ثلاث مباريات قوية خاضها النصر في الدوري تعادل في اثنتين وخسر واحدة، لكن النقطتين وهما المحصلة النهائية، والمكان المتأخر في سلم الترتيب لا يعكس أبدا ضعفا للفريق (الأصفر) كما في سنوات ماضية؛ حين كان يخسر بسهولة، ويتعادل دون إقناع، وتكون انتصاراته الخجولة غير مشبعة لنهَم جماهيره الكبيرة التي تقف خلفه بكل قوة منذ سنين طويلة حتى يعود النصر المنتظر. وعلى الرغم من قوة الهلال، وكمّ النجوم الوافر من الدوليين، واستفادته المثلى من العنصر الأجنبي؛ إلا أن النصر ظهر بصورة مرضية إلى حد بعيد؛ فهو من كان يتقدم ومنافسه من بحث طوال المباراة عن التعديل، ولولا الأخطاء القاتلة في عمق الدفاع، وضعف أداء ظهيري الجنب هجوما ودفاعا لربما تغيَّر حال النصر كثيراً في الدوري وليس أمام الهلال فقط. المدرب البلجيكي جيرتس يدرك حجم القوة الهجومية الضاربة لفريقه (الأزرق) وهو ما جعله يتوجه نحو الهجوم مكتفيا بلاعب محور واحد في الشوط الأول؛ غير أنَّ الخطورة النصراوية التي أثمرت هزَّ شباك مرمى الدعيع مرتين قادته لإعادة حساباته، وهو ما سيحدث حين يلتقيان مستقبلا. إمكانيات الهلال أكبر منها في النصر، وهذه القناعة يجب أن يدركها النصراويون للعمل على تقليص هذه الفوارق التي كانت شاسعة؛ قبل أعوام وساهم العمل الإداري المخلص، والإنفاق في صفقات غالبها مفيدة في التطور الذي أصبح عليه الفريق، والقول بأن الفريق لم يتطور فيه إجحاف كبير، وتقويض لجهود مخلصة، اجتهدت كثيرا، وأصابت في تعاقدات ولم توفق في أخرى؛ حالها حال كثير من الأندية، والإدارة الحالة لا تزال في سنتها الأولى، والمؤسف أن تظهر عبارات السخرية من عمل الإدارة ممن كانوا يطالبون بإكمال السنوات الأربع، ويقدمون الاعتذارات بعد كل إخفاق حتى وصل النصر للمركز التاسع!!. وإذا كان المدرب الأورجواني ديسيلفا أخطأ بتغييراته في مباراة الشباب، وكان له قناعات غير مقنعة في الحصة الأولى من مواجهة الهلال فإن ذلك لا يعني مهاجمة المدرب والتشكيك في إمكاناته؛ وكل المدربين يخطئون، وديسلفا حديث عهد بالفريق، ويحتاج للوقت؛ ولا يعقل أن يتم الحكم عليه بالفشل من المتابع العادي بعد ثلاث مباريات فما بالك بأن يحدث ذلك من مدربين وطنيين يفترض أن يكونوا أكثر هدوءاً، وعقلانية في التعامل مع مدربين تاريخهم كبير، وسيرتهم الذاتية عالية المستوى. باختصار **النصر بحاجة للنقد الهادف الذي يكشف الأخطاء، وينصف الجهود. **السهلاوي وعبدالغني والزيلعي صفقات ناجحة، وغالب موهبة مميزة، واستمرار صديق غير مفيد. **هوساوي لاعب صغير يملك إمكانات جيدة، وقابل للتعلم، ويحتاج لتخصيص وقت للتدرب على أساسيات الظهير الأيسر. **بطء الموينع، وأخطاء قلبي الدفاع وراء هدفي الهلال، والتركيز على معالجة الخلل أولوية ملحة.