلوا وعملوا حتى اصبح ناديهم الاول في القارة الصفراء، وسيظل هذا اللقب الكبير بحوزته الى مابعد 90 عاما من الان، ليضيف هذه الاولوية الى اولوية أكثر اهمية في تاريخ الاندية والرياضية السعودية والمتمثلة بكأس المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله والذي تقام مبارياته كل بعد مائة عام.